امتحانات الثانوية.. وفاة طالبة واعتراف “تعليم الانقلاب” بالفشل في مواجهة الغش وتسريب الأسئلة

- ‎فيتقارير

واصلت وزارة تعليم الانقلاب تخبطها الفشل في امتحانات الثانوية العامة؛ حيث شهد امتحان مادة الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية اليوم حالات غش بالآلاف بالإضافة إلى تسريب الامتحان قبل دخول الطلاب إلى اللجان، وشكاوى من صعوبة الامتحان وتضمنه أسئلة غير مفهومة وهي شكوى مستمرة في كل الامتحانات التى أداها الطلاب هذا العام، بالإضافة إلى طول الأسئلة. كما شهد اليوم وفاة طالبة قبيل الامتحان ويرجح أن يكون القلق والخوف من صعوبة الأسئلة هو السبب في وفاتها خاصة أنها متفوقة وشعرت بضياع فرصتها في الالتحاق بكلية الهندسة التي كانت تتمنى الالتحاق بها بعد صعوبة الامتحانات السابقة.

من جانبها اعترفت غرفة العمليات المركزية بوزارة تعليم الانقلاب بتلقي عدة ملاحظات وقالت إن "فريق مكافحة الغش الإلكتروني رصد 20 حالة غش منها حالة واحدة نشر، و19 حالة غش وفق تعبيرها". كما اعترفت "بتسريب أسئلة امتحان الفيزياء قبل دخول الطلاب إلى اللجان مشيرة إلى أنه تم ضبط الطالب (ع.م.ا) بمحافظة الشرقية؛ لنشره بعض أسئلة امتحان مادة الفيزياء، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله".

 كانت صفحات الغش الإلكتروني قد تداولت أجزاء من أسئلة وإجابات امتحان مادة الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية بعد بدء لجنة الامتحان. 

يشار إلى أن 392 ألفا و 863 طالبا وطالبة بالشعبة العلمية بالثانوية العامة كانوا قد أدوا امتحان "الفيزياء" اليوم حيث انطلقت لجنة الامتحان في العاشرة صباحا واستمرت حتى الواحدة ظهرا.

 وتعقد امتحانات الثانوية العامة 2021، كأول ثانوية بنظام البابل شيت، ويؤدي قرابة 649 ألف طالب وطالبة في الشعبتين العلمية والأدبية الامتحانات، كما يشارك قرابة 133 ألف عضو في الامتحانات ما بين ملاحظ ومراقب ومقدر درجات، وبدأت الامتحانات السبت 10 يوليو وتستمر حتى 2 أغسطس المقبل وتعلن النتيجة بعد أخر امتحان بعشرة أيام على أقصى تقدير.

 

جزئيات صعبة

وأكد طلاب الشعبة العلمية أن "الامتحان تضمّن جزئيات صعبة لا يستطيع أي طالب الإجابة عنها". وقالوا إن "الامتحان كان عبارة عن 50 سؤالا، لكن الوقت كان غير كاف، وفي المجمل مستوى الامتحان متوسط بالنسبة لكثير من الطلاب".

وأشار الطلاب إلى أن "امتحان الفيزياء اشتمل على نحو 10 أسئلة غير مباشرة وتحتاج إلى تركيز شديد، موضحين أن هذه الأسئلة اعتمدت على أفكار جديدة غير التي اعتادوا عليها، واشتملت على أكثر من قانون مختلف". وأوضحوا أن "الامتحان تكوّن من 50 سؤالا تعتمد على الفهم ويعجز أغلب الطلاب عن الإجابة عنها".

 

الوقت غير كاف

من جانبه أكد الطالب يوسف محمد بلجنة مدرسة أبو الهول القومية بالجيزة، أن "الأسئلة بها جزئيات صعبة وصلت إلى 25%، قائلا "الصعب مش كتير بالنسبة لعدد الأسئلة والتي وصلت إلى 50 سؤالا ولكن التركيز في الجزئيات الصعبة لا يمكن الطالب من الإجابة عنها، وأشار إلى أنه رغم هذه الصعوبة إلا أن أسئلة الامتحان أسهل من الكيمياء".

وتابع الطالب "تضمن الامتحان أسئلة مباشرة كثيرة وصعوبة الأسئلة في مستوى الطالب المتوسط".

وأكدت الطالبة ندى أحمد أن "الامتحان كان يحتاج لوقت أطول؛ لأن الأسئلة اعتمدت على قوانين تحتاج لتفكير طويل وأعمق، موضحة أن الأسئلة كانت تتطلب تركيزا وفهما أكثر للمنهج، كما أنها اعتمدت على أفكار وموضوعات من خارج المنهج".

فيما قال الطالب إسلام محمد "الأسئلة نحتاج إلى عبقري " أينشتاين"، مضيفا أنها من خارج المنهج عدا بعض الجزئيات البسيطة، موضحا أن نسبة الصعوبة تتخطى الـ 70% من إجمالي عدد الأسئلة".

 

أفكار مركبة

وقال الطالب مروان أحمد، بالصف الثالث الثانوي، إن "امتحان مادة الفيزياء اشتمل على 10 أسئلة تعتمد على أفكار مركبة وغير مباشرة، موضحا أن هذه الأسئلة اعتمدت على الفهم بشكل كبير، وأشار إلى أن هذه الاسئلة تناسب طلاب علمي رياضة أكثر من طلاب علمي علوم".

وأضاف «أحمد» في تصريحات صحفية أن "هذه المسائل تحتاج إلى الكثير من الخطوات حتى يتمكن الطالب من حلها، موضحا أن بقية أسئلة الامتحان اشتملت على قوانين واضحة ومباشرة".

وقال الطالب مينا حكيم، والذي أدى الامتحان بمدرسة السعيدية الثانوية العسكرية بنين بمحافظة الجيزة، أن "الامتحان جاء في مستوى صعب بالنسبة لأي طالب متوسط، مؤكدا أنه اعتمد على طرق التفكير العليا في أكثر من 10 أسئلة".

وأوضح «حكيم» » في تصريحات صحفية  أن "بقية أسئلة الامتحان اعتمدت على التفكير، وتناسب مستوى غالبية الطلاب، لافتا إلى أن اللجنة الامتحانية سمحت له بدخول الامتحان بالكتاب المدرسي".

 

أسئلة معقّدة

وأكد الطالب مصطفى عبدالفتاح، أن "الامتحان به أكثر من 10 أسئلة معقدة وغير مباشرة، موضحا أن الإجابة على هذه الأسئلة تشمل الكثير من الخطوات".

وأضاف «عبدالفتاح» في تصريحات صحفية أن "الامتحان خاطب مستويات التفكير العليا في بعض الأسئلة، مشيرا إلى أن اللجنة الامتحانية طبقت الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد وهو ما يمثل صعوبة أكبر على الطلاب".

وقال الطالب أبانوب مسعد، طالب بالصف الثالث الثانوي، إن "الامتحان اشتمل على أفكار جديدة غير التي اعتاد عليها الطلاب سواء في الكتاب المدرسي أو الكتب الخارجية".

 

أكاذيب كل امتحان

في المقابل زعم مصدر مسؤول بوزارة تعليم الانقلاب، أن "امتحان الفيزياء مطابق للمواصفات الامتحانية المعمول بها من جانب المركز القومي للامتحانات التابع لتعليم الانقلاب".

وقال المصدر إن "الامتحان لم يتطرق إلى أجزاء من خارج المعلومات المعرفية التي تقيس الفهم والتحليل وفق تعبيره".

وأضاف أن "امتحان الفيزياء يقيس كل مستويات الطلاب، من العادي للمتوسط وفوق المتوسط المتميز، زاعما أنه من الطبيعي أن تكون هناك أجزاء للطلبة المتفوقين لتمييزهم عن باقي زملائهم، وهذا معمول به في كل أنظمة الامتحانات، بأن تكون مختلفة في درجة قياس المستوى بحسب تصريحاته".

ولفت المصدر إلى أن "الامتحان عموما، جاء وفقا لنظام التقييم الجديد الذي يعتمد على الفهم وليس الحفظ والتلقين، زاعما أن الامتحان لم تكن به أجزاء تعجيزية كما يقول البعض، وإن جميع الأسئلة مرتبطة بنواتج التعلم والتحصيل الدراسي للطالب في المادة".