يوم 13 من شهر أغسطس 2020 لقي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان وجه ربه شهيدا بعدما دهمته أزمة قلبية في سجن العقرب سيء السمعة عن عمر ناهز 66 عاما.
وكان الشهيد العريان اعتُقل بعد انقلاب عام 2013، الذي قاده وزير الدفاع السفاح عبد الفتاح السيسي وأطاح بالرئيس الشهيد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في مصر.
وحُكم على العريان بعدة أحكام بالسجن المؤبد في السنوات التي أعقبت الانقلاب على الرئيس الشهيد، من بينها قضية اقتحام الحدود الشرقية، وأحداث قليوب وقضية أحداث البحر الأعظم، ثم حُكم عليه وهو مُتوفى بالإعدام.
مسيرة شهيد
العريان طبيب وسياسي، ولد يوم 28 أبريل 1954، وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وسجل خلال دراسته بكلية الطب وحتى تخرّجه عام 1977 بتقدير جيد جدا حضورا ودورا لافتين فأصبح أميرا للجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة، ثم منسقا لـ "مجلس شورى الجامعات بالاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية" نهاية السبعينيات والذي ترأَّسه المرشد السابق لجماعة الإخوان عمر التلمساني.
يقول الإعلامي أسامة جاويش "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه" رحم الله القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان الذي قضى نحبه ثابتا صامدا في مثل هذا اليوم من العام الماضي داخل سجون العسكر ولم يبدل تبديلا".
وتقول "سمية" ابنة الشهيد العريان " بحاول اكتب عن يوم الوفاة مش قادرة أجمع كلام بجد، بجد كان يوم ثقيل جدا بكل تفاصيله من أول سماع الخبر..إلى أن رأيته في القبر بعد محايلة كثيرة للسماح برؤيته.. بينهما محايلات أكتر للسماح بتغسيله والصلاة عليه ولكن للأسف لم يُسمح لنا إلا بتوديعه داخل القبر طبت حيا وميتا أبي الحبيب".
وقد أسهم لدى التحاقه بالجماعة عام 1974 في تشكيل أول "أسر" إخوانية بمحافظة الجيزة، وأصبح مسؤولا عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانتُخب رئيسا للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية، وتولى أمانة اللجنة الثقافية باتحاد طلاب طب القاهرة خلال الفترة من 1972 وحتى 1977.
ولم يكتف العريان بدراسة الطب، فحصل على ليسانس الحقوق جامعة القاهرة، وليسانس الآداب قسم تاريخ، ونال الإجازة العالية بالشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر.
نقابيا، انتخب عضوا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر منذ عام 1986، وشغل منصب الأمين العام المساعد لعدة سنوات، وقام بتشكيل مؤسسة شعبية بهدف الوقوف إلى جانب شعب فلسطين، تدعى "ملتقى التجمعات المهنية لمناصرة القضية الفلسطينية".
أما برلمانيا، فقد انتُخب عضوا بمجلس الشعب بالفصل التشريعي 1987/1990 عن دائرة إمبابة، وكان أصغر عضو برلماني بتلك الدورة التي تم حلها قبل استكمال مدتها الدستورية، وكتب العريان لعدة صحف ومجلات ودوريات محلية وعربية ودولية، في موضوعات مختلفة.
وقبل تأسيس حزب "الحرية والعدالة" المنبثق عن الإخوان المسلمين، حيث تولى العريان منصب الأمين العام ونائب الرئيس، كان عضوا بمكتب الإرشاد للجماعة ومسؤول المكتب السياسي.
وعُرف الراحل بأنه من أصحاب المنهج الوسطي، واعتبره بعض المعنيين بشؤون الجماعة من دعاة الإصلاح الداخلي لجماعة الإخوان، وبأنه منحاز لمبدأ الإصلاح المتدرج.
اغتاله السفاح
وفي وقت سابق طالبت جماعة الإخوان المسلمين، المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والقانونية، الإقليمية والدولية، بسرعة التحرك للتحقيق في أسباب وفاة القيادي البارز بالجماعة عصام العريان، الذي وافته المنية داخل محبسه بسجن العقرب.
ودعت الجماعة إلى "تشكيل لجنة طبية دولية موثوقة تقوم بفحص جثمان الشهيد الراحل، وبيان الحقيقة للرأي العام"، مؤكدة "مسؤولية سلطات الانقلاب العسكري عن حياة وسلامة المعتقلين المختطفين كافة في سجونه، من التيارات والاتجاهات كافة".
كما طالبت جماعة الإخوان، "العالم الحر بكل مؤسساته ومنظماته الضغط على هذه السلطات لكسر حاجز السرية والتعتيم عن أخبارهم وأحوالهم، وإتاحة الفرصة لذويهم لزيارتهم والاطمئنان عليهم وإدخال الغذاء والدواء اللازم لهم".
وقالت الجماعة؛ إن "بعض وسائل الإعلام تتداول معلومات تتحدث عن ظهور أدلة تفيد بأن وفاة الشهيد – بإذن الله – الدكتور عصام العريان، قد حدثت نتيجة التعذيب والاعتداء المباشر عليه بأيدي عدد من ضباط سجن العقرب سيء السمعة".
وأضافت "يدعم هذه المعلومات الطريقة الغريبة التي تم التعامل بها مع جثمان الفقيد الكبير، حيث رفضت السلطات تسليم جثمانه الطاهر إلى أسرته ومنعهم من حضور تغسيله وتكفينه ودفنه، بل ومنعهم من رؤيته إلا داخل المقبرة، دون السماح لهم باصطحاب هواتف نقالة أو أي كشافات إضاءة للحيلولة دون رؤيته بوضوح، وذلك في سابقة لم تحدث من قبل مع أي متوف داخل سجون الانقلاب".
وأشارت جماعة الإخوان إلى أنه "جرت العادة – وفق القانون – تسليم الجثمان لأهل المتوفى للقيام بكل الإجراءات حتى يتم دفنه، وذلك ما يعزز رواية تعرضه لجريمة اغتيال" .
وشددت جماعة الإخوان على أنها "نذرت نفسها للعمل في سبيل الله ثم خدمة الشعوب والدفاع عن حقوقها؛ مهما لاقت من عنت وإيذاء، على يقين كامل بصدق وعد الله في القصاص العادل من كل ظالم متجبر في الدنيا قبل الآخرة".