"عدم دعم السيسي السعودية في ملف خاشقجي نذالة منقطعة النظير!"، هكذا وصل غضب السعوديين عندما ذاقوا خيانة السفاح عبد الفتاح السيسي، الذي تخلي عن دعم القاتل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعدما وقفت السعودية في ظهر الانقلاب العسكري دعما بالمال والتأييد والترويج، إلا أن شبح "ريجيني" ربما بدأ يطارد السفاح السيسي بعد تقرير خاشقجي.
وقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، 59 عاما، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر 2018، وكانت إدارة بايدن أفرجت يوم الجمعة الماضي عن تقرير للاستخبارات الأمريكية، خلص إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وافق على خطف أو قتل خاشقجي، بينما اعتبرت الرياض أن التقرير يحتوي على معلومات واستنتاجات غير دقيقة.
الحرب على الإسلام
وانشغل السفاح السيسي في الأيام الماضية بحذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من المقررات التعليمية؛ بذريعة أنها تعمل على نشر الأفكار المتطرفة بين تلاميذ المدارس.
وحذر وكيل وزارة الأوقاف سابقا، الشيخ سلامة عبد القوي، من أجندة السفاح السيسي، قائلا: "ليحذر الجميع من أجندة تغيير الهوية المصرية، وهي الهوية الإسلامية، ومن الواضح أنه ضد الإسلام منذ حديثه عما يسمى تطوير الخطاب الديني، وسخّر كل إعلامه لمهاجمة الأزهر وشيخه والدين الإسلامي".
ووصف قرارات السفاح السيسي بهذا الصدد "كنزع الآيات القرآنية من اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، بأنها لا تمنع فتنة إنما تصنع الفتن"، منوها إلى أن "القرار يأتي ضمن حملة السيسي لتغيير هوية مصر الإسلامية التي تتميز عن غيرها بوجود تنوع قل مثيله في العالم الإسلامي ما بين أزهر وتيارات إسلامية مختلفة".
وتوقع "عبد القوي" أن "المؤسسات الرسمية الدينية كالعادة سوف ترحب بهذا القرار وتعتبره سابقة في عهده تضاف إلى إنجازاته وهو أخطر ما في الموضوع، كما أنه سيلقى قبولا لدى الغرب ومؤيديه بدعوى محاربة التطرف".
ومن نزع آيات القرآن الكريم والأحاديث إلى صمت عصابة الانقلاب بمصر إزاء التقرير الأمريكي الفاضح لجرائم محمد بن سلمان، قرّر الأخير الردّ على السفاح السيسي عبر تذكيره بأن المملكة دعمت انقلابه على الرئيس الشهيد محمد مرسي، فيما دعا معارضون مصريون إدارة بايدن إلى التحرك ضد السفاح السيسي الذي ارتكب جرائم تفوق في بشاعتها وإرهابها جريمة مقتل خاشقجي.
جبهة إجرامية واحدة
وبخلاف العواصم الخليجيّة استقبل السفاح السيسي إدانة "بن سلمان" بالصمت التام، ولم تسارع عصابة الانقلاب بمصر إلى إصدار بيان يبرّئ وليّ العهد، ويندّد بالتقييم الأمريكي؛ بل اختارت عدم التعليق على الواقعة، وفي الرياض، قُرئ صمت السفاح السيسي على أنه مناورة دبلوماسية، فيما تنصّ التفاهمات بين الجانبين على تشكيل جبهة عربية موحّدة، تضمّ عصابة الانقلاب بمصر، بهدف تنسيق الأدوار والتعامل مع البيت الأبيض.
وبخلاف المشكلات التي كان يجري احتواؤها بهدوء في السابق، اختار بن سلمان أن يصعّد هذه المرّة عبر فضح عدم شرعيّة السفاح السيسي؛ وفي هذا السياق، تحدّث وزير الدولة السعودي لشؤون إفريقيا، سفير الرياض في القاهرة لأكثر من 25 عاماً، أحمد قطّان، عن فوز الرئيس الشهيد محمد مرسي، مؤكدا بأن الجيش لم يكن ليسمح لهذا الأخير بالاستمرار في الحكم لأكثر من عام، بما يعني أن ما حدث في 30 يونيو 2013 لم يكن سوى جزء من مشهد انقلاب سبق أن دعمته بلاده، وأوصل السفاح السيسي إلى السلطة.
وما إشارة "قطّان" إلى هذه التفاصيل سوى تذكير من السعودية للسفاح السيسي بأن وصوله إلى الرئاسة، بعدما كان وزيرا للدفاع، جاء بمباركة المملكة ودعمها، وبالتالي فهي تتوقّع أن يكون هناك ردّ للجميل، حتى مع تغيُّر القيادة السعودية في عام 2015.
وذكر معارضون مصريون في بيان جرائم عصابة العسكر، قائلين إن من بينها الانقلاب على السلطة المنتخبة في مصر عام 2013، وما تبع ذلك من جرائم الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها آلاف المصريين ووثقتها منظمات حقوقية دولية، واغتصب السفاح السيسي الرئاسة في مصر منذ 2014، بعد أن غدر بالرئيس الشهيد محمد مرسي صيف 2013 حين كان وزيرا للدفاع.
وأضاف الموقعون على البيان، ومن بينهم برلمانيون وقضاة سابقون وإعلاميون، منهم وليد شرابي وعمرو عبد الهادي ووجدي العربي ومختار العشري وسمية الجنايني وإسراء الحكيم وعزت النمر، أنه إضافة إلى ذلك يوجد عشرات الآلاف من جرائم القتل والتعذيب والاختفاء القسري، وتنفيذ أحكام بالإعدام في محاكمات لم تتوفر لها شروط المحاكمة العادلة.
وتساءل المعارضون هل تمتلك الإدارة الأمريكية الديمقراطية برئاسة جو بايدن القدرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح والالتزام بمبادئ العدالة والقيم الأمريكية؟