بعد لقائه حفتر.. هل تصبح دماء الليبيين ثمن “التوافق”؟

- ‎فيعربي ودولي

التقى محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي المؤقت، حتى انتخابات جديدة في ديسمبر 2021، الإنقلابي خليفة حفتر لدى زيارته إلى بنغازي، في أول لمحة تعبيرية عما أسفر عنه التدخل الدولي في الملف الليبي وجولات الغردقة والمغرب وما تبعهما من مسارعة الإمارات والقاهرة بتهنئة الأطراف التي فازت.
وقال، في تغريدة على حسابه،  : "نحن لا ندعم أي طرف سياسي وإنما بدأنا بمصالحة وطنية من الشرق إلى الغرب والجنوب أرجوكم لا تلتفتوا لمخربين الوطن وما يقولون بل نحن نسعي إلى لم الشمل وإرجاع الوطن إلى ماكان عليه لحمه واحدة على قلب شعب واحد بإذن الله".
لقاء رئيس المجلس الرئاسي، لم يتسلم مهامه بعد، ومجرم الحرب حفتر كان في فندق الفضيل بمنطقة جليانة بنغازي، وليس بقرية الرجمة، حيث انتقل له حفتر.
ويتخوف الليبيون من تعطيل حكومة الشرق (حفتر-عقيلة)، غير المعترف بها دوليا، الموالية للجنرال الانقلابي خليفة حفتر، تولي السلطة الجديدة لمسؤولياتها، حيث اشترطت، مؤخرا، حصول أعضاء السلطة الجديدة على الثقة من البرلمان لتولي مهامهم.
وبينما لم تذكر حكومة الشرق، سبيلا آخر لإقرار السلطة الجديدة سوى مجلس النواب، قالت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، الجمعة الماضي، إنه حال تعذر حصول الحكومة الجديدة على ثقة البرلمان، يتم تقديمها إلى ملتقى الحوار الوطني الذي أفرز المنفي والدبيبة رئيسا للحكومة.
وتضم القائمة المنتخبة محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، بجانب موسى الكوني وعبد الله حسين اللافي، عضوين في المجلس، وعبد الحميد دبيبة رئيسا لمجلس الوزراء.
ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، حيث تنازع مليشيا حفتر، الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.

أول القصيدة
من جانبه، أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري رفضه زيارة رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي لمجرم الحرب حفتر في بنغازي ووصفها بأنها "رسالة سلبية لليبيين لا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه (أي حفتر) من دمار ومآسي".
وكتب خالد المشري، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نرفض ونستهجن البداية غير الموفقة للسيد محمد ‫المنفي وقبل استلام مهامه بشكل رسمي بزيارته لمجرم الحرب حفتر.
واستهجن "خالد المشري" لقاء رئيس المجلس الرئاسي الجديد محمد المنفي وحفتر في بنغازي ويصف حفتر بمجرم الحرب، وقال إن زيارة المنفي لحفتر غير موفقة وكانت قبل استلام المنفي"مهامه بشكل رسمي".
وعلق رئيس المجلس الاستشاري للدولة، على اللقاء عبر حسابه على تويتر قائلا: "أول القصيدة كفر".
وأضاف أن زياته لـ"حفتر" رسالة سلبية لليبيين، لا علاقة لها بالتوافق وجمع الوطن بعد كل ما تسبب فيه من دمار ومآسي، على حد قوله.
المجلس الرئاسي 

وقالت مصادر مستقلة لصحف موالية للثورة المضادة إن المرشح لرئاسة المجلس الرئاسي محمد المنفي جهز قائمة بقيادته كرئيس للمجلس الرئاسي مع موسى الكوني نائبا عن جنوب ليبيا وعبدالله اللافي نائبا ثان عن الغرب، وهي القائمة التي انسحب خالد المشري الرئيس السابق لصالحها من لاجل تجهيز قائمة أقل صداما مع الليبيين.
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن الجميع توقعوا أن يصبح عقيلة صالح رئيس البرلمان الذي يتخذ من الشرق مقرا له، رئيسا للمجلس الرئاسي، ولكن ذلك لم يحدث.
وأضافت أن "عقيلة صالح له سجل طويل يحتاج لأن يتغلب عليه قبل أن يُقدم نفسه على أنه الرجل الذي يمكن أن يقود ليبيا نحو السلام والوحدة، فقد دعم حفتر في محاولته الفاشلة لاقتحام طرابلس. وكان يرغب في نقل العاصمة الليبية من طرابلس إلى سرت حيث تتمركز حاليا قوات حفتر المدعومة من قبل المرتزقة الروس".
وتابعت أن "صالح هو الذي جمع رؤوس القبائل ليسمعوا عبد الفتاح السيسي وهو يهدد بغزو ليبيا، وكان عقيلة صالح قد حثّ مصر على التدخل فيما لو شنت القوات العسكرية المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني هجوما على مدينة سرت".