طمس الحاضر لتبرئة السفاح.. “الاختيار 2” أنتجه القتلة لتجريم شهداء رابعة والنهضة

- ‎فيتقارير

قال مراقبون إن ما شاهدوه من تزوير مسلسل "الاختيار 2" لأحداث شهدها المصريون على الهواء مباشرة إبان مذبحتى رابعة والنهضة وغيرهما من مذابح العسكر ضد الرافضين لانقلاب الجيش على الدكتور محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر في 2013، يؤكد إجرام وسفه السفاح المنقلب عبد الفتاح السيسي الذي يحاول من خلال هذا المسلسل وغيره طمس الحاضر لتبرئة نفسه من دماء آلاف المصريين.

أنتج المسلسل بأمر السفاح السيسى ونقذته الأذرع الإعلامية لنظام الانقلاب لتجريم الضحايا والشهداء بمجزرتى رابعة والنهضة وأخواتهما، وذلك عبر رعاية وسيناريو المنفذين (الداخلية)، ظهر جليا مع تتر المسلسل ومع أولى حلقاته على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

تيرئة السيسى

واعتبر  الباحث في الشأن العسكري محمود جمال أن تزوير التاريخ القريب في مسلسل الاختيار هدفه تبرئة السيسى من مجازر فض اعتصامات المدنيين ووصمها بأنها اعتصامات ميليشيات مسلحة وهذا زعم النظام الدائم.
وأضاف أن هدفه الثاني "تسليط الضوء على الضباط الذين رفضوا ما تم في يوليو 2013 وتشويهم والتأكيد على ذلك المعنى كرسائل للضباط".
وأشار الإعلامي والحقوقي هيثم أبو خليل إلى أن مصر تحتاج إلى "صناديق زبالة" وليس إلى "دراما زبالة تحول المجرم لبطل".

أما الكاتب الصحفي وائل قنديل فعلق علق على المسلسل قائلا: "الشهيد أحمد فلوكس يقول إن هناك الفن الحلال والفن الحرام، ثم يفتي بأن مسلسل الاختيار هو الحلال الحقيقي"، وأضاف "قنديل: أنه "ربما يصل به الأمر لاعتبار فريق العمل بالمسلسل من أولياء الله الصالحين وأبطال الفتوحات".
أما الشيخ حاتم الحويني فكتب: "سُئل أعرابي كيف نعرف أنّنا في آخر الزمان فقال: حين يدفع النّاطق بالحقِّ ثَمَنَ قولِه، ويَقبضُ الناطق بالزّورِ ثَمَنَ قولِه".

https://www.facebook.com/MahmoudFathy003/posts/1782693345232253
نجل شهيد
"بلال" نجل الشهيد الدكتور هشام زوج عضو مجلس الشعب هدى غنية كتب عبر حسابه على "فيسبوك" إنه "بعد مشاهدة بداية الاختيار ٢ واللي هو من الاسم والبداية امتداد للجزء الأول، مع نقل عنصر البطولة والتضحية للشرطة اللي يا عيني اتظلمت كتير واتشوهت تضحياتها حتى بأفلام كتيرة لكريم عبدالعزيز اللي بين فسادها والظلم اللي بتمارسه، فحب يصلح غلطته وطلع بدور بطولة عشان يحسن صورة أسوء جهاز في الشرطة وهو أمن الدولة".
وسجل ملاحظات منها؛ أن المسلسل "محاولة بائسة لإنقاذ لسردية رومانسية عن بطولة وتضحية غير موجودة عن جيش كل أفراده محاربوش غير داخل دولتهم، وشرطة هي الفصيل الأسوء داخل النظام، محاولة لرد الاعتبار للشرطة وأمن الدولة، محاولة للتأكيد على سردية الأمن والأمان والخطر اللي حوالينا لولا الدولة ممثلة في الجيش والشرطة".
وأضاف أنه "دراما رخيصة غير واقعية تماما، كمحاولة تصوير المعتصمين اللي النظام قتلهم كشياطين بدقون ومكشرين دايما" موضحا أنها "دراما رخيصة لأن الحياة مش عبارة عن سوبرمان بينقذ المواطنين من الأشرار اللي جايين من الفضاء، الحياة أعقد من كده، الظابط اللي ممكن يكون أنقذ إنسان مرة في حياته هو قتل غيره عشرات وحبس مئات ظلم".

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=3837563979657273&id=100002111256867
تزوير رامبو
واقتبس "بلال" من واقع السينما العالمية الموجهة لتزييف الحقائق مسلسل أفلام "رامبو" الأمريكية وقال "بعد ما الأمريكان خدوا على دماغهم في فيتنام، وحدوتة الحلم الأمريكي بانت إنها فشنك، فكان رامبو كمحاولة لتصوير المقاتل الأمريكي البطل المغوار، لكن من بؤس القصة إنه في تقنياته كان بيسرق من الفيتناميين ضحايا الأمريكان.".
واستدرك أنه مع فرض أن صناع الفيلم نجحوا في "حمينا مصر من أخطار كتير"، فإن "احتوائكم للأزمة شرخ النسيج المجتمعي بطول مصر، حاجة شبه العملية نجحت بس المريض مات، داخل العيلة الواحدة في تشاحن وخصومة والناس بتبلغ عن بعض."
وأضاف أن "كمية القتل والقمع دي خلقت بيئة خصبة للعنف المستمر اللي البلد دفعت تمنه، سيادة عقلية البلطجة السياسية اللي فرضها الجيش بانقلابه، اللي معاه سلاح أكتر هيحكم".

 يستهدف المواطن العادى

وأوضح أن المسلسل بيأكد على الشرخ المجتمعي، وبيضغط على الجرح ده، يمكن عشان كده معمول عشان يخاطب جبهة النظام الداخلية إننا في السفينة سوا، احنا قتلنا مع بعض يا عمليات يا خاصة ويا أمن الدولة، ويا فنانين اللقطة والرقصة انتوا معانا، احنا قومنا جمهوريتنا التانية على دم الناس دي، اللي كانوا بيمثلولنا تهديد".
وحذر من أن "المسلسل يستهدف المواطن العادي وأنهم يحاولون يائسين تسلية المواطن بالضرب و"الأكشن"، وفي وسط شحنه العاطفي وإحساسه بالخوف اللي في كل حتة ممكن يقبل بعض الرسايل زي إن خطر جارك الإخواني (أو اللي بيطالب بالتغيير) أكبر من خطر إسرائيل، وسبيل النجاة هي الالتفاف حول القيادة الحكيمة الممثلة في سيادة المشير اللي قلع البدلة بس لسة في قلبه وعقله"
وخلص إلى أن مثل هذه الأعمال صنعت لتؤسس نظامهم على الدم محتجين بالأمن، قائلا "فأهلاً في جمهورية الدم، أهلاً في جمهورية الأمن، حيث يضحي الناس بحرياتهم ومطالبهم في حياة كريمة مرغمين لأن الزعيم قرر أننا مهددون من إخواننا وجيراننا لا من عدو خارجي."