أدار الوزير باسم عودة ملايين الجنيهات خلال توليه وزارة التموين بعد الثورة، وحقق خلال شهور شعبية واسعة بسبب النشاط والحيوية والإنجاز، ما دعا قادة الانقلاب إلى طلب الاستعانة به في حكومة ما بعد الانقلاب؛ إلا أنه رفض ذلك مفضلا السجن على أن يشارك في الانقلاب على الشرعية والديمقراطية ووأد حلم المصريين في وطن حر.
وللانتقام من باسم عودة، الذي لقبه المصريون بـ"وزير الغلابة" تم اتهامه في هزلية "فض اعتصام رابعة"، وصدر حكم جائر بحبسه المؤبد الذي أيدته محكمة النقض بحكم مسيس، لواحد من أكثر من عرف الشعب نزاهته وجدارته واستحقاقه خدمة المصريين.
ومنذ سنوات يواجه باسم عودة الأستاذ بقسم الهندسة الحيوية الطبية والمنظومات بجامعة القاهرة انتهاكات صارخة في محبسه عقابا على موقفه الرافض للانقلاب على أول تجربة ديمقراطية في مصر.
المكايدة السياسية
واعتقلت داخلية الانقلاب الدكتور باسم عودة منذ 12 نوفمبر 2013، في حبس انفرادي بسجن مزرعة طره، منذ أن كان عمره 43 سنة، واليوم تجاوز الـ 51 عاما.
حرم الانقلاب مصر من جهود باسم عودة لـ8 سنوات بسبب رفضه التعاون مع السيسي والاستمرار في تولي منصب وزير التموين والتجارة الخارجية، حيث رفض المشاركة في الباطل وشهادة الزور.
وكانت آخر مكالمة هاتفية بين مدير مكتبه وحكومة الانقلاب، وأرسلوا خلالها تهديدا صريحا لـ"عودة": "يا تيجي تكمل معنا وتستمر في منصب وزير التموين والتجارة الخارجية وتعترف بشرعية السيسي وما يسمونه (ثورة 30/6) يا مكانك محجوز في المعتقل، فاختار باسم عودة السجن مقتديا بسيدنا يوسف".
جملة انتهاكات
الدكتورة حنان توفيق زوجة د. باسم عودة وزير الغلابة، لم تكل من شرح الوضع الذي بات عليه زوجها الذي ظهر في مقطع فيديو شهير منشور في 2017؛ يتحدث عن 4 سنوات من الحبس الانفرادي "رمضان تلو رمضان، والعيد تلو آخر، بسجن ملحق المزرعة"، كانت تلتقيه زوجته في المحاكم واليوم ومنذ نحو عامين تشير الزوجة الصامدة إلى أن "أخبارهم منقطعة عنا تماما.. ما فيش زيارات!!!! ما فيش جلسات !!! وما فيش حد بيخرج يطمنا عليهم ..لا نعلم أي شئ عن أحوالهم أو أخبارهم ..أصبحت أقصى امنياتنا أن نلقي عليهم نظرة ولو من خلف الزجاج ..دعواتكم ربنا يطمنا على أخبارهم ويفك كربهم ويحفظهم من كل سوء".
حرم الانقلاب وزير الغلابة الناجح والنشيط والمتألق من وداع والدته التي توفيت في 4 سبتمبر 2013، أو شهود جنازتها أو أخذ عزائها.
وتكرر ذلك مع أمه الثانية والدة زوجته التي توفيت في 21 نوفمبر 2015.
وبعد مناصرة له عبر صفحته على "فيسبوك"، بات شقيقه المهندس بهاء عودة معتقلا إلى جواره -ليس في سجن واحد- وذلك منذ 2 نوفمبر 2018، والتهمه الوحيدة أنه شقيق باسم عودة.
أما مستشار وزير التموين ناصر الفراش، فاعتقلوه بحكم أنه كان المتحدث الإعلامي باسم الوزارة ونائب أمين حزب الحرية والعدالة بالدقهلية إبان ثورة يناير.
وبحجة كورونا تمنع عن الوزير الباسم الزيارة في محبسه، والكانتين مغلق بشكل مستمر لأكثر من عام ونصف، وتتم سرقه الأدوية ولا يسمح بإدخال أي شئ من البوابة الخارجية، كما لا توجد رعاية صحية، في ظل مخاطر صحية نتيجة منع التريض والخروج من الزنازين الانفرادية، والالتحاف بالأرض بظروف لا إنسانية.
ويتعرض المعتقلون لعملية تجويع ممنهجة ظهرت في نحافة غالبيتهم، بسبب طعام السجن الذي لا يرقى أن يكون طعاما للحيوانات، بالإضافة إلى معاناة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
"في يده فسيلة"
حتى قبل المظاهرات التي حيكت من خلال المخابرات في 30 يونيو، كان أعضاء حكومة الدكتور هشام قنديل يعملون في خدمة الناس رغم تصاعد الاتهامات والهجوم عليهم. وخلال تلك الفترة التقطت صورة للدكتور باسم عودة، في 29 يونيو 2013 في تمام الساعة الـ3 عصرا، يجلس على كرسي ويراقب بنفسه العمل داخل بنزينة التعاون بالدقي.
يشير المراقبون أن الصورة نموذج لما كان عليه باسم عودة من تفان وإخلاص، تارة فوق عربة أنابيب بوتاجاز مخالفة وثانية في مخبز اشتكى منه المتعاملون، وثالثة يضبط سيارة مخالفة بحمل السولار، تماما كما كان صاحب دور فاعل في ثورة يناير، وفي اللجان الشعبية بالجيزة التي كان أحد رموزها بعد الثورة.
https://www.facebook.com/100060273708952/videos/179203584098764/
سنحكي عن وزير الغلابة
وأشار نشطاء إلى أنه "يوما ما سنحكي لأولادنا عن باسم عودة وزير تموين كان يلقب بـ"وزير الغلابة" وحكم عليه بالسجن لأنه استطاع أن يوفر زيت عباد الشمس في التموين بـ٣ جنيهات، وكيلو اللحم بـ40 جنيه، وكيلو الأرز بـ3 جنيهات وكيلو المانجو بـ5 جنيهات، وأنبوبة البوتاجاز بأسعار بين 6 و8 جنيهات والتجاري بين 10 و12 جنيها، سنحكي عن وزير أقام منظومة للخبز تقدم للمواطن منتجا لائقا وتوفر للدولة الهدر والسرقة وذلك دون قروض أو منح أو مساعدات من خلايجة أو من خواجة".
https://www.facebook.com/100060273708952/videos/178687804150342/