كيف دمرت صواريخ حماس محلية الصنع “بارليف 2” الصهيونى وأزعجت نتنياهو وبايدن؟

- ‎فيتقارير

عرضت عناصر من كتائب "القسّام" مقطع فيديو مصور من داخل الأنفاق في غزة، ردا على مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بتدميره ما أسماه "مترو حماس"، حوى عددا من جنود كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس". وتضمن الفيديو مشاهد من استعدادات وتجهيزات "المجاهدين" داخل الأنفاق خلال معركة "سيف القدس".
ويظهر في الفيديو مقاومون وهم يحملون قذائف "الكورنيت" المضادة للدروع. كما ظهروا وهم يوجهون رسائل تحية لشهيد الشيخ جراح شاهر أبو خديجة. كما تضمن الفيديو تعليقات وكتابات تشير إلى أحداث مختلفة خلال معركة سيف القدس، منها قرار القائد العام رفع حظر التجول عل تل أبيب، وعبارة "على رجل وحدة" وتواريخ مختلفة.

سيف القدس
وكانت كتائب عز الدين القسام قد حذرت إسرائيل من ارتكاب أي عدوان قبل سريان وقف إطلاق النار، وقال الناطق العسكري أبو عبيدة إن كتائب القسام حضّرت لضربة صاروخية تغطي كامل إسرائيل. وأوضح أبو عبيدة، في كلمة له قبيل سريان وقف إطلاق النار، "أننا كنا قد أعددنا ضربة صاروخية كبيرة تغطي فلسطين من الشمال إلى الجنوب، لكننا استجبنا للوساطات العربية لوقف إطلاق النار".

انهيار "بارليف 2"
وتحت تقرير مطول، نشرت صحيفة التلجراف موضوعا تحت عنوان “كيف اخترقت حماس درع القبة الحديدية الشهير لإسرائيل؟”. ونقلت الصحيفة تساؤلات واجهها الجيش الإسرائيلي، حول ما إذا كان نظام دفاعه الصاروخي المعروف بالقبة الحديدية بحاجة إلى تحديث، بعد مقتل خمسة مدنيين إسرائيليين في ضربات صاروخية.
وأشارت إلى أن النظام، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إن معدل اعتراضه يبلغ 90 في المئة، تجنب بالفعل خسائر فادحة في الأرواح. لكنّ محللين إسرائيليين قالوا إن “مصادر استخباراتية كانت بدأت بالتحذير منذ بعض الوقت” من أن حماس حسنت بشكل كبير أسلحتها لدرجة أنها قد “تخترق درع القبة الحديدية”، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن محلل الشؤون الاستخباراتية في جيروزاليم بوست، يونا جيريمي بوب، قوله في مقال يوم الأربعاء إن “القبة الحديدية كانت تعاني دائماً من نقاط ضعف”، في إشارة إلى معدل نجاح النظام. لكنه أكد أن ذلك لا يعني أن القبة الحديدية لم تعد فعالة. وأضاف: “إذا كان لدى حماس المزيد من تلك الصواريخ طويلة المدى، فقد يؤثر ذلك على خطط إسرائيل لهذه الجولة من العنف وخاصة مسألة المدة التي تريدها أن تستمر فيها”.

"صُنع في غزة"
تشير الصحيفة إلى أن العدد الهائل من الصواريخ التي في أيدي المقاتلين، والتي تم إنتاجها بتكلفة بضع مئات من الدولارات لكل منها، يمكن أن تشكل تهديدا على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض ما يقدر بنحو 50 ألف دولار، وفقاً للجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، تقول إسرائيل إنّ “نظامها الدفاعي المكلف يستحق كل بنس” بحسب الصحيفة.
ووفقاً لتقارير عالية المستوى، فإن تكتيكات الصواريخ وتحديثات حماس لصواريخها دفعت الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الذى بدأ الجمعة.
بايدن قال إن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع الأمم المتحدة بشأن الدعم الإنساني لقطاع غزة. وبعد القوة التى أظهرتها حماس،، صرح الرئيس الأمريكي بأنه أكد لنتنياهو أن واشنطن ستعزز منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية التي ساعدت في صد صواريخ حماس. وكان البيت الأبيض قد أكد أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن "الإسرائيليين حققوا أهدافا عسكرية هامة، وفي وضع بدء إنهاء العمليات في غزة".

حماس تطور جيشها
أهم سلاح في ترسانة حماس القتالية امتلاكهم لمجموعة متنوعة جدا من صواريخ أرض – أرض. ويُعتقد أن بعض هذه الصواريخ (إلى جانب أنظمة أخرى مستخدمة مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات التي استخدمت خلال الأيام الأخيرة)، قد تم تهريبها عبر الأنفاق من شبه جزيرة سيناء المصرية. لكن الجزء الأكبر من ترسانة حركة حماس مصنعة محلياً إلى حد بعيد، حيث توجد قدرات تصنيع نشيطة ومتطورة نسبيا داخل قطاع غزة نفسه. وفي حين أن أسماء صواريخ معينة قد تكون مربكة بعض الشيء، فإن لدى حماس مخزوناً كبيراً من الصواريخ قصيرة المدى مثل القسام (يبلغ مداه 10 كيلومترات) والقدس 101 (يبلغ مداه حوالي 16 كيلومترا)، كما أن لديها نظام صاروخ غراد (ويصل مداه حتى 55 كيلومترا)، وصاروخ سجيل 55 (ويصل مداه حتى 55 كيلومترا). ومن المحتمل أن تكون هذه الأنواع تمثل الجزء الأكبر من مخزون حركة حماس، وفيما يتعلق بالمدى الأقصر يمكنها استخدام قذائف الهاون.
وبحوزة الحركة أيضا مجموعة متنوعة من الأنظمة الصاروخية طويلة المدى مثل إم – 75 (يصل مداه حتى 75 كيلومترا)، والفجر (يصل مداه حتى 100 كيلومتر)، و160 – آر (ويصل مداه حتى 120 كيلومترا)، وبعض صواريخ إم -302 إس التي يبلغ مداها 200 كيلومتر، لذلك من الواضح أن لدى حماس أسلحة يمكنها استهداف القدس وتل أبيب على حد سواء، وتهديد الشريط الساحلي الذي يضم أكبر كثافة سكانية في إسرائيل والبنية التحتية الحيوية بأكمله.