دأبت أجهزة المخابرات التابعة لمحور الثورة المضادة توظيف اللجان والذباب الإلكتروني لمهاجمة الإخوان وبث الشائعات للطعن في مصداقياتهم وثقة الرأي العام بهم وبتصرحات المسئولين عن إدارة مؤسستهم، ومن ذلك ما كشف عنه موقع "في ميزان فرانس برس" التابع لوكالة الأنباء الفرنسية (AFP) في قائمة تبويبه أن الإخوان المسلمون لم يعلنوا مبايعة بايدن مقابل مساندته لهم للعودة إلى الحكم في مصر.
وقدمت "خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية" مساء الأربعاء تقريرا بالتزامن مع بدء تكشّف نتائج الانتخابات الأمريكية، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية خبرا عن إصدار جماعة الإخوان المسلمين في مصر بيانًا بايعت فيه الرئيس المنتخب جو بايدن مقابل مساندته لهم في العودة إلى السلطة في مصر.
وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن ما سبق "من هذا البيان لا أصل له من الصحّة".
وأوضحت أن الخبر المتداول على موقعي "فيسبوك" و"تويتر" نصه كالتالي: "الإخوان المسلمون في بيان من تركيا: فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية يعني لنا عودة الشرعيّة في بلدان كثيرة وبالأكثر مصر، وسنبايعه على العهد والسمع والطاعة ليكون لنا ظهيرًا سياسيًا". وذُيّل البيان باسم إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور في الخامس من الشهر الجاري، أي بالتزامن مع بدء تكشّف نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وأشارت خدمة تقصي الحقائق بالوكالة الفرنسية إلى "عناصر مثيرة للشكّ" ومنها أنه "من المُستبعد أن يصدر أي حزب أو جماعة بيانًا يعلن فيه الالتزام بتعليمات رئيس دولة أجنبية على هذا النحو العلني المكشوف".
وتابعت "من جهة ثانية، يُستبعد أن تستخدم أحزاب إسلامية مصطلحات مثل "البيعة" و"السمع والطاعة" في حديثها عن حاكم غير مسلم".
وأردفت "..لم يرشد التفتيش عن الكلمات الواردة في الخبر، باستخدام محرّكات البحث على الإنترنت، إلى أي مصدر ذي صدقيّة".
ولفتت إلى أن منصّة "متصدقش" المصريّة –منصة ثانية بعد الفرنسية- المعنية بالردّ على الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل، أصدرت تقريرًا ينفي صحّة هذا المنشور.
واستندت المنصّة في تقريرها على البيان الصادر عن الإخوان المسلمين حول الإنتخابات الأمريكية والذي يخلو بالفعل من أي شيء مما جاء في المنشور المضلّل.
تصريح المتحدث
وأشارت "الفرنسية" إلى أن متحدث باسم الإخوان المسلمين أعتبر أن "هذا خبر كذب"، وقال المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين المصريّة طلعت فهمي: "هذا خبر غير صحيح".
وأضاف في اتصال مع مكتب وكالة فرانس برس في إسطنبول: "البيان الوحيد للإخوان المسلمين حول الانتخابات الأمريكية هو البيان الصادر يوم السبت"، في السابع من الشهر الجاري.
وكان طلعت فهمي يشير بذلك إلى البيان المنشور على موقع الجماعة والذي دعا الإدارة الأمريكية الجديدة إلى "مراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب".
ويخلو البيان من أي شيء مما جاء في المنشور المضلّل.
استقصاء موقع مسبار- MISBAR
ويعتبر موقع "مسبار يكافح الشائعات والأخبار الزائفة يوميًا" من أبرز المواقع بعد خدمة الأناضول لكشف الأخبار الزائفة ومثلها في الوكالة الفرنسية (أ ف ب) و"متصدقش" المصرية.
وقال "مسبار": "تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 5 نوفمبر الجاري، تصريحًا منسوبًا لمرشد جماعة الإخوان المسلمين، إبراهيم منير، يقول: "الإخوان المسلمين في بيان من تركيا، فوز بايدن بالانتخابات الاميركية يعني لنا عودة الشرعية في بلدان كثيرة وبالأكثر مصر وسنبايعه على العهد والسمع والطاعه السياسيه ليكون لنا ظهير سياسي".
وأضاف "تحقيق مسبار" إلى أنهم تحققوا من الادعاء ووجد أنه زائف، فبالرجوع إلى الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين، تبين أن البيان الذي أصدرته الجماعة حول الانتخابات الأمريكية لم تذكر فيه الادعاءات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.