رغيف العيش يكشف الفرق.. مرسي أرادها “حياة كريمة” والسيسي أهان المصريين

- ‎فيتقارير

زعم عبدالفتاح السيسي الثلاثاء 8 أغسطس إن "مشروع حياة كريمة يغير حياة سكان الريف في مصر، ثم فاجأ المصريين بمفردات مشروعه المزعوم فقال: "محدش يقرب من رغيف العيش، لا هنقرب، لأننا جادون وشرفاء".

وتابع السيسي: "بقول للرأي العام لن نستطيع داخل في مشروع حياة كريمة عشان نغير حياة الناس.. مبقولش ناخد رقم كبير، لكن ناخد من هنا، عشان نضيف لموضوع التغذية المدرسية".

إلا أن الكاتب الصحفي وائل قنديل انتهى إلى غثائية مشروعات السيسي وتهافتها على يديه هو نفسه فكتب عبر @waiel65 "تخيل لو أن الرئيس مرسي بدلا من تكليف باسم عودة وزير التموين بتحسين منظومة إنتاج وتوزيع الخبز، خرج على الناس قائلا "حان وقت رفع سعر رغيف الخبز، رغم أنوفكم".
أما النائب ببرلمان الثورة ياسر حسانين فكتب عبر @YasserHassanin4: "عفوا يا مصريين  الوزير الإنسان باسم عودة معتقل في سجون سيسي الصهاينة".
https://twitter.com/ha5153422/status/1422587617825234945
 

حياة كريمة
ومشروع "حياة كريمة" الذي أخل السيسي بمحتواه، جرى الإعلان عنه منذ 2019، وهو ذاته مشروع جمال مبارك الذي أطلقه في سنوات والده الأخيرة تحت عنوان "تطوير ألف قرية"، إلا أن أذرع السيسي ودعايته تبالغ في نفخ المبادرات المعدومة وضعيفة العائد، ومن بينها مبادرة “حياة كريمة”.
ودشن السيسي بالفعل المرحلة الأولى من مبادرة “حياة كريمة” في 30 يونيو الماضي، ولكنه أعاد الاحتفال بها وكأنها للمرة الأولى في خطاب الاستاد الشهير بخطاب "بطلوا هري يا مصريين"!
https://twitter.com/hamooovich/status/1422525469040259073
 

سلسلة من الخطايا
وقال مراقبون إن "إعلان السيسي الثلاثاء 8 أغسطس عن نيته رفع الدعم عن رغيف الخبز المتآكل من 120 جرام في عهد الوزير الباسم إلى 60 جرام في عهد أبالسة الانقلاب؛ لم تكن هي الخطيئة الأولى بل سبقها؛ هدم بيوت المصريين ومساجدهم في القرى والأرياف خلال سنة 2020م بدعوى أنها بنيت بالمخالفة للقانون؛ ثم تحصيل 10% من ثمن تبطين الترع وفرض غرامات مضاعفة على أنواع معينة من المزروعات، إضافة لتحصيل رسوم على استخدام ماكينات الري، جميعها زاد من منسوب الغضب الشعبي إلى مستويات، ظهر لها أثر في ثورة الريف في سبتمبر 2020م.
دعاية الانقلاب حول المبادرة أن "حياة كريمة" تحديث جميع جوانب الحياة لعدد 4584 قرية في جميع المحافظات، تضم 58٪ من إجمالي سكان مصر، وبتكلفة تقديرية نحو 700 مليار جنيه، وبالتركيز على الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والصحي والتعليمي والاقتصادي والسكني، وكل القطاعات الخدمية لتلك القرى، وكذلك القضاء على الفقر متعدد الأبعاد، بالإضافة إلى الاستثمار في تنمية وبناء الإنسان المصري بالمفهوم الشامل، وذلك بالتعاون والتنسيق بين كل الجهات المتخصصة بالدولة، على نحو يتكامل مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة”.


 

الوزير الباسم
غير أن في مسألة الخبز، كشف د.عبدالتواب بركات وكيل وزير التموين السابق أكد أن "د.باسم عودة والمعتقل قبل 7 سنوات في سجون الانقلاب أن نجاح الدكتور باسم تسبب في أن طلب أعضاء جبهة "الإنقاذ" بإقالة الوزير باسم عودة الذي طبق المنظومة بنجاح، واتضح بعد ذلك أن المخابرات العسكرية هي التي كانت تحرك هذه الحملة.
وأشار بركات، في مقال نشرته عدة مواقع إلكترونية، إلى أن "أول خطوة في النيل من المنظومة التي رعاها الدكتور الشهيد الرئيس محمد مرسي كان تخفيض وزن رغيف الخبز المدعم من 110 غرامات إلى 90 غراما للرغيف، وهي زيادة غير مباشرة في سعر الخبز".
بمعنى أن المواطن كان يدفع 25 قرشا للحصول على حصته التي تبلغ خمسة أرغفة وتزن 550 غراما، ولكن بعد الزيادة الجديدة سوف يدفع نفس السعر ليحصل على نفس عدد الأرغفة ولكن بوزن أقل، وهو 450 جراما.


 

أمانة مرسي

الوزن القياسي لرغيف الخبز، وفق دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كان 130 جراما في عام 2014، وتم تخفيضه في 2017 إلى 110 جرامات، وأخيرا في 2020 وصل الوزن إلى 90 جراما.

يقول د. عبدالتواب بركات إن "المواطن خسر رغيفا كاملا من حصته بما يوازي 18%. معتبرا أن رفع الدعم عن الخبز "حيلة تنطوي على جبن النظام عن زيادة السعر بطريقة مباشرة، وخداع المواطن الذي يعتبر رغيف الخبز المدعم، أو العيش كما يسميه المصريون ويعني الحياة، خطا أحمر وليس مجرد سلعة غذائية عادية".
وأشار إلى أنه "في سنة 2008، رصد خبراء البنك الدولي أن رغيف الخبز والسلع التموينية، على قلتها وردائتها، رفعت 22% من المصريين فوق خط الفقر، وحمت 10% منهم من السقوط في براثن الفقر المدقع".


 

نية مبيتة
وكشاهد على العصر قال عبدالتواب بركات إن "مساعي المنقلب لتجويع المصريين مبيتة وأنه في 21 يوليو 2012، اجتمع رئيس الوزراء، الدكتور كمال الجنزوري، بوزير التموين، الدكتور جودة عبد الخالق، ورئيس الشعبة العامة للمطاحن والمخابز باتحاد الغرف التجارية، معلنا "البدء بدراسة توحيد سعر رغيف الخبز من 5 قروش إلى 10 قروش”، وفي اليوم نفسه، نفى الرئيس محمد مرسي الخبر بغضب، وقال في برنامج “الشعب يسأل والرئيس يجيب” الذي كان يذاع على إذاعة البرنامج العام في شهر رمضان عقب آذان المغرب مباشرة، “إن أسعار رغيف الخبز ستظل كما هي، وستبقى بـ 5 قروش”، مضيفا "رغيف العيش الذي يحب الناس أن يأكلوه بثمنه وجودته سيتوفر للمواطنين”. وبعد ثلاثة أيام فقط من الواقعة أعلن الرئيس مرسي عن تكليف الدكتور هشام قنديل بدلا من الجنزوري".

وكشف أن الرئيس رفض أيضا في منتصف أغسطس 2012، محاولات المهندس أبو زيد محمد أبو زيد، وزير التموين والتجارة الداخلية في حكومة الدكتور هشام قنديل إنتاج رغيف خبز مدعم بسعر 10 قروش ويزن 170 جراما بجانب الرغيف فئة 5 قروش، في 6 خطوط إنتاج بمجمع مخابز الطالبية بالتعاون مع وزارة الاستثمار بطاقة إنتاجية 200 طن/يوم. مضيفا "ولما سُئل الوزير لاحقا عن التجربة أجاب بأن تعليمات رئيس الجمهورية في هذه النقطة واضحة، وهي لا زيادة مليما واحدا في سعر الرغيف".

تخفيض بلا مبرر

تحدث السيسي عن أن "تكلفة إنتاج الخبز تزيد عن 7 مليارات جنيه، غير أن الخبير بركات قال: "لا يوجد سبب اقتصادي مقنع لتخفيض وزن الرغيف المسخوط أصلا بحجة زيادة تكلفة الخبيز بمقدار 50 جنيها لكل جوال زنة 100 كيلو غرام لإرضاء أصحاب المخابز على حساب الفقراء. سيما أن زيادة تكلفة الخبز لا تزيد على 5 مليار جنيه، أما تخفيض وزن الرغيف من 110 غرام إلى 90 غرام سيقتطع 9 مليار جنيه من قوت الغلابة والأطفال الذين يعانون من التقزم وسوء التغذية".

وحذر من أن "سياسة السيسي تركزت منذ منتصف 2013 على إفقار الطبقة المتوسطة؛ لأنها الطبقة الاجتماعية التي خرجت من رحمها جماهير ثورة يناير". فكشف السيسي مبكرا في 2014 عن أن تقديم الدعم للشعب أخطر من مشكلة الفساد على الاقتصاد. ومن المعلوم أن الدعم يخص الفقراء، أما الفساد فهو ملعب رجال الأعمال والقوات المسلحة وسُلة قليلة من الموظفين في الإدارة العليا للوزارات".

وأنه وفي سبيل تنفيذ سياسة إفقار الطبقة المتوسطة، خفّض السيسي وزن الرغيف المدعم ثلاث مرات منذ 2013 حتى وصل إلى 90 غراما بعد أن كان 130 غراما. وحذف 2 مليون مواطن من المستفيدين من دعم الخبز، وحذف 10 ملايين من منظومة السلع التموينية، وخفض فاتورة دعم الخبز في الموازنة العامة للدولة من 52 مليار جنيه العام الماضي، إلى 47 مليار هذا العام، بدلا من زيادتها لمواجهة أعباء وأعداد المتضررين بسبب الكورونا.