وسط شكوك في محاولة الانقلاب.. “السيادي السوداني” يستخدم لعبة الانقلابات العسكرية للبقاء في السلطة

- ‎فيعربي ودولي

أعلن وزير الإعلام السوداني أن "الأوضاع في البلاد باتت تحت السيطرة بعدما أُلقي القبض على قادة المحاولة الانقلابية التي نفذها مجموعة من ضباط القوات المسلحة من فلول النظام السابق على حد قوله".

وتعهد صالح "بمواصلة بمواصلة ملاحقة فلول النظام المشاركين في المحاولة الانقلابية كما تحدث عن استسلام آخر معاقل المحاولة في معسكر الشجرة بالخرطوم".

وكان التليفزيون الرسمي السوداني أعلن عن "محاولة انقلابية فاشلة بعد دخول مجموعة من العسكريين لمقر الإذاعة لبث بيان الانقلاب وذلك قبل أن تتمكن السلطات الأمنية والعسكرية من إجهاضها فيما قال مصدر حكومي إن معلومات بشأن المحاولة الانقلابية توفرت للحكومة منذ مساء أمس الاثنين ما ساعد على إحباطها بسرعة".

وتعد هذه المحاولة هي السابعة منذ تنحي الرئيس عمر البشير، وإن كانت تختلف هذه المرة في بعض الملابسات والتفاصيل.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي سجالا حادا بين من يدعم الرواية الرسمية لمحاولة الانقلاب الفاشلة في السودان ومن يشكك فيها فضلا عن التعليقات الخاصة بمحاولة استغلالها سياسيا في التنافس بين المكونات العسكرية والمدنية.

وكشفت صحيفة عربي 21 بعض ملابسات وتفاصيل المحاولة الانقلابية، فيما شككت قوى ونشطاء في حقيقة المحاولة الانقلابية وقالت حركة العدل والمساواة السودانية الجديدة في تعليق عبر صفحتها على تويتر"يستهين المجلس العسكري بالمواطن السوداني بقيام مسرحية انقلاب منظمة من داخل الجيش للظهور على أنها انقلاب على السلطة، ويعتقد بمقدوره خداع المواطن السوداني ويظهر وكأنه الحامي الوحيد للدولة وللثورة المسروقة من أي محاولة انقلاب حتى يتم تفويضه من أتباعه لاستلام السلطة".

وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية خليل المقداد "أستبعد فرضية محاولة الانقلاب في السودان بقيادة سلاح المدرعات فلو كان انقلابا فعلا، لما استطاعت أي قوة الوقوف في وجهه، هناك شيء غامض في ما حدث".

وقال الباحث الفلسطيني شكري الهزيل "في بعض الأحيان يختلف القراصنة فيما بينهم فيفتعلون لعبة الانقلابات العسكرية لامتصاص نقمة الشعب على غياب الإنجازات".

وأضاف "حمدوك والبرهان وحميدتي ورفاقهما قاموا باختطاف الثورة السودانية وحرفها عن مسارها نحو حكم عسكري آخر".

وقال العميد الصوارمي خالد سعد، المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الأسبق إن "المحاولة الانقلابية كشفت عن إشارات عميقة لوجود ضعف واضح في السيطرة على مجريات الأحداث، والعامل الأمني المنوط به حماية الدولة من الانفلات العسكري والمدني وحتى الحركات المسلحة التي تم استقدامها من جوبا في الفترة الأخيرة".

وأضاف الصوارمي أن "الشروخ في المؤسسة العسكرية واضحة جدا في كافة هذه المعطيات التي تؤلف المنظومة الحكومية في السودان، مضيفا أن المحاولة الانقلابية فيها إشارة متفق عليها حتى الحكومة نفسها أكد رئيس الوزراء أن هذه الأحداث تتطلب مراجعة شاملة ليس ما يخص القوات المسلحة، فحسب ولكن ما يخص كافة القطاعات التي تشكل الحكومة".

وأوضح الصوارمي أن "ما حدث اليوم تتحمل القوات المسلحة مسؤوليته في المقام الأول، مضيفا أن الأمن ليس أمنا عسكريا فحسب بل هو أمن اقتصادي وسياسي واجتماعي ودبلوماسي، وهذه كلها بها شروخ وإذا تكالبت هذه الشروخ ستؤدي إلى مثل هذه المحاولات الانقلابية".

بدوره قال عوض الله نواي المحلل السياسي السوداني إن "هناك شكوكا كبيرة في المحاولات الانقلابية التي وقعت بعد الثورة والتي غالبا ما تكون احتجاجات داخل المؤسسة العسكرية لأسباب مختلفة، ويتم تصنيفها على أنها محاولات انقلابية، مضيفا أنه لم تحدث حتى الآن محاولة انقلابية مكتملة الأركان في السودان منذ الثورة".

وأضاف نواي في حواره مع برنامج قصة اليوم على قناة مكملين أن "القوات المسلحة السودانية ما زالت تضم قيادات في الصف الأول من أركان النظام البائد، مضيفا أن المؤسسة العسكرية قدمت بيانا باهتا لم يتضمن كشف أي حقائق عن طبيعة المحاولة الانقلابية والأطراف المتورطة فيها".

وأوضح أن "المنظومة العسكرية في السودان يشوبها الكثير من الخلل وهناك خلافات كبيرة بين رئيس المجلس السيادي وقوات الدعم السريع، موضحا أن المنظومة العسكرية غير منسجمة وليست هناك قيادة أركان مشتركة ولم يتم دمج الحركات المسلحة حتى الآن في الجيش وهذه الانقسامات تغري القوى السياسية في التخطيط للانقلاب".