ما الذي دفع الانقلاب إلى إجراء أول اتصال دبلوماسي مع حكومة الوفاق الليبية؟

- ‎فيتقارير

أثار قرار الانقلاب العسكري إرسال وفد إلى طرابلس، أحد الداعمين الرئيسيين لزعيم الحرب حفتر، استجابة فاترة من المراقبين الإقليميين. في الوقت الذي زار فيه الدبلوماسيون المصريون طرابلس للقاء مسؤولي حكومة الوفاق الوطني يوم الأحد الماضي، أثار أول اتصال دبلوماسي بين الجانبين منذ انزلاق ليبيا إلى حرب أهلية في عام 2015 حفيظة المراقبين الإقليميين.  
وقال أنس الغماتي، رئيس مركز الأبحاث الليبي "صادق"، في تصريحات صحفية، إن نظام الانقلاب يتوقع صعوبات لزعيم الحرب خليفة حفتر، لاسيما في سرت، وهي منطقة تقع في وسط ساحل البحر الأبيض المتوسط وقريبة من محطات النفط الرئيسية. 

الوفاق الوطنى 

وأضاف أن حكومة الوفاق الوطني المدعوم من تركيا صدت في يوليو من هذا العام هجمات حفتر على العاصمة طرابلس، مما أجبر الخطوط الأمامية على الاستقرار حول سرت، وخوفا من تقدم حكومة الوفاق الوطني نحو سرت، أعلن السيسي المدينة "خطا أحمر"، داعيا حكومة الوفاق الوطني وحليفتها تركيا إلى إنهاء الحملة العسكرية ضد أمير الحرب و"بدء مفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية".
وأوضح أن مساعي حفتر المتهورة لعكس مسار المكاسب العسكرية التي حققتها حكومة الوفاق الوطني أثبتت أنها كارثية على عملية السلام، مما أجبر طرابلس على إعادة النظر في موقفها تجاه زعيم الحرب، ومع تعليق وقف إطلاق النار بخيط، بذلت الإمارات وروسيا وفرنسا جهودا منسقة لتأجيج الصراع من خلال إرسال الأموال والأسلحة والمرتزقة الأجانب، بمن فيهم أعضاء داعش السابقون، لتضخم صفوف ميليشيات حفتر. 
وأشار إلى أنه بتشجيع من هذه التحركات، هدد حفتر تركيا مؤخرا بالحرب، وسط وجود حفتر المتزايد الخطورة في ليبيا، يشير الاجتماع بين وفد الانقلاب وحكومة الوفاق الوطني إلى أن القاهرة بصدد مراجعة حساباتها مع الواقع الليبي المتغير.  
وتابع: "مصر تريد الحفاظ على وقف إطلاق النار شرق سرت، وتشعر اللجنة بالقلق من أنه إذا ما تم خرق وقف إطلاق النار في سرت، فإن سعي تركيا وحكومة الوفاق الوطني إلى الأراضي في شرق ليبيا قد يؤدي إلى انهيار الجيش الوطني الليبي الذي كان يختاره حفتر، كما أن تطبيع العلاقات مع حكومة الوفاق الوطني محاولة لتحفيز السلام والحفاظ على نزاهة الجيش الوطني الليبي من خلال وقف إطلاق النار في هذه العملية". 

الرجل الثانى 
وضم الوفد الرجل الثاني في جهاز المخابرات المصري وأعضاء في وزارة الخارجية، ومثل الجانب الآخر وزير خارجية حكومة الوفاق الوطني محمد سيالة ونائب رئيس مجلس الرئاسة أحمد ميتيغ ورئيس هيئة الأركان العامة محمد الحداد ووزير الداخلية فتحي باشاغة ورئيس المخابرات بالوكالة عماد الطرابلسي.
كانت حكومة السيسي داعما قويا لحفتر، وقد قامت بتحركات لتقويض حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، وتعليقا على اللقاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية محمد الجبلاوي إن زيارة وفد السيسي تهدف إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية واستئناف التعاون بين طرابلس والقاهرة مشيرا إلى أن وفد الانقلاب تعهد بإعادة فتح السفارة في طرابلس وإيجاد حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية الليبية إلى القاهرة.
وقال وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغة إن المحادثات تناولت بشكل أساسي "سبل تعزيز التعاون الأمني" ودعم وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر الماضي بين الأطراف الليبية المتنازعة برعاية الأمم المتحدة.

حق مشروع

وكان المنقلب عبد الفتاح  السيسي، جادل في وقت سابق بأن القاهرة لديها "حق مشروع" في التدخل في ليبيا ودعم مليشيات حفتر. ومع ما أعقب تأييد حفتر من قبل الإمارات والسعودية من قبل مصر، استخدمت القاهرة حدودها الطويلة مع ليبيا لتقديم الأسلحة وغيرها من الدعم اللوجستي لحفتر. 
لم يخف السيسي أبدا دعمه لحفتر وكان يعتقد أن الصراع الليبي يمكن أن يحل من خلال الحرب، وقد كانت قدرة مصر على رسم سياسة خارجية مستقلة في السنوات الأخيرة مقيدة بالاعتماد على الإمارات والسعودية، وكلاهما الداعم المالي الرئيسي للبلاد.  
ووفقا للغماتي فإن تهديدات حفتر لتركيا وموافقة البرلمان التركي على تمديد وجودها العسكري في ليبيا، فضلا عن صعود سفينة تركية قبالة الساحل الليبي الشرقي، فإن هذه التطورات المهمة أقنعت القاهرة باتخاذ إجراءات دبلوماسية بهدف تأمين وقف إطلاق نار في الوقت الراهن.
وأردف: "يعتبر السيسي الجيش الوطني الليبي (قوات حفتر) أكبر استثمار لها في ليبيا، والحفاظ على حفتر هو أولويته الرئيسية اليوم". واستطرد:"القاهرة ستواصل إعطاء الأولوية لزعيم الحرب حفتر الذي نصب نفسه باسم الجيش الوطني، على الرغم من إظهار استعداده للاجتماع مع حكومة الوفاق الوطني"، موضحا أن الانخراط مع حكومة الوفاق الوطني هو "تمرين غير مكلف بالنسبة لمصر".

https://www.trtworld.com/magazine/what-prompted-egypt-to-make-i