تسببت السياسات الكارثية التي يفرضها العسكر على الشعب المصري في حدوث الكثير من الأزمات التي يعاني منها المصريون بشكل حقيقي فيما يفتتح السيسي يوميا مشاريع لن يستفيد منها سوى النخبة الحاكمة والأغنياء.
ويعتبر التعليم من أهم القطاعات التي تعاني فوضى واضحة خاصة منذ تولي طارق شوقي مسؤولية تدمير التعليم بكافة مراحله. وهو ما ظهر في "ثانوية التابلت" وسوء تنسيق الجامعات وغياب الفصول والمدرسين والزحام الشديد بالمدارس رغم انتشار كورونا، بالإضافة إلى المناهج "الخارقة" التي تم وضعها لتلاميذ الصف الرابع الابتدائي، كما جاءت أزمة مدارس المتفوقين لتضيف بعدا جديدا لأزمات التعليم؛ حيث تعاني مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «STEM» احتجاجات واعتصامات من الطلبة والطالبات، بسبب عجز المعلمين وغياب الخدمات وسوء الإدارة وغلق المعامل والمكتبات وعدم نظافة مباني الإقامة.
ورغم إعلان "تعليم الانقلاب" التوسع في إنشاء مدارس المتفوقين ووضع خطة لإنشاء مدرسة بكل محافظة من محافظات الجمهورية ألا أنه لا يتم تزويد هذه المدارس بما تحتاجه، لإعداد وتعليم هؤلاء المتفوقين والاستفادة منهم في المستقبل رغم أن دعم هذه المدارس يأتي من خلال المعونة الأمريكية، لكن يبدو أن عصابة العسكر تستولي على المبالغ المخصصة لها .
كما أنه رغم قبول 1950 طالبا وطالبة في مدارس المتفوقين في العام الدراسي 2021 /2022 بـ19 مدرسة إلا أن شكاوى الطلاب تتزايد يوميا من مشكلات في الدراسة والإقامة وسوء الخدمات .
يشار إلى أن الطلاب في مدارس المتفوقين «ستيم» يدرسون إما بشعبة علمي علوم أو علمي رياضة، والمدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، وفي بداية المشروع كانت المعونة الأمريكية تقدم الدعم الفني والأكاديمي، وصندوق دعم وتمويل المشروعات التابع لتعليم الانقلاب يتولى الانفاق على إقامة الطلاب والطالبات، والانتقالات، والرحلات العلمية، وكذا تجهيز المعامل وتدريب المعلمين .
يشار إلى أن الدراسة انطلقت هذا العام في 19 مدرسة على مستوى الجمهورية؛ وأعلنت تعليم الانقلاب قبول الطلاب بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا «STEM» للعام الدراسي 2021 /2022، في محافظات: الجيزة- القاهرة- الإسكندرية- كفر الشيخ- الدقهلية- الإسماعيلية- البحر الأحمر- أسيوط – الأقصر- الفيوم- الغربية- العبور- الشرقية- بني سويف- قنا- المنيا- سوهاج- سرس الليان بالمنوفية- مدينة السادات بالمنوفية.
سوء الأوضاع في سوهاج
في سوهاج قررت طالبات مدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا «STEM»، وتضم ٨٤ طالبة بالصفين الأول والثاني الثانوي الدخول في اعتصام، احتجاجا على سوء أوضاع المدرسة وغياب الخدمات وعجز المعلمين وغلق المعامل.
وقالت الطالبات إنهن "لجأن إلى الاعتصام داخل المدرسة لمدة 24 ساعة، بعد فشل قيادات مديرية التربية والتعليم بسوهاج ومجلس الأمناء في حل الأزمات التي تواجهها المدرسة رغم وعودهم المتكررة بحلها".
وأضافت الطالبات، رغم مرور شهر على بدء الدراسة إلا أننا نعاني من عدم وجود معلمين، وجميع المعامل مغلقة، وهناك غالبية المعلمين قد تركوا العمل بالمدرسة، ولا يوجد مدير أو وكيل للمدرسة .
وأوضحن أن مدرس العربي يقوم بإدارة المدرسة ثلاثة أيام، ومعلم الدراسات الاجتماعية بقية الأيام.
وتابعت الطالبات: مبنى الإقامة بذات المبنى المدرسي، وهذا يخالف مواصفات مدارس ستيم، فضلا عن أن الغرف غير جاهزة، وعبارة عن ٢ متر في ٢ متر، ودولاب حديدي، يشبه دولاب التخزين.
وأشارت الطالبات إلى أنهن تقدمن بشكاوى رسمية لوزارة تعليم الانقلاب من تسرب المياه داخل دورات المياه ولم تكن هناك أي محاولة لحل هذه المشكلة .
في المقابل كشف مصدر بتعليم الانقلاب عن زيارة وفد من الوزارة بقيادة الدكتور محمد فاروق مدير وحدة «ستيم»، إلى سوهاج للاستماع إلى شكاوى الطالبات .
وقال المصدر إن "الوفد تعهد بحل المشكلات التي تعوق العملية التعليمية واستقرار الطالبات وأكد أنه سيبدأ في توجيه معلمين لسد العجز بالمدرسة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث حتى الآن .
غياب الخدمات في الأقصر
نفس الأزمات والمشكلات يعاني منها طلاب مدرسة ستيم بالأقصر، ومنها سوء الإقامة، ونقص المعلمين.
وأكد طلاب مدرسة ستيم بالأقصر، أن المدرسة، تفتقد أبسط الخدمات الأساسية، فضلا عن رداءة الحمامات، والأبواب المكسورة، معربين عن أسفهم لوجود قمامة بشكل فج بمحيط المدرسة .
وأشاروا إلى أن المدرسة تعاني من عجز كبير في أعداد المعلمين بالإضافة إلى عدم وجود إدارة.
احتجاج في المنيا
في محافظة المنيا احتج عشرات الطلاب، بمدرسة ستيم المنيا، وافترشوا الملعب، بسبب عدم وجود مدرسين وسوء مبنى الإقامة والخدمات، وانعدام الإنترنت، الذي يمثل ضرورة كبيرة للطلاب في دراستهم.
وقال الطلاب إن "المشكلات هنا قد تؤثر كثيرا في ظل الاغتراب، والبعد عن الأهل، وهي أبرز شكاوى الطالبات الجدد، حيث يوجد عائق في السفر، خاصة أن أيام الإجازة الخميس والجمعة والسبت، لا تسعف الطالب في السفر والعودة، حيث الأساس في قاعدة الاغتراب هو التنوع الثقافي، لتأسيس طالب ذي عقلية مختلفة، وكل هذه المحاور تتطلب حلولا عاجلة لمصلحة الطلاب.
ضم غير مدروس في قنا
يشار إلى أنه قبل عامين، شهدت إحدى المدارس الجديدة نفس الأزمة، حيث دخلت «STEM» قنا والتي تقع بمدينة قنا الجديدة،الخدمة منذ عامين، وتعد المدرسة رقم ١٤.
بدأ التشغيل الفعلي للمدرسة داخل محافظة قنا العام الدراسي ٢٠٢٠/٢٠١٩، رغم أن المبنى المدرسي لم يكن مكتملا وتم إلحاق الطلاب بمدرسة العبور، في التيرم الأول والأقصر في التيرم الثاني.
كما أن المبنى الخاص بإقامة البنات، في قنا غير مكتمل، وعدد الطلاب الملتحقين بمدرسة ستيم قنا»13 طالبا وطالبة، وتم ضمهم في العام الماضي إلى الأقصر، وتجدد الوضع هذا العام حيث تم ضمهم مع مدارس أخرى لم تكن جاهزة بالقدر الكافي.