جنوح حاوية شحن عملاقة وتوقف الملاحة بالقناة.. أين التفريعة الجديدة؟!

- ‎فيتقارير

بين تعطل وانحراف بسبب الطقس وجهت الأجهزة الأمنية لنظام الانقلاب العسكري في مصر أذرعها الإعلامية بعدم الحديث عن تعطل الملاحة بمجرى قناة السويس بسبب جنوج حاويات شحن عملاقة في القناة، ومع انتشار الفضيحة دوليا جاءت توجيهات أمنية جديدة للآلة الإعلامية للنظام بضورة تبرير الموقف متجاهلين أنهم لن يقدروا على إخفاء ما لم يخف عن الإعلام العالمي والمراقبين السياسيين الذين ليس لسلطة بلادهم تأثير على ما يكتبون في تفسير حادث إغلاق قناة السويس وتعطل الملاحة بها بعد انحراف سفينة شحن عن مسارها مساء الثلاثاء 23 مارس 2021م، لكن الأزمة دفعت الكثيرين للتساؤل حول جدوى التفريعة الجديدة التي يعتبرها نظام الانقلاب مشروعه الأعظم إلى جانب العاصمة الإدارية الجديدة. فالأزمة الراهنة تبرهن على أن ما تسمى بـ"قناة السويس الجديدة" والتي تكلفت نحو 64 مليار جنيه بخلاف الربا الذي جرى دفعه بنسبة 12% لمدة 5 سنوات؛ وهو ما يرفع رقم تكلفة التفريعة الجديدة لأكثر من 100 مليار جنيه هي مشروع فاشل لم تكن له أي فائدة اقتصادية تذكر، وهو اعترف به السيسي عندما أقر بأن الهدف هو رفع الروح المعنوية للمصريين!
إذاعة "BBC" البريطانية كشفت عن مخاوف من بقاء السفينة الجانحة عالقة داخل مجرى قناة السويس لعدة أيام أقلها حتى الجمعة المقبلة. أما "CNN" فقالت إن حادث حاوية "إيفر غيفن" تسبب في توقف 10 ملايين برميل من الخام السعودي والروسي والأميركي والعماني في قناة السويس ورفع أسعار النفط 1 دولار. ورأى مراقبون أنه في ظل الطقس السيئ توقف الهيئة الملاحة وإغلاق بوغاز السويس والموانئ المؤدية والخارجة له حتى لا يتسبب العطل في طابور بمئات السفن تضم أطقم عمل من كل دول العالم، مما جعل سلطة الانقلاب في وضعة حرجة بين الاستهزاء والتندر.

وكانت شركة "شوي كيسن" اليابانية مالكة سفينة حاويات العالقة بقناة السويس، اعتذرت عن القلق الذي تسبب فيه جنوح السفينة، مؤكدة أن الوضع شديد الصعوبة. وقالت الشركة اليابانية في بيان إن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي. وأوضحت أنها تعمل مع السلطات المحلية ومع شركة "برنارد شولت شيب مانجمنت" لإعادة تعويم السفينة.
ويضم طاقم السفينة الجانحة "إيفر جيفين" 25 عاملا من الهند.وفي وقت سابق، أعلنت السلطات البنمية أنها ستفتح تحقيقا في جنوح سفينة الحاويات العملاقة التي تحمل العلم البنمي، في قناة السويس ما تسبب في سد الممر المائي المصري، وتعطيل حركة عشرات السفن. وتوقع رئيس أبحاث النفط والشحن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى شركة "ريفينتيف"، "رانجيث راجا"، استمرار الازدحام الناتج عن الحادث من عدة أيام إلى أسابيع.


ماذا حدث؟
المهندس إسلام فتحي عاب على بعض الخبراء نقل محتوى يتم تناقله على قنوات الأخبار المكتوبة والمرئية إتهامها إرشاد القناة بتعطيل السفينة وكثرة الدوران بالسفينة في مدخل القناة ترددا في دخولها، وقال فتحي: "السفينة عطلت أثناء عبورها وحصل عطل في كل طاقة المركب، وبالتالي خرجت عن مسارها، القناة عرضها صغير خبطت ف الأرض لما خرجت عن مسارها، وبالتالي اتزنقت في الأرض ولفت بعرض القناة… والوضع سيئ جدا وأصعب من إي إمكانيات". وكشف عن جهود من قاطرات تنتظر (المد) لارتفاع مستوى المياه ممكن يساعد وفيه محاولات كتير. وأضاف "مش معروف هترجع إمتى للأسف الوضع صعب جدا.. أنا أتوقع مش قبل يوم الجمعة.. ".
https://twitter.com/Albarbary6/status/1374574226640883715
واعتبر الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل أن إغلاق قناة السويس كارثة مطالبا بالتحقيق فيها بصورة شفافة لأن تبعات تكرارها خطيرة ومؤلمة. وأضاف "طابور السفن الهائل المنتظر للعبور اتجه جزء منه بالفعل لطريق رأس الرجاء الصالح .. مما يفقدنا عائد ويضر بسمعة القناة ويمنح ميزة التجربة والمغامرة للآخرين، مشيرا إلى أنه ربما يقوموا بتكرار ذلك دون دفع رسوم أو مخاطر التعطل. وقال "أسئلة كثيرة تم طرحها علي مستوي العالم أبسطها: هل ممر مائي دولي بهذا الحجم والتاريخ ليس لديه من الإمكانيات والمعدات لتعويم السفينة العالقة فوراً؟!".
وفي معلومة إثرائية تابع "أبو خليل": "طوال152عام أغلقت قناة السويس 5 مرات وحادثة أمس السادسة". واستدرك "محدش يفتح بقه ويقول إيه لازمة التفريعة الجديدة طالما لم تسهل مرور السفن العملاقة .. علشان محدش يقول عليك شمتان..عايزينك شيطان أخرس.. لما يعملوا تفريعة ملهاش لازمة والبلد بتكح تراب لازم تخرس ..وتطبل معاهم للتبريرات المتهافتة".


المصريون آخر من يعلم
وعلق النقابي الدكتور أحمد رامي الحوفي قائلا: "آخر من يعلم بتوقف الملاحة فى قناة السويس المصريون.. الإعلام العالمى من ليلة أمس كله بيتداول الخبر والإعلام المصرى ولا هو هنا.. توقف الملاحة رغم توسعة القناة دليل على أن أى بناء مش بيحقق تقدم حقيقى وأن التقدم عبارة عن عدة عناصر.. البنيان العمراني فى أولوية متأخرة كعنصر مؤثر.".
وعلق على ترعة السيسي مضيفا "البيه حلم بقناة السويس، فقام من النوم وسعها.. المفروض التوسعة تزود الإيرادات ماحصلش ومش ح يحصل؛ لأن العنصر الحاكم لده هو حجم التجارة العالمية. و البيه لما وسعها قال علشان تمر بها الحاويات العملاقة اللى ما كانتش بتمر قبل التوسعة، لكن نسى يوفر المعدات اللازمة للتشغيل والأزمات الواردة من مرور الحاويات العملاقة فى القناة". وأضاف: "البيه ما جبش صندل يناسب المهمة؛ لأنه ماكنش محتاجه للقطة فى الصورة اللى تحت.. غير كاميرا و بدله.. العالم كله بيخسر الأن تمن وجود سلطة فاسدة لا تتسم بالكفاءة فى مصر.. توقف الملاحة أدى لتغيير مسار ناقلات كانت مخططة أنها تمر للقناة و ح تمر حول أفريقيا فى طريق رأس الرجاء الصالح.. ده ح يزيد من تكلفة النقل و ح يتسبب فى تأخر تسليم البضائع عن المواعيد المتفق عليها فى العقود.".
وكتب المستشار وليد شرابي أنه "تم الانتهاء من حفر قناة السويس عام ١٨٦٩ م بتكلفة مالية لا تذكر، واستغرقت مدة الحفر عشر سنوات، ومات خلالها ما يقرب من ١٢٠ ألف عامل مصري". وأضاف "لكن منذ إنشاء القناة وحتى اليوم لم نسمع عن سفينة قد جنحت وسببت وقف الملاحة البحرية داخل القناة طوال تلك الفترة".

مكاسب للصهاينة
وبحسب مراقيبن فإن تعطل سفينة "إيفرجرين" بقناة السويس وتعطل الملاحة بالقناة يمثل مكسبا للصهاينة وحلفائهم الإماراتيين، الذين يخططون لإنشاء خطوط نقل من الخليج إلى إيلان وعسقلان كمنافس قوي لقناة السويس يهدد بتراجع إيرادتها. فالسفينية البنمية المعطلة بمجرى القناة والتي أوقفت حركة الشحن والملاحة منذ الثلاثاء الماضي "23 مارس 2021م" محققة خسائر لمصر تقدر ب 400 ألف دولار في الساعة الواحدة، فيما تسببت من جانب آخر في رفع أسعار النفط عالميا، وسط قلق دولي من استمرار الأزمة الفاضحة لسمعة وقدرات مصر ومؤسساتها، التي بدت عاجزة عن التعامل مع الأزمة، بكل ما تملكه من قدرات بشرية وعسكرية ضخمة.
الأزمة الراهنة وتوقف الملاحة بالقناة يمثل ضربة لسمعتها تصب بشكل مباشر في صالح الممرات والمشروعات المنافسة وعلى رأسها قناة بنما والمشروع الإسرائيلي الإماراتي المزمع إنشاؤه عبر مد خط نقل سكة حديد من الخليج حتى ميناء حيفا وعسقلان وإعادة شحنه عبر البحر المتوسط إلى أوروبا في طريق لا يمر بمصر وقناة السويس.