استئناف مفاوضات سد النهضة.. ماذا عن سيناريوهات ما بعد تصريحات ترامب؟

- ‎فيأخبار

أعلنت وزارة الري السودانية أن وزراء خارجية السودان ومصر وإثيوبيا سيعقدون اجتماعًا غدًا الثلاثاء برعاية الاتحاد الإفريقي؛ لبحث سبل استئناف المفاوضات المتوقفة حول سد النهضة الإثيوبي منذ أكثر من شهرين.

ويأتي هذا الاجتماع بعد تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، الذي قال فيه إن مصر يمكن أن "تفجِّر" سد النهضة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حوله، وفق فرانس برس. وقالت وزارة الري السودانية، في بيان اليوم الإثنين: يعقد وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا اجتماعًا غدًا الثلاثاء، 27 أكتوبر، برعاية الاتحاد الأفريقي؛ لبحث سبل استئناف المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة الإثيوبي بدعوة من دولة جنوب أفريقيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.

ضرب السد

وبعد حديث الرئيس الأمريكي ترامب هاتفيا مع رئيس الوزراء السوداني حمدوك بشأن التطبيع بين السوادن والكيان الصهيوني تحدث ترامب عن أزمة نهر النيل وسد النهضة بين مصر وإثيوبيا وأن من حق مصر ضرب السد. وأن أمريكا قطعت المساعدات المالية عن إثيوبيا بسبب تعنّتها ورفضها التوصل إلى اتفاق مع مصر.

وأكد أن وقف المساعدات سيظل كذلك حتى التوصل لاتفاق، لافتا إلى أن “إثيوبيا تبني سد سيوقف جريان النهر، وأنه لا يمكن لوم مصر حيال ذلك”، مشيرا إلى أن إثيوبيا هي التي عرقلت الاتفاق بإشراف أمريكي.

مفاوضات بمنهج مغاير

من جانبه قال وزير الري السوداني إنه يتمسك بالمفاوضات الثلاثية حول سد النهضة لكن بمنهج مغاير، وإنه لا يمكن مواصلة التفاوض حول سد النهضة بنفس طريقة الجولات السابقة.

وتوقفت المفاوضات منذ أغسطس الماضي بين الدول الثلاث، حول السد الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، ويثير مخاوف في مصر والسودان حول حصتيهما من مياه النيل. وعلقت المفاوضات جراء خلافات حول آلية تعبئة السد. وبدأت إثيوبيا ببناء السد منذ العام 2011. ويتوقع أن يصبح أكبر منشأة لتوليد الطاقة الكهربائية من المياه في أفريقيا. ومنذ العام ذاته، تتفاوض الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله، لكنها أخفقت في الوصول إلى اتفاق. وأكد السودان تمسكه بالمفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الأفريقي للتوصل لاتفاق ملزم حول ملء سد النهضة وتشغيله.

اتفاقية المبادئ

وبعد توقيع المنقلب عبد الفتاح السيسى على إتفاقية إعلان المبادئ والذى خول لإثيوبيا استكمال بناء سد النهضة والذى سيؤثر على الحيالة العامة فى مصر ، مازال تلوح فى الأفق أزمات متعدةة تخللها لقاءات ومؤتمرات ورعايات محلية وإقليمية ودولية بلا نتائج ،و ما زالت الخلافات قائمة بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة والجدول الزمني لملء السد، مع اتهامات متبادلة بالتعدي على السيادة وتهديد حياة الملايين.

ولكن بالنسبة لمصر، يهدد السد واحدا من أغلى مواردها، حيث يعيش معظم المصريين، الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة، حول وادي النيل الضيق على طول النهر، ويعتمدون عليه في كل شيء من مياه الشرب إلى الصناعة والري. أما السودان فإنه قد يستفيد على الأرجح من سعر كهرباء السد المخفض وتدفق المياه المستقر الذي سيقلل من الفيضانات ويزيد من الري، وفقاً لمجموعة الأزمات الدولية. ولكن قرب سد النهضة من السودان، حيث يقع على مسافة 12.5 ميل من حدوده، قد يعرّض سد الروصيرص السوداني لخطر الفيضان، في حال غياب التنسيق بين الدولتين.

تدمير الرقعة الزراعية

وقال وزير الري السابق بحكومة الانقلاب محمد عبدالعاطي، في تصريحات له، إن انخفاض 2% من مياه النيل سيؤدي إلى خسارة 200 ألف فدان زراعي وحوالي مليون وظيفة. ولكن يبقى التأثير المحدد للسد على تدفقات المياه غير معروف. وفشلت الدول الثلاث في الاتفاق على الجهة التي ستجري الدراسات البيئية، والصلاحيات التي ستُمنح للباحثين، وإلى أي مدى ستكون النتائج ملزمة. وتأتي بعد ذلك مسألة ما قد يحدث حال ضرب الجفاف المنطقة لفترات طويلة.