الثورة المضادة تحرّض على “الإخوان” بالتزامن مع استهدافهم أوروبيا

- ‎فيتقارير

بالتزامن مع مداهمات أعلنت عنها الوكالت الأوروبية للأخبار من الشرطة النمساوية بحق منتمين لجماعة الإخوان المسلمين وحركة "حماس"، أعلنت اليوم الأربعاء إدارة "فيسبوك" أنها أزالت 31 حسابًا و25 صفحة وحسابين على إنستجرام مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين!

ورغم هزلية الأرقام المعلنة والمنسوبة بحسب "فيسبوك" إلى "منظمة إسلامية. من تركيا ومصر والمغرب" أمام أرقام بالآلاف أعلنتها "تويتر" في وقت سابق من 2019، ومارس 2020 عن حسابات سعودية وإماراتية ومصرية تتبع المخابرات العامة والذباب الإلكتروني. إلا أن الأرقام ليست وحدها الهزلية بل والاتهامات، فتقول "فيسبوك" إن محتوى الحسابات –التابعة بحسب تصنيفها للإخوان- يشيد بحكومتي تركيا وقطر وينتقد السعودية والإمارات. وتألفت إحدى المنشورات من ادعاء لا أساس له من الصحة بأن الإمارات تآمرت للإطاحة بالحكومة التونسية، على سبيل المثال، في التقرير!

وأضافت أن تركيا وقطر صديقتان لجماعة الإخوان المسلمين، بينما تعارض السعودية والإمارات وحلفاؤهما الجماعة بشدة. واعتبر مراقبون أن الاتهامات تعري Facebook التي تحظر الحسابات ولا تعتد بحرية الرأي وتسمح بنشر الأكاذيب مثل اعتقال السيسي لقائد الأسطول السادس الأمريكي أو ضرب الجيش في مصر لسفن حربية تركية وإجبارها على التراجع أو مساندة سفن تركية للمجاهدين في غزة.

عرب نيوز
واستعرضت منصة "عرب نيوز" المحسوبة على الثورة المضادة وتحديدا لأبوظبي، تقريرا تحريضي ضد جماعة الإخوان المسلمين باستعراض ملامح كتاب للباحث الصيهوني لورنزوفيدينو بعنوان "الدائرة المغلقة" والذي طالب الأوروبيين –الحكومات- ألا يعتبروا أن جماعة الإخوان المسلمين المجموعة ممثلة للمسلمين! وقال لعرب نيوز في مقابلة حصرية إن جماعة الإخوان "كيان إشكالي داخل المجتمع المسلم" ونفوذهم "خطير".

ويعمل "فيدينو"، مديرا لبرنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن ومؤلف الكتاب السالف المنشور.ومن حيث لا يدري أدان الباحث نفسه من موضع يظن أنه أوقع الجماعة حيث اعتبر فيدينو أن حسن البنا سعى لإقامة خلافة إسلامية عالمية. ودشنت في جميع أنحاء العالم من خلال نموذجها للنشاط السياسي جنبًا إلى جنب مع العمل الخيري" وقال "بحلول أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، قُدر أن المجموعة تضم 500000 عضوفي مصر، وانتشرت أفكارها في جميع أنحاء العالم العربي".

ومدح جهود من هاجر من الإخوان لأوروبا فقال: "لقد تمكنت هذه الشبكات من ممارسة تأثير أكبر بكثير من أعدادها الصغيرة"، وعلى نفس النسق العربي في الاتهامات المعلبة للإخوان فينسب إليها معارضوها ومن ينتقدونها وبشدة من عينة أيمن الظواهري فيقول "الإخوان المسلمين أصبحت أرضًا خصبة للإرهابيين. على سبيل المثال، انضم أيمن الظواهري، زعيم القاعدة، إلى جماعة الإخوان في الستينيات، عندما كان في الرابعة عشرة من عمره".

محللو الثورة المضادة
واستعان بتصريح محلل سعودي، يدعى حمدان الشهري، يرى أنه " يجب على المرء أن يتذكر أن المنظمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش استلهمت من منظري الإخوان المسلمين"!
كما يستشهد الباحث فيدينيو –الأستاذ بهارفارد بحسب عرب نيوز- على صحة مزاعمه إعلان الحكومة المصرية –حكومة الانقلاب العسكري الدموي- جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية في ديسمبر 2013، بعد اتهامها بتنفيذ سلسلة من التفجيرات في القاهرة.

وهو برأي مراقبين لا يعبر عن تقارير دولية حقوقية اعتبرت أن الاتهامات في مصر بعد يونيو 2013 عارية عن الصحة وأن العدالة سقطت بسقوط الحرية وسادت دولة الفوضى مقابل دولة القانون، بحسب تقارير العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

وأشارت التقارير إلى أن "فيدينو"، أدلى بشهادة أمام الكونجرس الأمريكي وبرلمانات أخرى، وقدم المشورة لمسئولي إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم، مفادها أن "جماعة الإخوان المسلمين في الغرب "منظمة سرية للغاية. حتى إنها تنفي وجودها بالفعل"، في حين استمع الكونجرس لشهادات آخرين منهم محمد سلطان وبهي الدين حسن وآخرين عن وجود الإخوان في مصر وكون أن برامجهم وأدبياتهم علنية وأنهم ينتهجون السلمية في معارضتهم ورفضهم للإنقلاب العسكري.

وعلق مراقبون إلى تصريح "فيدينو" الذي قال إن الأشخاص الذين يغادرون الجماعة "منبوذون" و"إنهم يفقدون الكثير من دوائرهم الاجتماعية لأن العضوية في جماعة الإخوان هي تجربة ممتصة تمامًا".
وزعمه أن "من الواضح أنه من الصعب على أي شخص كرس 10 أو20 عامًا من حياته أن يقول إنه كان مخطئًا وأن التنظيم والأيديولوجية التي كرسوا حياتهم لها كانت غير صحيحة. يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة الفكرية للقيام بذلك".

وأشار مراقبون إلى أن ما زعمه الباحث يطعن في اتهامه بـ"مسئولية الجماعة" عمن يعتزلهم أو يخرج من بيعتهم أو ينتمي لأي فريق آخر أيا كان اتجاه العضو السابق. وناقض فيدينو نفسه مجددا فقال "جماعة الإخوان المسلمين "جماعة النخبة للغاية". "بالنسبة لهم لا يتعلق الأمر بالأرقام الكبيرة. أنت لا تنضم ببساطة. وقال لصحيفة عرب نيوز "إنهم انتقائيون للغاية في من يأخذون".

وأضاف "نحن لا نتحدث عن أرقام كبيرة جدًا. نحن نتحدث عن ربما بضع مئات من الأشخاص في بلد مثل إيطاليا، وربما 1000 في دول مثل فرنسا أوألمانيا. تكمن قوتهم في قدرتهم على حشد الناس الآخرين، للتأثير على المجتمع المسلم، للتأثير في صنع السياسات في الغرب.. لديهم قدرة قوية على التكيف مع البيئة".