ارتقاء الأقلام الحرة.. رحيل “أبو داوود” و”بحيري” بعد رحلة طويلة من الصحافة والمعاناة

- ‎فيلن ننسى

خمسة أيام فصلت بين نعي الصحفيين زميليهما؛ السيد أبو داوود وصبحي بحيري، واللذين توفيا عقب معاناة مع كورونا بعد أن ترافقا سويا في رحلة العمل الصحفي لعقود، في عدة مواقع أبرزها صحيفة الشعب الصوت الأبرز في العقد الثاني من حكم مبارك والتي أنهى المخلوع دورها في سنة 2000.
ونعى ناشطون وصحفيون مصريون زميلهم الصحفي النابه السيد أبو داوود، والذي تُوفي صباح الاثنين 15 نوفمبر 2021، متأثرا بإصابته بكورونا التي أعلن عنها مطلع نوفمبر 2021، ليدفن بمقر مولده بسبرباي بطنطا.
كما نعوا من قبل صبحي بحيري في 10 نوفمبر صاحب القلم الحر والصحفي الذي عاندته الإمارات بعدما اتخذ موقفا مناهضا للانقلاب، ليكون رمزا مقربا من أصحاب الرأي الحر والذي صدع به طوال حياته.


الصحفي الخلوق السيد أبو داوود
وسبق لـ"داوود" أن عمل صحفيا في عدة دوريات أبرزها مجلة لواء الإسلام في وسط الثمانينات إلى التسعينيات، وصحيفة الشعب لسان حال حزب العمل، وكاتب مقالات بموقع "الأمة".

وقال الصحفي أحمد جعفر: "إنا لله وإنا إليه راجعون ، انتقل صباح اليوم الزميل المحترم المؤدب الهادئ السيد أبوداود ، تزاملنا معا عدة سنوات وفرقتنا الغربة من أجل العمل ، ولكن بقي الود والوصال منذ عودتي إلى وقت قريب قبل أن تخطفه كورونا وتوجعنا كما أوجعتنا قبل أيام في وفاة زميلنا صبحي بحيري ، فاللهم صبّر أهله وذويه وأخص بالذكر زميلتنا السيدة حرمه د. ليلى بيومي ويصبرنا جميعا على فراقه وفراق من أحببناهم وجمعتنا بهم رسالة واحدة ومنصة واحدة وفكرة واحدة، الوجائع تزداد يوما بعد يوم وليس لها من دون الله كاشفة ، فاللهم ارفع عنا الوباء والبلاء يارب ، اللهم ارحمه رحمة واسعة وأكرم يارب نزله بعفوك وكرمك يا أكرم الأكرمين يارب".


وأضاف الصحفي عامر شماخ صورا جمعته شابا بالراحل أبو داوود لدى عملهما بمجلة "لواء الإسلام" وقال  "رحمك الله يا (سيد أبو داود) صورتان وجدتهما في أرشيفي، عمرهما واحد وثلاثون عاما  صيف عام ١٩٩٠ في مجلة لواء الإسلام التي تزاملنا بها، وقد جددا المواجع، وأكدا قصر الدنيا، وأننا في يوم قريب سنكون جزءا من الماضي، نسأل الله السلامة".

 

صبحي بحيري.. الباسم الجريء
وأقام صحفيو الشعب قبل أيام تجمعا صحفيا، لتأبين صبحي بحيري الذي شيّعه أهالي قريته "شرانيس" مركز قويسنا محافظة المنوفية عن 66 عاما، وقال الصحفي جمال عبدالرحيم، عضو مجلس نقابة الصحفيين السابق "رحم الله الزميل العزيز صبحي بحيري الصحفي بجريدة الشعب وأسكنه فسيح جناته ولأسرته ولنا جميعا الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون".


وأضاف الصحفي بصحيفة الشعب حسين العدوي: "سقطت ورقة جديدة من شجرة جريدة الشعب؛ فقد انتقل إلى جوار ربه أخي الحبيب الخلوق المحترم المهذب السيد أبو داود، ما زلنا نضمد جراحنا لفراق صبحي بحيري حتى آلمنا فراق جديد، نسأل الله عز وجل في عليائه أن يغفر له ويرحمه ويُعافيه ويعفو عنه ويُوسع مدخله ويُكرم نُزله ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويُلحقنا به على الإيمان الكامل".
ناعيا في منشور سابق أن صبحي بحيري الخلوق المحترم صاحب المبادئ ".

أما الصحفي بأخبار اليوم حازم حسني  فقال: "لم أتعامل بشكل مباشر مع زميلنا الصحفي الأستاذ صبحي بحيري، لكن من خلال نقاشاتنا القليلة على فيس بوك كنت أشعر أنه صحفي صاحب موقف كحال أغلب الزملاء في جريدة الشعب ، رحم الله الأستاذ صبحي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأصدقاءه وزملاءه الصبر والسلوان".

وفي 5 نوفمبر الماضي كان آخر ما كتبه صبحي بحيري عبر حسابه: "أهلي وإخواني وأصدقائي، بارك الله فيكم أنا في ظروف صحية حرجة ولا أستطيع التواصل عبر الهاتف أو الفيس أوالماسنجر، لا تنسوني من دعائكم".

ويعرف عن "بحيري" موقفه المناهض للانقلاب، في كتاباته على منصته على "فيسبوك"، وارتباطه بكتيبة صحفيي الشعب الذين غادروا إلى الإمارات، وعمل فترة من حياته صحفيا بصحف الإمارات ومراسلا لأحد مكاتب الصحافة.