قالت منظمة حقوقية صهيونية إنها "وثقت 451 حادث عنف ارتكبها مستوطنون ضد الفلسطينيين منذ مطلع 2020 مع عدم تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلية، لوقف الهجمات في معظم الحالات، بحسب موقع الجزيرة الإنجليزية".
وقالت منظمة "بتسيلم" في تقرير إن "66 في المائة من الحوادث التي هاجم فيها مستوطنون في الضفة الغربية المحتلة الفلسطينيين لم تذهب قوات الاحتلال إلى مسرح الحدث، وفي 170 من الحالات التي وصل فيها الجيش بالفعل، اختار الجنود إما عدم التدخل لحماية الفلسطينيين أو انضموا فعليا إلى الهجوم، وفي 13 حالة فقط، اتخذت قوات الاحتلال إجراءات لمنع عنف المستوطنين، وفقا لبتسيلم.
وأضافت المنظمة الحقوقية في تقريرها "أن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين هي إستراتيجية يستخدمها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، الذي يسعى إلى دفع عملية الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية واستكمالها، وعندما يحدث العنف بإذن ومساعدة من السلطات الإسرائيلية وتحت رعايتها، يكون العنف من جانب الدولة فالمستوطنون لا يتحدون الدولة؛ بل إنهم يفعلون ما يحلو لهم".
وترفض إسرائيل، التي تحتل الضفة الغربية منذ عام 1967، المزاعم بأن معاملتها للفلسطينيين تعادل الفصل العنصري.
ولم يصدر أي تعليق فوري من قوات الاحتلال الإسرائيلية على النتائج التي توصلت إليها منظمة بتسيلم.
وقد شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعا حادا في أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك ضد المزارعين الذين يحصدون أشجار الزيتون.
ففي حديث أدلى به غسان دغلس، الذي يرصد العنف الذي يمارسه المستوطنون في شمال الضفة الغربية، لقناة الجزيرة في الشهر الماضي، وصف العنف بأنه "مخطط وليس عفويا".
ففي الأسبوع الماضي، قامت مجموعة من المستوطنين بتخريب العديد من السيارات في بلدة بالقرب من رام الله، وفي سبتمبر، هاجم عشرات المستوطنين قرية بدوية في جنوب الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة العديد بجروح، ومن بينهم طفل فلسطيني.
وقال درور سادوت، المتحدث باسم منظمة بتسيلم إن "المنظمة لم تتصل بقوات الأمن للتعليق على التقرير ، لأننا فهمنا أنهم لا يفعلون شيئا بشأن اتهاماتنا".
وسلط الفريق الضوء على خمسة أمثلة في أجزاء مختلفة من الضفة الغربية شهدت استيلاء المستوطنين العنيفين على أكثر من ألفين و800 هكتار 6919 فدانا من الأراضي.
واستشهد التقرير بحالة مزرعة ماون، التي أُقيمت بصورة غير قانونية في جنوب الضفة الغربية، ولكنها تسيطر الآن مع مركز فرعي على حوالي 264 هكتارا أي 652 فدانا، بما في ذلك الطرق والمراعي التي يستخدمها المقيمون الفلسطينيون في المنطقة.
وقال الراعي جمعة ربيعي، 48 عاما، من مجتمع التواني الفلسطيني لـبتسيلم إن "اعتداءات المستوطنين تدفعه للهروب من الزراعة التي كانت تعيل عائلته، مضيفا أن المستوطنين هاجموه بشدة عام 2018 فلقد كسروا ساقي، واضطررت لقضاء أسبوعين في المستشفى ومواصلة العلاج في المنزل".
وتابع "كان علي أن أبيع معظم خرافنا لتغطية كلفة المعالجة".
وقال المزارع زهدي حسن للجزيرة إنه "كان يواجه مشكلة هذا الموسم، بسبب هجمات المستوطنين، وقيود الحركة وقلة الأمطار".
وأضاف المزارع البالغ من العمر 57 سنة "عادة، أنتج نحو 20 حاوية بلاستيكية كبيرة من زيت الزيتون، ولكن هذه السنة سأنتج فقط حوالي ست إلى سبع حاويات، أعتقد أن حصاد العام القادم سيكون أيضا سيئا ، بسبب المستوطنين ودمار أشجارنا المستمر".
يذكر أن مئات الآلاف من الإسرائيليين توجهوا إلى مستوطنات في الضفة الغربية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
كما أن بعض البؤر الاستيطانية، بما في ذلك مزرعة ماون، غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي، ولكن الحكومة كانت بطيئة أو غير راغبة في إجلائهم.
https://www.aljazeera.com/news/2021/11/14/450-settler-attacks-on-palestinians-in-two-years-israeli-ngo