كارثة بـ” العقرب”: إضراب 130 معتقلا عن الطعام ومحاولة 15 إشعال النار في أنفسهم بسبب التعذيب

- ‎فيحريات

وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان رسالة استغاثة مسربة من المعتقلين داخل سجن العقرب تؤكد تواصل الإضراب وارتفاع عدد المضربين إلى نحو 130 معتقلا منذ أسبوعين وحتى الآن رفضا لما يتعرضون له من انتهاكات بشكل متصاعد تهدد حياتهم.

وأكدت الرسالة وجود ثورة غضب عارمة بين معتقلي سجن العقرب شديد 1، يعيشها المعتقلون من نزلاء H2 وH3 و H4، وكان نتيجتها محاولة 15 معتقلا إشعال النيران في أنفسهم  بمبنى W3 H1، وهم من المعتقلين المضربين عن الطعام، والذين استكملوا إضرابهم داخل العزل.

وقالت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان إن "الرسالة التي خرجت من المعتقلين تؤكد استمرار البطش والتنكيل غير المحدود، ووصول المعتقلين إلى طريق مسدود، وهو ما ينذر بكارثة قد تحل إذا لم يلتفت المسؤولون إلى معاناة المعتقلين الذين تقطعت بهم سبل الحياة، ولم يعد أمامهم سوى إنهاء حياتهم".

 

رسالة أخيرة

وطالبت الشبكة النائب العام والجهات الرقابية بالتحرك من أجل إيقاف مختلف صور التنكيل التي يتعرض لها معتقلو العقرب، ومنحهم حقوقهم المشروعة والعادلة، وإيقاف سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها الأجهزة الأمنية بحق المعتقلين.

وجاء في الرسالة  "إلى كل أحرار العالم لقد بدأنا إضرابا عن الطعام منذ أسبوعين لعل صوتنا يصل إلى المسؤولين ليرفعوا عنا ما نحن فيه من عزل وحرمان من الأهل ومن حقوقنا الطبيعية؛ فلم يستجب لنا أحد ولم يسمع لنا أحد بل كانت دائما رسائلهم لنا (اقتلوا أنفسكم.. إحنا لا يهمنا الإضرابات).

وتابعت:  "يا أحرار العالم لقد ضاقت بنا الدنيا حتى أشعلنا النار في زنازيننا يوم الجمعة قبل الماضية يوم 13/08/2021 وأمسكت النار في أجسادنا، وأصابت 12 منا بحروق.. فعلنا ذلك ليرتاح المسؤولون عنا، ومع ذلك قابلوا هذا الأمر بالبطش والتنكيل والتجريد من الملابس والإهانة والضرب والعزل، وتحول ونج H1  w3  إلى مقر للدفاع المدني وقوات فض الشغب، الذين هددونا بكل شيء، حتى اعتقال الأهل وعاد الصمت إلى أرض الخراب (العقرب).

أغيثونا يا أحرار العالم واحمونا يا أيها المسؤولون إذا كنتم تخافون من المسؤولية أمام الله".

وأكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن رد إدارة سجن العقرب على الظلم الواقع على المعتقلين واستمرار الانتهاكات والإضراب عن الطعام والغضب الذي يجتاح سجن العقرب جاء غريبا، وفي محاولة للتنصل من مسؤوليتهم حيث قال مسؤولو السجن "دي أوامر سيادية وإحنا مالناش دعوة"، كأن المسؤولية عن المعتقلين تقع على عاتق جهات أخرى، هي من توجه باتخاذ إجراءات ما بحقهم وإدارة السجن ما عليها سوى التنفيذ.

 

رد فعل على الانتهاكات

وأشارت الشبكة إلى أن "الإضراب المتواصل ومحاولات الانتحار تأتي كرد فعل طبيعي على التنكيل المتواصل بالمعتقلين، والذي تضاعفت وتيرته بعدما أجرت أجهزة الأمن في منتصف نوفمبر  2020 تغييرات كبيرة على سجن العقرب، وحرمت النزلاء من التهوية الكافية والكهرباء والماء الساخن بشكل كامل تقريبا".

وأوضحت أن "تشديد القيود جاء في أعقاب الحادثة التي وقعت في 23 سبتمبر بسجن العقرب، وقُتل فيها أربعة من عناصر الأمن وأربعة نزلاء، يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، لتتضاعف الانتهاكات داخل سجن العقرب، الذي يُحتجز فيه حاليا ما يقرب من 1000 سجين، مع حظر كامل للزيارات العائلية منذ مارس 2018، والحرمان من ساعات التريّض والحبس لمدة 24 ساعة منذ مطلع 2019، إضافة إلى إزالة جهاز التهوية المثبت على الحائط في كل زنزانة في مباني السجن الأربعة، والمقبس الكهربائي، وهو المصدر الوحيد للكهرباء للاحتياجات اليومية، وكذلك المصباح الكهربائي الوحيد في كل زنزانة، مما ترك حوالي 100 زنزانة دون أي مصدر للضوء في المبنى محل الواقعة، كما جرى نقل مفاتيح الإضاءة في الزنازين الموجودة بالمباني الثلاثة الأخرى إلى خارج الزنزانة حتى لا يتمكن السجناء من التحكم بها.

كما لم يتوقف الأمر عند هذ الحد، فقد جرى استبدال شِباك البعوض الذي كان يغطي النافذة الوحيدة في كل زنزانة، والتي تطل على ممر السجن، بقضبان النوافذ بشبكة فولاذية (حديد بقلاوة)، مما حد كثيرا من دخول الهواء والضوء إلى الزنزانة، وهو ما أدى إلى استشراء البعوض في الزنازين طوال الوقت.