رسائل “السادة والعبيد”.. هانى مهنى يفضح الكيل بمكيالين في السجون المصرية

- ‎فيسوشيال

في الوقت الذي لا تتوقف فيه الشكوى من ازدحام زنازين وعنابر أقسام الشرطة والسجون في مصر بالمحتجزين والمعتقلين، ومعاناتهم الشديدة في الجلوس والنوم والصلاة واستمرار نظرية "الشبر والقبضة" التي يعرفها كل العابرين أمام قسم شرطة أو سجن؛ يخرج الموسيقار هاني مهنى ليكشف عن نوع آخر من السجون في مصر، لا يعرف الزحام أو "الشبر والقبضة" أو "التستيف- النوم بشكل معاكس توفيرا للمكان- ولم يلجأ السجناء فيها إلى ترتيب ورديات للنوم، حتى لا ينام الجميع في وقت واحد لأن المكان محدود، فضلا عن الحمامات التي تحتاج لكي يقضي فيها السجين، أو المحتجز، حاجته إلى الحجز قبلها بفترة، أما الاستحمام فيجب الحجز قبلها بساعات طويلة، وفي الغالب يمكن التغاضي عنه في ظل الحاجة إلى "قضاء الحاجة" لا رفاهية الاستحمام.

سجن لا يعرف "الشبر والقبضة" أو "الطبلية" 

السجن الذي تحدث عنه هاني مهنى، في حديثه مع الذراع الإعلامي، الثوري السابق والبرلماني الحالي يوسف الحسيني، لا يعرف "زيارة الطبلية" أو "بونات الطعام" أو "السجائر التي تعتبر العملة الرائجة لشراء أي شيء من كانتين السجون. وبالتأكيد لا يعرف "زجاجة البول" التي يلجأ إليها بعض السجناء لـ"فك زنقتهم" في "ثلاجة القسم" أو الزيارة التي لا تتجاوز دقيقتين للأهالي، إن تمت، وطرق أبواب الزنازين للصراخ على السجان لإنقاذ مريض قبل الموت!

ومنذ إذاعة حلقة برنامج "حروف الجر" التي استضاف فيها "الحسيني" "مهنى" على "نجوم إف إم" لم تتوقف شهادات سجناء ونشطاء عن حقيقة الأوضاع في سجون مصر، التي يراد تصويرها على أنها أحد فروع "الماريوت" فيما لا تتجاوز أن تكون جزءا من "ترب الغفير".

السجناء والنشطاء وأسر المعتقلين الذين ذابت أرجلهم على بوابات السجون كشفوا أن هناك "خيار وفاقوس" في السجون، وأن "الكيل بمكيالين" اتضح تماما على لسان هاني مهنى الذي استعرض الأوضاع في سجون "كبراء البلد" ورجال الدولة العميقة، والذين خرجوا جميعا بعفو أو براءة، وسجون المصريين الذين لا يرون الشمس في أقبيتها ولا ترد أسماؤهم في قوائم العفو على الإطلاق.

هاني مهنى قال: "كنا قاعدين في مبنيين ياخدوا 3000 شخص"، موضحا أن رجل الأعمال، القاتل والذي خرج في قرار عفو، هشام طلعت مصطفى أنشأ مسجدا كبيرا أثناء حبسه في سجن طره، ورجل الأعمال أحمد عز قام بإنشاء "جيم" بأجهزة "sba" متطورة، بالإضافة إلى ترابيزات البلياردو والبينج بونج" .متابعا: "أول دخولي السجن لقيت علاء مبارك أحضر لي تليفزيون وثلاجة"، فضلا عن مباريات الكرة التي كان حكمها حبيب العادلي".
https://www.youtube.com/watch?v=LFvvrBhqPs8&feature=emb_title

واقع مختلف
فى المقابل، أعرب نشطاء عن استيائهم مما ورد في حديث هاني مهنى، وذكروا أنها مُعاكسة لما يعيشه السجناء في مصر، ووصف البعض ظروف سجن رموز نظام مبارك بأنها "رحلة مش سجن".
الحقوقى جمال عيد غرد قائلا: "في نفس اليوم اللي سمعت فيه هاني مهني بيحكي عن الجيم والسبا والشاشة والتلاجة وماتشات الكرة اثناء سجنه قرات لوالدة زياد العليمي رفض إدارة السجن إدخال المكرونة لزياد في سجن كئيب وظالم!
هاني مهني كان مع متهمين بالفساد والتعذيب وزياد متهم إنه منتمي لثورة يناير".
https://twitter.com/gamaleid/status/1348344288699146241
وأشار آخرون إلى أن حديث "مهنا" عن السجن الفندقي تزامن مع الإعلان عن وفاة معتقل جديد في بلبيس بالشرقية بسبب الإهمال الطبي!

أما الباحث عمار علي حسن فقال: "حديث هاني مهنى عن علاقته بجمال وعلاء مبارك في السجن ذكرتني بما قلته ذات يوم لأحمد عز عن "سجن السبع نجوم" الذي كان يعيش فيه".
https://twitter.com/ammaralihassan/status/1348343357513342980
وكتبت "ندى مصطفى": "هانى مهنى وجمال وعلاء وحبيب العادلي وأحمد عز و 9 كمان كانوا قاعدين في عنبر مخصص لـ 3000 سجين وكان عندهم شاشات وتلاجات و جيم وجاكوزي جايبهم أحمد عز اللي كان صارف ومكلف!! مقصود تسريب الكلام ده طبعا عشان كل مصري يتأكد إنه عبد وإن الأسياد عمرهم ما اتهانوا".
https://twitter.com/realNadaMostafa/status/1348271442236997634
وغرد آخر: "فيلم الأفوكاتو الجزء الثاني".
https://twitter.com/eslammagdy/status/1348259027382370305
وعلق ناشط: "هاني مهنى أثبت أن فيلم الأفوكاتو نقطة في بحر من اللي بيحصل في الواقع".
https://twitter.com/Kamel_RMD/status/1348318944919252992
وغرد مروان قائلا: "مشهد الشيخ حسني في الكيت كات لما الميكروفون كان مفتوح وفضح الحارة كلها".
https://twitter.com/Qalmoush/status/1348237942985252864

تقارير حقوقية فاضحة

كانت تقارير لمؤسسات مدافعة عن حقوق الإنسان، منها "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" وغيرها، علقت كثيرا على أوضاع السجون، فيما تنظم سلطات الانقلاب زيارات لشخصيات ومنظمات منتقاة بعناية للاطلاع على أوضاع السجون الفندقية التي تحدث عنها هاني مهنا وليست السجون الحقيقية التي يقبع فيها أكثر من 60 ألف مصري.

وأشارت المنظمات الحقوقية في عدة تقارير إلى حجم الانتهاكات غير المحدود الذي يرتكب داخل أسوار السجون، ما أدى إلى وفاة العشرات وإصابة المئات بأمراض مزمنة، وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في "هيومن رايتس ووتش": "عدد من المعتقلات من بينها العقرب هي المحطة الأخيرة للمعتقلين في مسار القمع الحكومي، فيضمن إسكات الخصوم السياسيين وقتل آمالهم. يبدو أن الغرض منها أن يبقى مكانا ترمي فيه الحكومة منتقديها ثم تنساهم".