نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا سلطت خلاله الضوء على مشاركة دولة الاحتلال الصهيوني في معرض دبي إكسبو 2020 في محاولة لتسويق نفسها في العالم أجمع كزعيمة للتكنولوجيا.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة"، تشارك دولة الاحتلال في معرض دبي إكسبو 2020، الذي افتُتح في الأول من أكتوبر – بعد عام كامل تقريبا من الموعد المقرر بسبب جائحة كوفيد-19، ويأتي المعرض العالمي الضخم الذي يهدف إلى عرض ابتكارات تكنولوجية رئيسية، بعد عام من تطبيع دولة الاحتلال لعلاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول العربية الأخرى.
ومن المتوقع أن يزور الملايين معرض إكسبو 2020 ، بما فيه شخصيات بارزة في مجالات الأعمال والتجارة وتكنولوجيا المعلومات من جميع أنحاء العالم وتتوقع دولة الاحتلال أن يزور جناحها وحده 15 مليون شخص.
يذكر أن عشرات الشركات الصهيونية أبرمت عقودا واتفاقيات في دولة الإمارات، حيث وصلت قيمة التجارة الثنائية بينهما إلى 600 مليون دولار في النصف الأول من هذا العام.
ويردد جناح الكيان الصهيوني، الذي يحمل شعار "نحو الغد"، كلمات الرئيس السابق شيمون بيريز، الذي استخدم صور غدنا المشترك لتوجيه التركيز العام نحو المستقبل، ومثل هذه اللغة تدعو الفلسطينيين إلى نسيان الماضي، وترفض حقهم في الأرض التي سُلبت منهم، وتريد دولة الاحتلال أن ينسى الفلسطينيون النكبة، والتطهير العرقي الإسرائيلي ونهب وطنهم، وأن يتمتعوا بمستقبل إسرائيل، وهي في الوقت نفسه تريد أن ينسى العالم العربي فلسطين.
و قد أكد شريط فيديو دعائي خاص بمعرض إكسبو 2020 في دولة الاحتلال أن تصميم الجناح قد استلهم فكرة لا جدران و لا حدود، ومع ذلك، لا تزال الأسوار والحدود الإسرائيلية تلتهم أرض فلسطين، وتقطعها من الجليل إلى الخليل، ومن غزة إلى وادي الأردن.
ولا يمكن لهذا التناقض أن يكون أكثر وضوحا مما هو عليه اليوم، حيث تواصل دولة الاحتلال عملية تطهير عرقي مروعة يسرها المستوطنون الإرهابيون الذين تحميهم دولة الاحتلال وجيشها، وقد أدى هذا المشروع الاستيطاني إلى تدمير الممتلكات والمنازل والمواشي الفلسطينية في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
روبوتات قاتلة
وأضاف التقرير أن "الجدار العازل والطرق الالتفافية الإسرائيلية لا تؤدي فقط إلى تعطيل التلاصق الجغرافي لفلسطين، بل إنها أيضا متجذرة بعمق في الإيديولوجية الصهيونية، وتعتمد نهج "الجدار والبرج" باعتباره تأكيدا للطبيعة العسكرية والمستوطنة الاستعمارية للمستعمرات الإسرائيلية في فلسطين، ومع ذلك، ففي خضم الضغوط المستمرة لضم الأراضي وتوسيع المستوطنات، والتي أعاقت بشكل فعال أي احتمال لقيام دولة فلسطينية في المستقبل، لا تزال دولة الاحتلال تجرأ على الحديث عن عدم وجود جدران أو حدود".
بالإضافة إلى مجرد المشاركة في معرض إكسبو 2020، قامت دولة الاحتلال مهمة تأمين المعرض بعد أن تعاقدت الإمارات العربية المتحدة مع شركة "أيروبوتات" الإسرائيلية لتعزيز الأمن سيقوم أسطول من الطائرات بدون طيار بعمليات مراقبة منظمة ومستمرة طيلة فترة الحدث.
ومن خلال الترويج والتسويق لنفسها ولشركاتها في معرض إكسبو 2020، تتبنى دولة الاحتلال ما يسمى إستراتيجية القوة الناعمة، ولكن هناك بعدا آخر لاتفاق الروبوتات الإلكترونية، وتمثل الطائرات الإسرائيلية بدون طيار أحد مجالات التعاون الإستراتيجي بين الإمارات ودولة الاحتلال في مواجهة ما يسمى التهديد الإيراني، وقد سبق هذا التعاون اتفاقات آبراهام وجرى تعزيزه بعد توقيعها.
وأكد التقرير أن "استخدام الأسلحة ذاتية التحكم تماما، المعروفة باسم الروبوتات القاتلة، هو مجال عالمي ناشئ، ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة تحولات كبرى في هذا المجال، وتستطيع دولة الاحتلال استغلال أحداث مثل معرض إكسبو 2020 للترويج لنفسها كقوة عظمى في هذا المجال".
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تجد سوقا غنية – وقد تعاونت معها بالفعل في عدد من المجالات، بما في ذلك مشروع خط الأنابيب الذي تم الترويج له على أنه يمهد الطريق لبديل محتمل لقناة السويس.
وتواصل إسرائيل، باستخدام أناقة التسويق وإستراتيجية القوة الناعمة، جهودها الدؤوبة للقضاء على قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، وتهدف إسرائيل، وراء أدواتها العدوانية، إلى فرض هيمنتها على المنطقة العربية بأسرها.
https://www.middleeasteye.net/opinion/uae-dubai-expo-israel-soft-power-strategy