“جاويش”: العالم أكثر وعيا في مواجهة “الموجة الثالثة” ولم تثبت أعراض جانبية للقاحات كورونا

- ‎فيتقارير

قال الدكتور مصطفى جاويش، المسؤول السابق بوزارة الصحة، إنه كان من المتوقع بعد انتهاء الموجة الأولى لفيروس كورونا حدوث نوع من التحسن في مستوى الانتشار الوبائي على مستوى العالم وكانت هناك عدة محددات لهذا الأمر. لافتا إلى أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أنه في الموجات الثانية والثالثة لكورونا كان هناك وعي سياسي عند حكومات الدول وأصبح الاعتراف بوجود كورونا أمرا حقيقيا عند كل دول العالم، كما أصبح هناك نوع من الجاهزية والخبرات الطبية في معظم دول العالم بالإضافة إلى الوعي المجتمعي تجاه طرق الوقاية وأيضا بدء استخدام اللقاحات.

وأوضح، خلال لقائه في "فقرة حوارية"على قناة وطن" أنه رغم وجود كل هذه المحددات التي تشير إلى اختفاء الفيروس ظهر على الجانب الآخر أزمة التحور الجيني للفيروس وظهور سلالات جديدة مثل السلالة البريطانية والبرازيلية والجنوب إفريقية وهو ما يفسر التطور الجديد في الانتشار الفيروسي.

وأشار إلى أن وعي القيادات السياسية على مستوى العالم بوجود وباء حقيقي ارتفع، ففي الموجة الأولى كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرفض تماما وجود الفيروس واعتبره مؤامرة صينية ما تسبب في انتشار الوباء بقوة في أمريكا، وفي بريطانيا تحدث رئيس الوزراء البريطاني عن نظرية مناعة القطيع وانتشر الوباء يصوره كبيرة وكذلك في إيطاليا لم يلتزم المواطنون بالتباعد الاجتماعي فانتشر الوباء بصورة كبيرة، أيضا رئيس البرازيل لم يختلف عن سابقيه في إنكار وجود الفيروس.

ولفت إلى أنه في الموجة الأولى كانت دول العالم تعاني من نقص التجهيزات مثل الكمامات والمستلزمات والواقيات وأصبح هناك نوع من القرصنة الدولية على هذه التجهيزات في البحر والجو، كما انه لم كن وعيا كافيا لدى المواطنين بأهمية التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسل الأيدي والوقاية الشخصية وهذه المشكلات تم تلافيها في الموجتين الثانية والثالثة.

ونوه بأنه خلال الأسبوع الماضي حدث ارتباك في الاتحاد الأوروبي وهو ما لم يكن في الحسبان، حيث كانت منظمة الصحة العالمية تتوقع تراجع أعداد الإصابات مع بدء إنتاج اللقاح وتوزيعه، لكن معدل الانتشار الآن أعلى بسبب السلالات الجديدة وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تشدد على ضرورة توزيع اللقاح بين دول العالم بشكل عادل لضمان تحييد الفيروس وهو ما لم تلتزم به الدول الكبرى التي استأثرت بالحصة الأكبر من اللقاحات وتركت الدول الفقيرة في حيرة كبيرة.

بدوره قال الدكتور وفيق مصطفى،مدير مركز أكتون الطبي بلندن، إن هناك تكاتف كبير بين دول العالم في مواجهة وباء كورونا، مضيفا أن معظم صناعة اللقاحات تتم في الهند، حيث من المتوقع أن تنتج مليار جرعة، كما أن لقاح أسترازينيكا الموجود في انجلترا تم تصنيعه في الهند، وأن العديد من دول العالم تأخذ الأمر بجدية مثل البرازيل التي طعمت أكثر من 6 ملايين مواطن، وبريطانيا طعمت أكثر من 25 مليونا وهو مؤشر جيد.

وأضاف أن هناك أعدادا من المواطنين من أصول إفريقية وشرق آسيوية في بريطانيا نرفض تلقى اللقاح بسبب تخوفها منه، مضيفا أن هناك لغط كبير بشأن اللقاحات في العديد من دول العالم لكن ليس هناك دليل على وجود أعراض جانبية للقاحات وخاصة استرازينيكا وحتى الأعراض الجانبية التي تم رصدها ضئيلة جدا.

وأوضح مصطفى أن الأهم في هذه المرحلة تلقيح المرضى وكبار السن، لأن مناعة الشباب أقوى ولديهم خلايا الدم البيضاء قوية، وعلى الدول الأوروبية رفع سن الشرائح تدريجيا من أعلى لأسفل. 

ووصل عدد الإصابات بفيروس كورونا على مستوى العالم، بحسب إحصاءات موقع جامعة جونزهوبكنز الأمريكية، إلى ما يزيد عن 121 مليون إصابة، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات إلى أكثر من مليونين و500 ألف حالة.

من جانبها قالت الرئيسة التنفيذية لوكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية جون رين إنه لا توجد أدلة على أن جلطات الدم في العروق تحدث بشكل متكرر أكثر من المتوقع في غياب التطعيم والحال كذلك بالنسبة للقاحين حيث لم يتم التوصل إلى وجود صلة مباشرة بين لقاح استرازينيكا وتجلط الدم بعدما علقت مجموعة من الدول استخدامه على خلفية مخاوف صحية.

في السياق أعربت منظمة الصحة العالمية، الخميس، عن قلقها حيال تفشي فيروس كورونا في البلقان ووسط أوروبا مشيرة إلى أن الوفيات والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات في المنطقتين تعد الأعلى على مستوى العالم. وقال المدير الإقليمي للمنظمة في أوروبا هانس كلوجا إنه على الرغم من فرض تدابير الإغلاق الجزئي أو الكامل في العديد من الدول حول إوروبا إلا أن بعضها بدأ في إلغاء القيود على أساس الافتراض بأن ازدياد التطعيم سيؤدي فورا إلى تحسن الوضع الوبائي لكنه شدد على أن اللقاحات ستوفر مخرجا من الوباء في نهاية المطاف.

وفيما يتعلق بلقاح استرازينيكا فبحسب مختصين فإن الوكالة الأوروبية للأدوية قد تحذو حذو منظمة الصحة العالمية التي أوصت، الأربعاء، بمواصلة استخدام لقاح أسترازينيكا وبالفعل أقرت الوكالة منذ قليل فعالية اللقاح، وقالت مديرة الوكالة، إيمر كوك إنها مازالت مقتنعة تماما بأن منافع لقاح أسترازينيكا تفوق مخاطره.