وسط غياب الرقابة وهيمنة الجيش على الاقتصاد.. موجة ارتفاع أسعار جديدة تجتاح الأسواق

- ‎فيتقارير

تشهد الأسواق المصرية موجة جديدة من جنون الأسعار عقب رفع نظام الانقلاب أسعار البنزين قبل أيام ، هذه الموجة تشمل كل السلع ومن بينها المواد الغذائية التي تمثل حاجة يومية ضرورية للمواطنين لا يمكنهم الاستغناء عنها. الأمر الذي عجزت معه ميزانيات الأسر عن التحمل، خاصة مع ارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والغاز، وزيادة رسوم تجديد تراخيص السيارات، وارتفاع الرسوم لكافة الخدمات الحكومية، وقفز المصاريف المدرسية بشكل لم يسبق له مثيل.

 

الدواجن

وكشفت بيانات رسمية أن متوسط سعر الدواجن البيضاء ارتفع حاليا بنسبة 30.17% مقارنة بسعر العام الماضي. ووفقا للنشرة اليومية لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس وزراء الانقلاب، فإن متوسط سعر الدواجن البيضاء في سوق التجزئة يبلغ 32.19 جنيه بارتفاع نسبته 30.17% مقارنة بالعام الماضي، وزيادة نسبتها 3.91% مقارنة بالأسبوع الماضي.

وذكرت البيانات أن "سعر الكيلو من الدواجن البيضاء تخطى متوسط السعر في بعض المحافظات، وكانت أعلى 5 محافظات ارتفاعا في معدلات التغير خلال الأسبوع الأول من أكتوبر هي سوهاج ودمياط وقنا والغربية وكفر الشيخ".

وخلال الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الدواجن البيضاء والبيض لمستويات غير مسبوقة، مع زيادة الطلب وانخفاض الإنتاج رغم أن مصر تنتج نحو 1.6 مليار طائر سنويا، وهذا الإنتاج يحقق اكتفاء ذاتيا بنحو 97%، ولا تتعدى الفجوة الموجودة بين الإنتاج والاستهلاك نسبة 3%".

 

18 سلعة

فيما كشف تقرير صادر عن الغرف التجارية عن ارتفاع أسعار 18 سلعة خلال شهر يوليو الماضي، في مقدمتها السكر بـ 6% والبطاطس 30% والكوسة الحشو بـ 54% والباذنجان الأسود الرومى 25% ، والفلفل الاخضر بـ 20%، والجزر بـ 25% وكرنب الوسط بـ20% والموز بـ20 %والتفاح الأصفر المستورد بـ25% والبرقوق بـ25% والبيض بـ26% والبيض الأحمر بـ18%".

وأشار التقرير إلى ارتفاع سعر اللاكية، كيلو كابسي أبيض نصف لامع بـ2% ولتر تنر سوبر بـ25%، بينما ارتفع كيلو الزنك بـ25%، ومعجون شروخ البناء 37% وكالون الأهرام 2 و6 سكات بـ3%.

ولفت إلى ثبات 16 سلعة منها: الدقيق والمخبوزات، وزيت الطعام والمسلي منتجات الألبان واللحوم الورق والأدوات الكتابية والملابس والمنسوجات والأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية، قطع غيار السيارات والأحذية والمصنوعات الجلدية والأخشاب، مواد البناء والزجاج والمرايات والأدوات الصحية.

 

الزيوت

وأكد يحيى كاسب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية للجيزة "ارتفاع  سعر جميع أنواع الزيوت في السوق المحلي للمرة الثانية على التوالي خلال شهر تتراوح بين 20 إلى 30%  حسب النوع".

 وأرجع كاسب في تصريحات صحفية هذه الارتفاعات لزيادة سعر الدولار بالإضافة لزيادة أسعار الزيوت العالمية.

وكشف أن "سعر بيع كرتونة الزيت الخليط وصل من  118 جنيها لتصل إلى 150 جنيها، كما ارتفع زيت العباد من 130 جنيها ليصل إلى 170 جنيها للكرتونة، لافتا إلى أن هناك مخاوفا من تحريك سعر الزيت التمويني على غرار السكر مرة أخرى".

 

اللحوم

وكشف محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة أن "هناك ارتفاعا في أسعار اللحوم بمختلف أنواعها في الأسواق يتراوح بين 10 جنيهات إلى 20 جنيها للكيلو".

وأرجع وهبة في تصريحات صحفية ارتفاع أسعار اللحوم إلى "ارتفاع أسعار الأعلاف المخصصة لتثمين العجول، وضعف المطروح بالأسواق، إلى جانب زيادة سعر الأعلاف المخصصة للتثمين، لافتا إلى أن المصريين يستهلكون 1.2 مليون طن سنويا، وتزداد نسبة الأستهلاك في المناسبات مما يقلل المعروض فترتفع أسعار اللحوم بمختلف أنواعها". وأوضح أن "حركة البيع والشراء بالنسبة للحوم تقل بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الأسعار مشيرا إلى أن سعر كيلو الضاني ارتفع 20 جنيها ليُباع في الأسواق بـ 140 جنيها، وسعر كيلو الكندوز ارتفع ما يقرب من 10 جنيهات بالأسواق ليتراوح بين 160 و170 جنيها مقابل 150 و160 جنيها قبل الآن".

 

غياب الرقابة

وقالت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لحماية المستهلك بالقاهرة إن "الارتفاع الجنوني في الأسعار خلال الفترة الأخيرة، جاء نتيجة لغياب الرقابة على الأسواق، وعدم تقديم أي حالات من المتلاعبين للمحاكمة كما ينص قانون حماية المستهلك".

وأشارت سعاد الديب في تصريحات صحفية إلى أن "القانون يمنح الضبطية القضائية لموظفي الجهاز لضبط حالات الغش التجاري أو التلاعب في الأسعار ورغم ذلك لا يتم تنفيذ القانون ولا تقديم المتلاعبين للمحاكمة".

 

مستلزمات الإنتاج

وحول أسعار الخضروات والمحاصيل الزراعية والفواكه قال محمد عيد "تاجر وقومسيونجي" إن "مشاكل الفلاحين كثيرة، وارتفاع مستلزمات الإنتاج، زاد من أسعار التوريد، مع وجود اختلافات في مواعيد طرح العروات تحدث خلال 15 يوما إلى شهر، يشعر المستهلكون خلالها بارتفاع الأسعار، بسبب نقص المعروض من المنتج بالأسواق وشدد عيد في تصريحات صحفية على ضرورة دعم ومساندة الفلاح بتخفيض سعر التقاوي والأعلاف، مع توريد البلاستيك المستخدم في الشتاء لزراعة الصوب والذي وصل سعره إلى 6 آلاف جنيه لكل 40 كيلو تغطي زراعة فدان وبذلك يكون مجموع التكلفة 16 ألف جنيه بدون إيجار الأيدى العاملة وتكلفة السولار".

ركود

وأوضح صابر الشكلي، مربي وتاجر دواجن، أن غلاء أسعار الدواجن أدى لضعف الإقبال بشكل كبير من المستهلكين، خاصة بالنسبة للدواجن البيضاء، فقد أصبح القفص الواحد يستمر 4 أيام متتالية بالمحل وبه 20 طائرا فقط".

وأضاف الشكلي في تصريحات صحفية "كنا نبيع في اليوم الواحد من 5 إلى 10 أقفاص بسعر 24 جنيها للكيلو، كما ركدت حركة بيع الطيور البلدية بشكل كبير، حيث توقف بيع الدواجن الحمراء تماما بسعر 50 جنيها وكذلك البط والأوز والرومي والحمام والأرانب التي قفزت لـ 55 جنيها للكيلو".