وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ملابسات وفاة رجل الأعمال تاج علام بأزمة قلبية حادة بسجن طرة تحقيق يوم الاثنين 9 أغسطس الجاري.
وأكدت الشبكة أن "الضحية عانى، على مدار الأيام السابقة لوفاته وخاصة في الليلة الأخيرة، من التعب والآلام والإرهاق، المتبوع بأزمة قلبية شديدة، وتعالت أصوات الاستغاثات والطرق على الباب من زملائه داخل الزنزانة طلبا للمساعدة الطبية، ولم يستغرق وقتا طويلا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة".
وأشارت إلى أنه "كان يعاني آلاما في القلب، وتضاعفت معاناته بسبب إصابته بتضخم في عضلة القلب، وانسداد في بعض الأوردة، ليؤكد الأطباء أنه كان بحاجة ماسة إلى تغيير صمامين".
وأكدت الشبكة أن "علام تعرض لإهمال طبي متعمد، فرغم حصوله على تقرير طبي يُوصي بتحويله إلى مستشفى المنيل، لكن إدارة السجن تأخرت في نقله، لتتواصل معاناته على مدار فترات طويلة من الآلام التي كانت تستوجب التدخل الجراحي المتخصص والعلاج بالخارج، نظرا لعدم توافره داخل مستشفى ليمان طرة، ولكن التعنت الشديد من قبل إدارة سجن طرة تحقيق في التعامل مع وضعه الصحي الخطير أدى إلى ازدياد حالته سوءا، كما هوالحال مع الحالات المرضية الحرجة الأخرى للمرضى، التي تتقاعس أجهزة الأمن في إنهاء إجراءات تحويلها إلى المستشفيات المختصة، مما يؤدي إلى حدوث انتكاسات صحية خطيرة للكثير من المرضى وكبار السن المعتقلين".
وأشارت إلى أن "عنبر 1 بسجن تحقيق طرة"، يُطلق عليه مقبرة الكوادر، بحسب وصف سجين سابق، خرج مؤخرا من نفس السجن، وكان نزيلا في نفس العنبر الذي تُوفي فيه السجين تاج الدين علام".
وحسب وصف شاهد العيان، فإن "عنبر 1 يتكون من مبنيين (أ) و(ب)، يضمان 32 غرفة، تتراوح مساحتها بين 6×8 متر، وأخرى 3×5 متر، للحبس الانفرادي، ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار متقابلة بينها ممر سعته ٣ متر وممرين أمام الغرف سعتهما متر ونصف، وطريقين ضيقين". ووفق شاهد العيان، "تقع بكل دور 6 غرف، واحدة انفرادي وخمسة للحبس الجماعي، وكل غرفة متوسط تسكينها من 15 إلى 25 فردا".
وأضاف أن "المبنى الذي كان مخصصا للتسكين الجنائي، وتم تحويله مؤخرا لتسكين كوادر السياسيين. ويعتمد التسكين على ترشيحات ضباط الأمن الوطني، حيث يتم تسكين العناصر المزعجة من باقي العنابر ونقلهم إلى هذا العنبر، ومن يحتج على سوء المعاملة يتم تسكينه فيه، إضافة إلى القضايا التي بها قيادات من الإخوان أوالتيار المدني على السواء".
وأوضح أن "السجناء في العنبر عادة ما يشكون من أوضاع الحبس المزرية التي تتمثل في ضعف الإنارة الشديد وسوء التهوية، وعدم وجود مراوح أوعدم كفايتها إذا وجدت، ويشكون من غياب الرعاية الصحية، وقلة التريض، الذي تتراوح مدته ساعة لكل غرفة في المتوسط".
واكد أن "المعتقلين المرضى وكبار السن داخل عنبر 1 بسجن طرة تحقيق كما في السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى يعانون من التعنت الشديد في تحويل أصحاب الأمراض الخطيرة إلى المستشفيات المختصة الخارجية وعدم تلقي الرعاية الصحية في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، وهوما يؤدي إلى سقوط مئات الضحايا من كبار السن والمرضى المعتقلين".
وأضاف أنه "من خلال رصدها وتوثيقها لسقوط عشرات الضحايا من المعتقلين داخل محبسهم ووفاتهم رغم محاولات طلب الاستغاثة، التي تتعالى بها أصوات زملاء الزنزانة، والتي لا تجد استجابة من السلطات الأمنية إلا بعد أن يلفظ المعتقل أنفاسه الأخيرة، تطالب النائب العام المصري بالتدخل لوقف هذة الجريمة، والعمل على تطبيق مواد الدستور والقانون والحفاظ على أرواح المعتقلين وسلامتهم، وإحالة المقصرين للتحقيق والمحاسبة".
ورجل الأعمال تاج الدين عبد القادر علام من القنطرة غرب، بمحافظة الإسماعيلية، صاحب شركة التاج الذهبي، ويتمتع بسمعة طيبة، اعتُقل في يونيو2019 على ذمة القضية 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا بخلية الأمل، وحصل على إخلاء سبيل يوم 27 نوفمبر 2019 من محكمة جنايات القاهرة، بعد صدور قرار بالتحفظ على أمواله وممتلكاته، ومنعه من السفر، ثم جرى تدويره مرة أخرى على ذمة القضية 955 لسنة 2020. وكان أحد نزلاء الغرفة 4ب بالدور الأول في عنبر 1 بسجن طرة.