السيسي يفشل في جر السودان وجنوبها إلى حرب بالوكالة بعدما أضاع مياه النيل

- ‎فيتقارير

قال مراقبون إن مصر تحاول جر السودان وجنوب السودان إلى مواجهة مع إثيوبيا، بما يطلق عليه حرب بالوكالة مع إثيوبيا، يتمكن من خلالها من قصف سد النهضة وسط تأييد الرئيس الأمريكي ترامب لقصفه.
وأشار المراقبون إلى أن السيسي يسعى إلى استغلال التوقيت الحالي للقيام بتحرك مفاجئ في أزمة السد، التي قد تكون ضربة عسكرية.
وكان آخر محطات الفشل في الملف، انتهاء زيارة بين الخرطوم وأديس أبابا، زار فيها رئيس الوزراء السوداني حمدوك إثيوبيا بشكل سريع، بعد تقدم الجيش السوداني إلى مساحات كبيرة في أراضي الفشقة مستعيدا لها، ونشر رئيس وزراء إثيوبيا صور الزيارة عبر حسابه على "تويتر" وأبدى ترحيبا بضيفه وعلى عكس ما يشاع من اختلاف بين الجانبين إلا أن ما يشغل المتابعين هو اتفاق فعلي بين السودان وإثيوبيا على استئناف مفاوضات سد النهضة خلال الأسبوع المقبل بشكل ثنائي، وعقد قمة عاجلة للهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا.
بالمقابل يعتبر خبراء الغبرة أن القاهرة نجحت في حصار أديس أبابا التي أصبحت مطالبة أمام العالم كله بالتوقيع على اتفاق واشنطن، مشيرين إلى عودة المفاوضات، وزاعمين أن البنك الدولي يطالب بنقوده التي دفعها في سد النهضة، وهنو أمر طبيعي لأي بنك، في وقت تكذب "مونت كارلو الدولية" إنحياز الخرطوم ضد أديس أبابا والدليل بحسب خبير سياسي؛ زيارة "حمدوك" التي توصل فيها لاتفاق وتلحقهم مصر!

مساعي جنوب السودان
وفي أعقاب زيارة السيسي إلى جنوب السودان ولقائه سلفاكير قام رئيس وزراء إثيوبيا بإمهال دبلوماسيين من حكومة جنوب السودان 72 ساعه لمغادرة البلاد، وهو ما تحقق لاحقا مطلع ديسمبر الجاري بمغادرة سفير أثيوبيا جنوب السودان بشكل عاجل.
وقال مراقبون إن زيارة السيسي إلى جنوب السودان، في 28 نوفمبر الماضي، -الأولى من نوعها منذ استقلال جنوب السودان عام 2011- وراءها دوافع تتمثل بصورة رئيسية في أزمة سد النهضة، التي تشهد توافقًا كبيرًا في الرؤى بين القاهرة وجوبا.
وأضافت تقارير أن السيسي يسعى إلى:
1- تعزيز العلاقات مع دولة جنوب السودان؛ باعتبارها واحدة من دول حوض النيل، وأحد دول منابعه، كما أنها قريبة للغاية، سواء من بحيرة فيكتوريا المصدر الثانوي لمياه النيل، وقريبة للغاية من سد النهضة، مثار الأزمة بين مصر وإثيوبيا . 
2- إحياء مشروع قناة جونقلي المتوقف، في إطار الحلول الرامية لتقليل الآثار السلبية المترتبة على حصص مصر والسودان من سد النهضة. فقد توقف المشروع الذي يقع على نهر الجبل بدولة جنوب السودان منذ عام 1983؛ بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت وقتها بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، بعد حفر 260 كيلو مترًا من إجمالي 360 كيلو مترًا. وكان الهدف من هذا المشروع يتمثل في توفير المياه الضائعة في المستنقعات، وذلك بزيادة إيرادات المياه لنهر النيل بنحو 55 مليون متر مكعب.
3- إمكانية إقامة قاعدة عسكرية مصرية في جنوب السودان، خاصة أن هناك وجودا مصريا عسكريا وفنيا، ضمن اتفاقيات مبرمة بين البلدين، خاصة لناحية الدور الذي تلعبه القاهرة في هيكلة القوات المسلحة بجنوب السودان، ودمج المليشيات المسلحة في القوات النظامية، وتزويد الأخيرة بأسلحة خفيفة ومتوسطة من إنتاج "الهيئة العربية للتصنيع"، علاوة على تزويد مصر للقوات جنوب السودانية بكافة مستلزمات الزي العسكري.

مراقبة إثيوبية
ويبدو أن إثيوبيا تراقب عن كثب التحركات التي يقوم بها السيسي ومخابراته، فقد كانت هناك مفاوضات بشأن وجود مركز عسكري لوجستي مصري، أو إنشاء قاعدة عسكرية في جنوب السودان؛ لكنها توقفت خلال الفترة الماضية، بعدما أبدت إثيوبيا اعتراضًا على ذلك لدى الجانب جنوب السوداني، الذي تربطه أيضًا علاقات جيدة بأديس أبابا.
إلا أنّ الاشتباكات والتوترات التي يشهدها إقليم تيغراي بشمال البلاد، والمخاوف من تأثر جنوب السودان من وراء هذه الاضطرابات، قد تدفع الأخيرة للموافقة على الطلب المصري بإنشاء القاعدة.
وأضاف المراقبون أن تقاربا بين مصر والسودان، تجلى في الزيارات العسكرية والمناورات الجوية "نسور النيل" بين الطرفين.