بعيدا عن الدبلوماسية.. شيخ الأزهر ينتصر للنبي ويتوعد بملاحقة المسيئين قضائيا

- ‎فيتقارير

"مستعدون للتعاون من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام ومحاربة الفكر المتطرف داخل فرنسا وأوروبا والعالم أجمع لكنا لن نرضى بأي حال للإساءة لديننا أو التطاول على نبينا الكريم تحت أي مزاعم وأي مبررات إياكم وحرب المصطلحات المغلوطة فالناس لن يمسكوا المعاجم من أجل تصحيح المفاهيم عن الإسلام ونبيه، الإساءة للنبي الكريم ليست حرية رأي بل دعوة صريحة للكراهية والعنف وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، بلادكم وأوروبا مدينة لمحمد صلى الله عليه وسلم لما أدخله من نور أضاء للبشرية طريقها وهداها سبلها، لن يوصف الإسلام بالإرهاب وسنلاحق من يسيء للنبي محمد في المحاكم الدولية".

بعيدا عن الدبلوماسية والسياسة وجه شيخ الأزهر رسالة قوية لفرنسا ومن على شاكلتها في المقابل، كانت رسالة وزير خارجية فرنسا أن بلاده لا تحمل عداء للإسلام والمسلمين رسالة لها مدلولات وربما تأتي كمحاولة لاسترضاء المسلمين الذين انتفضوا انتصارا للنبي الكريم وتعكس ما نال فرنسا من غضبة الشعوب المسلمة.

الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف السابق، رأى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تحدث بما يتناسب مع هذه المكانة الكبيرة وهذا الكرسي الذي يمثل قبلة المسلمين العلمية، مضيفا أن شيخ الأزهر لم يعبر عن نفسه ولا عن الجامع العتيق او الجامعة العريقة وحسب إنما تحدث بلسان كل مسلم وعبر عن مكنون الصدور لدى كل محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت كلماته قوية دون التواء وكانت ردا مناسبا على العجرفة والغطرسة التي تتصدر عن ألسنة بعض المسؤولين الفرنسيين.

رسالة قوية

وأضاف الصغير في مداخلة هاتفية لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن شيخ الأزهر استهل حديثه مع وزير الخارجية الفرنسي بقوله عند الحديث عن مقام النبي المكرم صلى الله عليه وسلم أو التعرض له فإني لا أعرف لغة الدبلوماسية.

وأوضح الصغير أن تصريحات شيخ الأزهر حول ملاحقة المسيئين للنبي محمد في المحاكم الدولية يعد رسالة قوية في وجود وزير الخارجية الفرنسية، وكان الأولى بوزير خارجية فرنسا بدلا من زيارة الدول العربية والإسلامية لاستجدائها لوقف المقاطعة أن يحترم المسلمين في بلاده وأن يتوقف عن مضايقتهم والتضييق عليهم، مضيفا أن شيخ الأزهر تحدث عن الاستمرارية سواء في المسلك القضائي أو المقاطعة وهذا بداية النجاح وعنوانه.

وأشار الصغير إلى أنه لولا هذه الجهود المباركة والهبات الشعبية القوية في مقاطعة المنتجات الفرنسية لكان الأمر توقف عند عنصرية فرنسا وإساءات إيمانويل ماكرون، لكن ما حرك فرنسا هو هذه المقاطعة والاستمرار فيها هو الكفيل بتحقيق مطالبها، موضحا أن وزير الخارجية أكد على أنه لا هو ولا ماكرون ولا وزير الداخلية يقبلون الإساءة للإسلام، على الرغم من أن وزير الداخلية تباهي قبل يومين بأن عدد المساجد الذي أغلق في عهده يفوق ما أغلق في تاريخ فرنسا كلها كما استنكر عبارة طعام حلال التي تكتب على طعام المسلمين، وكذلك ماكرون فقد صرح بأن سيعيد نشر الرسوم المسيئة كما سمحت حكومته بنشر الرسوم المسيئة فوق المباني العامة.

وطالب الصغير ماكرون بأخذ العبرة والعظة من الشقي الأصهب دونالد ترامب الذي راهن على العنصرية في سباق الرئاسة وخسر الرهان غير مأسوف عليه، متوقعا أن يلحق به ماكرون في القريب العاجل.

ولفت الصغير إلى أنه على الرغم من نجاح المقاطعة في تركيع الرئيس الفرنسي إلى أن شيخ الأزهر كان لو موقف قوى حتى قبل أزمة الرسوم المسيئة عندما تحدث ماكرون عن مرور الإسلام بأزمة فكان أول من رد عليه وكانت كلماته الرسمية على موقعه الرسمي وبيان هيئة كبار العلماء التي يرأسها في منتهى القوة وأعلن يوم الاحتفال بالمولد النبوي عن تدشين هيئة عالمية لنشر السنة المحمدية والدفاع عنه ضد هذه الإساءات العنصرية، مؤكدا أن هذه الوقفة التي تليق بالأزهر الشريف وبمصر كبرى الدول العربية هي التي جعلت فرنسا تتوجه إلى القاهرة.

وأكد الصغير أن الأزهر الشريف أول من عانى من التأميم عقب الانقلاب العسكري في عام 1952، الذي أمم الحريات والأراضي والحياة البرلمانية القوية، مضيفا أن الأزهر يحارب منذ عهد محمد على باشا عندما نفى الشيخ عمر مكرم وزادت الضغوط مع تولي النظام العسكري السلطة بعد أن جعل تعيين شيخ الأزهر من سلطة رئيس الجمهورية وألغى نظام الوقف وصادر أموال الأوقاف وألقى بالفتات لجامعة الأزهر، كما عمل على تحجيم البعوث الإسلامية التي كانت تشمل العالم كله وتستقبل طلاب العالم في مدينة البعوث بالدراسة ما قلل من انتشار الأزهر وحد من دوره.

وتابع:" الأزهر الشريف تأثر بالحالة العامة في مصر فمصر تأثرت وتقزمت سياسيا واقتصاديا وحتى مائيا وهذا أثر على كل المؤسسات بما فيها الأزهر الشريف".

ينتسبون زورا للإسلام

وأردف:"ربط الإسلام بالإرهاب حيلة خبيثة لجأ إليها أناس لهم نفس صليبي وحقد عنصري ضد الإسلام ولكن للأسف هم يسمعون من يردد هذه الاتهامات ممن ينتسبون زورا إلى الأمة وبهتانا إلى دين الإسلام، فالسيسي وعبدالله بن زايد يتحدثان بنفس الطريقة، وقد أفلح شيخ الأزهر عندما قال لن نخوض في ترف المصطلحات لا ينبغي أن يقترن أبدا وصف الإرهاب بالإسلام لا نقبل هذا بأي حال، والذي يريد أن يدافع عن الإسلام يكون بمثل هذا الوضوح وقد سبق بمثل هذا الوضوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال لن نسمح أبدا بربط الإسلام بالإرهاب".