قالت "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن كبار المسؤولين الأمريكيين وأعضاء الكونجرس دعوا إلى مساءلة "عباس كامل" -واجهة معتبرة للانقلاب- عما إذا كان عبدالفتاح السيسي ينوي شنق عشرات المعارضين السياسيين، "جريمتهم كانت دعم الحكومة المنتخبة ديمقراطياً التي أطاح بها الانقلاب، واستجوابه بشأن التقارير التي تفيد بأن المخابرات العامة المصرية دعمت العمليات السعودية لاختطاف أو قتل معارضين في المنفى، بمن فيهم الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وأصدر النائبان، دون باير وتوم مالينوفسكي، رئيسا "تكتل حقوق الإنسان في مصر"، في الكونجرس اﻷمريكي، بيانا، طالبا فيه مسؤولي الإدارة اﻷمريكية بإثارة المخاوف اﻷمريكية، من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وذلك خلال استقبالهم رئيس المخابرات، عباس كامل.
وأضافت الافتتاحية أن قيادات الإخوان الذين ينتظرون تنفيذ الإعدام، بينهم "محمد البلتاجي" و"عبدالرحمن البر" و"أسامة ياسين"، وجرى اعتقالهم إثر هجوم للجيش على مظاهرة مناهضة للانقلاب، نتج عنها واحدة من أكثر المذابح دموية في القرن الحادي والعشرين (فض اعتصام رابعة العدوية)، حيث قتل ما لا يقل عن 800 مدني.
واعتبرت الواشنطن بوست أن محكمة النقض، التي صدقت على أحكام الإعدام، بأنها "غير مستقلة"، مشيرة إلى أن منظمات حقوق الإنسان والحكومات الديمقراطية حول العالم وصفت محاكمة 739 متهما بشكل جماعي، بينهم المدانين بالإعدام، بأنها "غير عادلة".
تحدثت الصحيفة عن انتهاء المهمة بانتهاء الأحداث المرتبطة، حيث اختتمت افتتاحيتها بالتأكيد على أن إظهار حكومة "السيسي"، الشهر الماضي، أنها يمكن أن تلعب دورًا في الحفاظ على السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لا يلغي حقيقة أن النظام المصري "وحشي"، ويمثل إعاقة لما يجب أن يكون توسعًا مطردا للحرية السياسية في أكثر الدول العربية سكانًا، داعية أعضاء الكونجرس إلى ضمان ألا يحصل هكذا نظام على "شيك على بياض" إن لم تضمن إدارة "بايدن" ذلك.
مقتل خاشقجي
العنوان الأسبق لعناوين "الواشنطن بوست" كان مطالب جماعة حقوقية أعضاء في الكونجرس إلى استجواب عباس كامل رئيس المخابرات المصرية، بشأن تقرير يفيد أن طائرة سعودية تقل فريقا من القتلة توقفت في القاهرة في أكتوبر 2018، لالتقاط مخدرات غير مشروعة استخدمت لقتل الصحفي، جمال خاشقجي.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية (داون)، وهي جماعة أسسها خاشقجي قبل مقتله بسفارة بلاده في إسطنبول، "التقارير التي ظهرت عن قيام السلطات المصرية بتوفير الأدوية القاتلة التي استخدمت في إعدام جمال خاشقجي صادمة، يجب أن يكون هناك تحقيق في الكونغرس".
والتقط موقع Yahoo News كشف أن طائرة Gulfstream التي كانت تقل ما يسمى فريق Tiger Team من القتلة السعوديين متوجهة إلى إسطنبول توقفت في منتصف الليل في القاهرة. لإلتقاط جرعة قاتلة من الأدوية "غير المشروعة".
وأوضحت أن الأدوية التي تم حقنها من قبل طبيب بوزارة الداخلية السعودية في ذراع خاشقجي الأيسر داخل القنصلية السعودية في اسطنبول – وهي العملية التي توصلت إليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ، وكشفت التقرير أنها تمت بإذن من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
واستبدل البيت الأبيض مسآلة السيسي إلى مسآلة نائبه وذراعه الأيمن، عباس كامل، رئيس المخابرات، الذي يلتقي الأسبوع الجاري مسؤولي المخابرات الأمريكية، وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. فبحسب موقع Yahoo News لا يزال استجواب عباس كامل محاولة من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب ترتيب اجتماعها.
وقالت "ليا ويتسن" إلى أن علاقة العمل وثيقة بين السعوديين والنظام الاستبدادي لعبد الفتاح السيسي، الذي كان انقلابه عام 2013 مدعومًا بشدة من الرياض، وشغل عباس كامل منصب رئيس أركان السيسي قبل أن يتم اختياره لإدارة مديرية المخابرات العامة في البلاد في يناير 2018.
تدريب مخابراتي
وقال مصدر سعودي مطلع بحسب الموقع الأمريكي إن المصريين ساعدوا فريق النمر في اختطاف الأمير السعودي سعود بن سيف النصر من إيطاليا عام 2015. وتم خداع الأمير، باعتباره عدوًا صريحًا لمحمد بن سلمان، ليصعد على متن طائرة كان يعتقد أنها متجهة إلى روما ولكن انتهى به الأمر في الرياض. لم يسمع عنه منذ ذلك الحين. وأضاف أن هناك أدلة على أن المخابرات المصرية ربما تكون قد وفرت تدريبًا لفريق النمر بالإضافة إلى دعم سابق لعمليات الاختطاف السعودية التي أمر بها محمد بن سلمان.
سياسة بايدن
فيما يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية اعتادت بث الرعب لدى مسؤولي الاستبداد قبل لقائهم التي عادة ما تشهد إملاءات جديدة يكون "حقوق الإنسان" فيها عنوانا فقط. ويرى المراقبون أن البرهان على ذلك أن وزير خارجية الإدارة الجديدة "بلينكين" التقى في مايو الماضي بالسيسي في القاهرة وضغط عليه بشأن مزاعم الحكومة الأمريكية بانتهاك حكومته لحقوق الإنسان، بما في ذلك احتجاز ما لا يقل عن خمسة أمريكيين في السجون بينما صدر حكم بإعدام 12 بريئا ومرور وقت بسيط على إعدام 17 معتقلا بهزلية قسم شرطة كرداسة.
لذلك فإن " سارة ليا ويتسن" وغيرها من المدافعين عن حقوق الإنسان يقولون إن بايدن فشل في الوفاء بهذا الوعد – تمامًا كما فشل في فبراير الماضي في فرض عقوبات على محمد بن سلمان بشأن مقتل خاشقجي على الرغم من وعده بجعل السعوديين "منبوذين" على مستوى العالم. واعتبرت "ويتسن" إن دعوة كامل لزيارة واشنطن لإجراء محادثات ولقاءات مع أعضاء الكونغرس دليل واضح على ذلك.