بعد دورها الفاعل على الأرض.. هل تتجه إدارة بايدن لفتح قنوات اتصال مع حماس؟

- ‎فيتقارير

هل تتجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفتح قنوات اتصال مع حركة المقاومة الإسلامية حماس؟ سؤال يفرض نفسه على مختلف موائد البحث والتحليل السياسية في العالم أجمع بفضل صواريخ المقاومة والصمود والتكتيك الذي أدارت به معركة "سيف القدس" مؤخرا. 

وفي تقرير نشرته وكالة الأناضول للأنباء، كشف محللون عن عوامل تدفع باتجاه التواصل الأمريكي مع حركة حماس ولو بطريقة غير مباشرة، وهو ما بدأت تشير إليه الصحف الصهيونية في صدر صفحاتها الرئيسية؛ حتى إن صحيفة هاآرتس العبرية نشرت تحليلا عبر موقعها الإلكتروني الاثنين عنونته بـ"بوادر تغير في التفكير الأمريكي نحو حركة حماس".

وبينما يرى فريق من المحللين أن الاتصالات بين حماس والإدارة الأمريكية لم تنقطع إلا في عهد ترامب يرى فريق آخر أن إدراج الحركة في قائمة الإرهاب الأمريكية وتدخلات أطراف عربية قد يحول دون نضوج أي اتصالات محتملة.

ويرى محللون أنه من نتائج الحرب الأخيرة على غزة إعادة دمج حركة حماس كجزء من الحوار مع الإدارة الأمريكية باعتبارها الفاعل الحقيقي على الأرض وطرفا محوريا في تحقيق الاستقرار.

حماس قوة فاعلة

وقال مشير المصري، القيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن معركة سيف القدس كان لها نتائج كبيرة؛ حيث أثبتت أن الحركة قوة فاعلة في المنطقة ولا يستهان بها ولها شرعيتها الانتخابية عندما فازت بالأغلبية البرلمانية، وأن الحركة كرست وجودها كقوة لا شرعيتها الانتخابية والثورية والعسكرية تقارع العدو الصهيوني وتضع ربيب أمريكا في خطر.

وأضاف، في حواره مع تليفزيون وطن، أن الحرب الأخيرة أثبتت أن خيار حركة حماس "المقاومة" بات خيار شعب بأكمله تلتف الأمة حوله، وأن خيار التسوية والمفاوضات لم يعد قابلا للبناء عليه باعتباره سرابا لا نهاية له ولا جدوى منه. 

وأوضح "المصري" أن تصنيف بعض الدول العربية، التي والت أمريكا والصهاينة على حساب القضية الفلسطينية، حركة حماس منظمة إرهابية مشكلة تخص هذه الدول وحدها؛ فالحركة تدافع عن أشرف قضية في التاريخ المعاصر، مضيفا أن هذه الدول والأنظمة تجردت من أخلاقها وعروبتها وإسلاميتها وليست لها شرعية بين شعوبها فضلا عن وجود شرعية لها بين الأمة.

وأشار إلى أن حركة حماس تتعاطى بسياسة متوازنة مع جميع الأطراف بما في ذلك الأنظمة التي تعاديها وتدرك تماما أن معركتها الوحيدة مع العدو الصهيوني وعلى أرض فلسطين ولا تريد تشتيت جهودها في صراع مع أي أنظمة أخرى، مضيفا أن توجه الغرب نحو حركة حماس قد يدفع هذه الأنظمة إلى تغيير سياستها مع الحركة.

عمود المقاومة 

بدوره رأى الدكتور حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، أن العالم، والغرب بشكل خاص، لا يحترم إلا القوي؛ أما الضعفاء والجبناء فمكانهم مزبلة التاريخ، وقد وجد الغرب بعد 30 سنة من إقامة السلطة الفلسطينية أنها لا تقوم بالوظيفة التي أنشئت من أجلها وهي حماية الاحتلال والتحالف معه ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف، في حواره مع تليفزيون وطن، أن وجود المقاومة وما أبدعته من وسائل قوة وخاصة في معركة "سيف القدس" جعلت هذه الأطراف جميعا تعيد النظر في مواقفها وتقول إن كل الاستثمار الذي تم في الـ30 سنة الماضية ذهب هباء لأن هناك قوة على الأرض تكتسب شرعيتها من الشعب الفلسطيني الذي يلتف حول المقاومة وشرعية الانتخابات الأخيرة التي جرت عام 2006 وحاول الغرب الالتفاف عليها وشرعية وجودها في وجدان العالم العربي والإسلامي وأحرار العالم.

وأوضح أن هذه الأسباب جعلت الغرب ممثلا في وزيري خارجة بريطانيا وأمريكا يتهافت الآن على الحوار مع الحركة ولو بطريق غير مباشر بهدف احتواء "حماس" وترويضها باعتبارها عمود المقاومة في فلسطين المحتلة وغزة وإدخالها في بيت الطاعة كما فعلت مع منظمة التحرير وحركة فتح بشكل خاص في أوسلو وما بعدها.