مدارس “المتفوقين” بالمحافظات.. كيف تحولت إلى خرابة في عهد طارق شوقي؟

- ‎فيتقارير

بدأت "86" طالبة بمدرسة المتفوقين للعوم والتكنولوجيا في محافظة سوهاج اعتصاما مفتوحا داخل المدرسة منذ مساء الإثنين غرة نوفمبر 2021م؛ احتجاجا على انهيار النظام التعليمي بالمدرسة حيث تشهد نقصا حادا بالمدرسين وسوء وضع السكن الداخلي للطالبات في ظل عدم وجود إدارة من الأساس بالمدرسة.

وبحسب موقع "مدى مصر" فإن الدراسة لم تبدأ بالمدرسة حتى اليوم رغم أنها بدأت رسميا في التاسع من أكتوبر الماضي. وأن الأزمة لا تتوقف على مدرسة المتفوقين بسوهاج بل تمتد إلى كثير من المدارس الأخرى بالمحافظات المختلفة.

و«المتفوقين» مدارس داخلية متخصصة، للمرحلة الثانوية، للطلبة المتفوقين، وعددها 19 مدرسة على مستوى الجمهورية. وهي مدارس علمية متقدمة توفر للطلاب المتفوقين إمكانيات متقدمة في التعليم والبحث العلمي، ولها شروط خاصة للتقديم، ويتم اختيار عدد محدود من الطلبة كل عام. تم تأسيسها بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في 2011، لكنها انتقلت إلى التبيعة لوزارة التربية والتعليم في 2015م ومن يومها ساءت أحوالها على النحو الذي يشكوه الطلاب حاليا. 

وبحسب إحدى الطالبات فإن «السكن داخل المدرسة عبارة عن فصول، عملوها أوض وقسموها نصين وحطوا سراير ودواليب حديد، مفيش غير حمامين، كل واحد متقسم ستة لـ86 طالبة، المباني منهارة، مفيش مدرسين، معندناش إدارة ولا شؤون طلبة، ولا حد ياخد الغياب». في الأيام الماضية، تحدثت الطالبات المعتصمات مع مسؤولين بالوزارة، وتقدمن بشكاوى سابقًا، دون جدوى.

ومع بداية الدراسة في التاسع من أكتوبر الماضي، فوجئت الطالبات بوجود ثلاثة مدرسين فقط، اثنان منهم تركا المدرسة بعد أسبوع، فقررت الطالبات عدم النزول للطابور في اليوم التالي، فوعدهن رئيس مجلس الأمناء في المدرسة أن يتواجد المدرسون بعد أسبوعين، وبعد مرور الأسبوعين، مد المهلة أسبوعين آخرين، وأخبرهن، الأحد الماضي، أن المدرسين وقعوا عقود العمل، وسيبدأون أمس الإثنين، وحين لم يحدث ذلك، دخلت الطالبات في اعتصام.

وينقل الموقع عن أحد طلاب مدرسة المتفوقين بالفيوم أن لديهم مدرسين منتدبين فقط منذ بداية العام الدراسي، يحضرون للمدرسة بشكل غير منتظم، ويقومون بتدريس حصة أو حصتين فقط في الأسبوع، مضيفًا أن أغلب المدرسين الموجودين أخصائيون اجتماعيون ومدرسو كمبيوتر. وبحسب طالب الفيوم، نظم عدد من الطلاب بمدرسة الفيوم وقفة احتجاجية في فناء المدرسة، يوم الإثنين غرة نوفمبر، رفعوا خلالها لافتات طالبوا فيها بإحضار مدرسين، ويشكون سوء الإدارة، إلا أن الإدارة «خوفتهم»، على حد تعبيره، وطلبت منهم الصعود للفصول. وأضاف طالب الفيوم، أن مدرسته (بنين) بها 106 طلاب، جميعهم يقيمون في دور واحد في أحد المباني في المدرسة، «12 طالب في الأوضة، مفيش انترنت في المدرسة، ومفيش معامل، والأمن والمشرفين بيتعاملوا معانا كأننا في الجيش، مفيش نزول من دور السكن بعد الساعة 9، وبينيمونا بالعافية الساعة 12 حتى لو عندنا مذاكرة».

 

التهديد بأمن الدولة

وبحسب التقرير فإن أحد المدرسين هدد الطالبات المعتصمات وطالبهن بإنهاء الاعتصام والذهاب إلى الفصول، حتى لا يتطور الأمر ويصل إلى «أمن الدولة»، قاصدا الأمن الوطني، تقول إحدى الطالبات:«عايزين يسكتونا، وبيهددونا يجيبولنا الأمن، قالولنا لو عايزين تعتصموا استأذنوا أمن الدولة».

وأضافت ياسمين: «المدارس دي كانت منحة أمريكية بناء على معايير ومقاييس معينة، مش موجودة دلوقتي، من ساعة ما اتحولت إداريا لوزارة التربية والتعليم في 2015» على حد قولها، وأوضح طالب الفيوم أن آلاف الطلبة يتقدمون كل عام لهذه المدارس، وهذا العام تم اختيار فقط ألف طالب ومثلهم من الطالبات، مضيفًا «احنا قدمنا عالمدارس دي عشان نظام التعليم مختلف، وقايمة على البحث العلمي، بس دخلنا مالقيناش حاجة».

 

نقص المدرسين

مشكلات نقص المدرسين منذ بداية العام الدراسي، هي مشكلة قائمة في كل المدارس، بحسب نقيب المعلمين المستقلة، حسن جبر: «في كل المدارس فيه نقص في المدرسين، عشان كدة الوزير فتح باب التطوع. وقال الحصة بعشرين جنيه للمتطوع، وبعدين قال مجاني، فمحدش قدم، اللي قدموا مايكملوش. فيه مدارس مافيهاش مدرسين خالص في ابتدائي وإعدادي وثانوي».

يضيف جبر أنه بسبب كثافة الفصول، وتقسيم الدراسة في المدارس لفترتين أو ثلاثة، حدث العجز في المدرسين، والنتيجة هي تسكين المدرسين في الحصص الفارغة على الورق فقط. يوضح أن «المدرس اللي واخد كل حصصه، هيجيب طاقة منين لحصص إضافية؟ عاملين الحصة الإضافية بعشرة جنيه. المدرس الواحد بيدي ما بين 18 إلى 24 حصة في الأسبوع».

هناك عجز 250 ألف مدرس في قطاع التعليم، بحسب جبر، مضيفًا أن العجز دفع عدد من المدارس إلى تسهيل غياب الطلاب، مشيرًا إلى عدم تسلم الطلبة الكتب حتى الآن، وبالتالي حتى مع وجود مدرسين، لا يوجد دراسة.