هل يستغل السيسي المخدرات لتغييب الشباب ومنع الثورات ضد العسكر

- ‎فيتقارير

يؤكد مراقبون أن عصابة العسكر في مصر لجأت إلى ترويج المخدرات بين الشعب المصري خاصة في قطاع الشباب الرافض لحكم العسكر والمطالب بعودة المسار الديمقراطي الذي دشنته ثورة 25 يناير 2011 وذلك بهدف تغييب الشباب وشغله بنفسه عن قضايا بلاده ومنعه من الاحتجاج والثورة، بسبب إدمان المخدرات التي تستوردها عصابة العسكر من الخارج ويتولى البلطجية التابعون لها ترويجها بين المصريين لتحقيق أرباح طائلة من ناحية وإبعاد الشباب عن السياسة وشغله بقضايا تافهة بل وقتله عن طريق الإدمان.

في هذا السياق يروج العسكر كل يوم أنواعا جديدة من المخدرات وبعضها أسعاره رخيصة لإغراء الشباب وجذب قطاعات جديدة وحبسه في معسكر الإدمان.

 

سوق سوداء

حول هذه الظاهرة قال الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي والإدمان إن "هناك ترويجا للعقاقير الاصطناعية وهي مركبات كيميائية يتم إنتاجها في المختبر، يمكن أن يتم إنتاجها تجاريا من قبل مصنعي الأدوية لأغراض طبية صالحة، لكن يتم تحويلها من القنوات القانونية أو إنتاجها بشكل غير قانوني في المختبرات السرية للأسواق غير المشروعة".

وأضاف مجدي في تصريحات صحفية ، يمكن أن تكون العقاقير الاصطناعية مسببة للإدمان وتشكل تهديدا خطيرا على صحة الأفراد.  وغالبا ما يقوم المصنّعون بتعديل طفيف في الهياكل الجزيئية للمواد غير القانونية أو الخاضعة للرقابة للتحايل على قوانين الأدوية الحالية أو التي تحمل علامة "ليس للاستهلاك البشري" لإخفاء الغرض المقصود منها .

وأكد أن الوصول السهل والأسعار المنخفضة والاعتقاد الخاطئ بأن العقاقير الاصطناعية "طبيعية" وغير ضارة ساهمت في إساءة استخدام العقاقير الاصطناعية، ومن العوامل الأخرى المساهمة قدرة العقاقير الاصطناعية على التحايل على اختبارات الأدوية القياسية التي لا يمكنها بسهولة اكتشاف العديد من المواد الكيميائية في  دواء.

وأوضح مجدي أن المشاكل المتعلقة بالأدوية المخدرة، هي زيادة أعداد متعاطي المخدرات الاصطناعية، والتي لها آثار ضارة وخيمة على الصحة ، ولها احتمالية عالية للإدمان وسوء الاستخدام ، ويمكن أن تكون مهددة للحياة. 

ولفت إلى أنه بالنسبة للقنب الصناعي ، تشمل التأثيرات الهياج الشديد والقلق والغثيان والقيء وعدم انتظام دقات القلب وارتفاع ضغط الدم والرعشة والنوبات والهلوسة وتوسع حدقة العين والأفكار أو الأفعال الانتحارية وغيرها من الأفكار الضارة.

وأضاف مجدى، بالنسبة للمنبهات الاصطناعية ، تشمل التأثيرات زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم  وألم الصدر ، والبارانويا الشديدة  والهلوسة  والأوهام  والسلوك العنيف ، مما يتسبب في إيذاء المستخدمين لأنفسهم أو بالآخرين.

وأكد أنه غالبا ما يتم بيع القنب الصناعي كبخور عشبي في المتاجر أو محلات التبغ أو المحلات التجارية ، وتشمل الأسماء التجارية الشائعة "Spice" و "K2" و Blaze "و" Red X Dawn "وما إلى ذلك و في مصر هناك سوق سوداء و يتم إطلاق عليه أسماء فودو أو الستروكس.

 

شابو وستروكس

وقال إن "مخدر الشابو غالبا ما يُطلق عليه أملاح الاستحمام، لأنها عادة ما تكون مسحوقا شبيها بالكريستال باللون الأبيض أو البني وهو من المخدرات القوية وإدمانه يؤثر على الجهاز العصبي بشكل مباشر، ومخدر شابو منشط من صنع الإنسان موجود منذ فترة طويلة ، يتكون من مادة السودوإيفيدرين الموجود في العديد من أدوية البرد.

وأشار مجدي إلى أن الاستروكس عبارة عن حشيش صناعي شائع في مصر يتكون من أعشاب قابلة للتدخين والمنتجات المزودة بنظائر القنب الاصطناعية (THC).  ستروكس المصري هو نسخة من التوابل التي تستخدم فيها Atropa Belladonna Datura أو Hyposymu أو المسمى العربي "الداتورة" موضحا أنه بالنسبة لعقار "إم دي إم إيه" ، تشمل التأثيرات ارتفاع الحرارة الشديد  والجفاف  وضعف التعلم على المدى الطويل  والغثيان  والقشعريرة  والتعرق  وصرير الفك اللاإرادي  وصرير الأسنان  وتشنج العضلات  وعدم وضوح الرؤية  وارتفاع ضغط الدم  وفشل القلب  وعدم انتظام ضربات القلب.

وأكد أن عقار إم دي إم إيه يُباع عادة في النوادي الليلية وفي حفلات الرقص ويكون عادة في شكل كبسولة أو قرص ولكن يمكن أيضا أن يكون مسحوقا بلوريا أو سائلا.  تشمل أسماء العلامات التجارية "إكستاسي" و "إكس تي سي" و "إي" و "إكس" و "بينز" و "آدامز" و "لوف دروغ" و "هوج دروغ" و "سكوبي سناكس" و "كرة الثلج" وما إلى ذلك.

وطالب مجدي، الأهل بضرورة مراقبة أبنائهم خاصة المراهقين، لأنهم المستهدفون من تعاطي المخدرات كما أنها سهلة الوصول إليها، ويجب تثقيفهم حول مدي خطورتها.

 

مخدرات خطيرة 

وقال الدكتور نبيل عبد المقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان بكلية طب القصر العينى، إن "مخدر الشابو والأستروكس من أخطر أنواع المخدرات في المجتمع الآن، لافتا إلى أن الشابو يعتبر من المنبهات ولذلك تم تصنيفه في جدول أول مخدرات".

وأكد عبدالمقصود في تصريحات صحفية أن تجار المخدرات يقومون بصنع مواد مخدرة رخيصة يتم تصنيعها «بلديا» لتناسب دخول المتعاطين، وهذه المواد يكون تأثيرها خطيرا جدا على من يستخدمها، وضرب مثلا لذلك بالأستروكس فهو عبارة عن خلطة يتم تصنيعها بيد التجار ويتم خلطها ببعض الأعشاب دون إدارك لمدى تفاعل الخلطة والمواد الكيميائية المصنعة منها.

وأشار إلى أن تأثير ما يسمى بالأستروكس خطير على الجهاز العصبي مما يجعل المدمن يفقد السيطرة على نفسه، والخطير أيضا أن المواد التي يتم تصنيع الأستروكس منها ليست مدرجة على جدول المخدرات.

وأضاف عبدالمقصود أن من يتعاطى الشابو يعرض نفسه لخطورة كبيرة، حيث إن إدمانه يتم بسرعة جدا، بل من الممكن أن يقوم الفرد بإدمانه بعد أول مرة من التعاطي، كما أنه من أخطر المواد المخدرة حيث إنه يزيد نسبة الكهرباء التي تخرج من المخ، مما قد يصيب المتعاطي بالتشنجات وارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل ضربات القلب، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بنزيف داخلي ومشاكل كبيرة في القلب قد تؤدي إلى توقف عضلة القلب.

 

جريمة الإسماعيلية

وأكدت الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، وجود حالة عنف عامة في المجتمع، زادت بشاعتها مؤخرا مع زيادة مشاهدة مناظر العنف عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، حتى شاهدنا حالات أخرى تختلف نهائيا عن أخلاقيات المجتمع المصري وتخالف القوانين الإنسانية، لافتة إلى أن جريمتي الإسماعيلية والإسكندرية دليل على خطورة المخدرات على المجتمع، حيث قام أحد الأبناء بقتل والديه في الحضرة بالإسكندرية لامتناعهم عن منحه أموالا لشراء عقار التامول المخدر.

وقالت د. هالة في تصريحات صحفية إن "مظاهر الجريمة أصبحت غريبة على المجتمع المصري، وهي تعبر عن حالة العنف الزائد وغير المتوقع الناتج عن الدراما ومشاهد العنف التي يراها المواطنون كل يوم وتركز وسائل الإعلام والسوشيال ميديا عليها، محذرة من أن الضغوط المجتمعية والنفسية وزيادة نسبة تعاطي المخدرات، قد تؤدي لوقوع تلك الجرائم بهذا العنف وتزيد من معدلات الجريمة، بالإضافة إلى وجود البلطجية والمسجلين خطر في الشارع، مما يؤدي لزيادة الجريمة".

وطالبت بتعديل بعض القوانين لتغليظ العقوبات على مثل هذه الجرائم التي تهز قانون البشرية مشددة على ضرورة تغيير البيئة النفسية لأفراد المجتمع بالإضافة لوجود رقابة على الدراما، ومعرفة المردود من عرض جميع المسلسلات والأفلام لمنع تأثيرها السلبي على أفراد الشعب المصري.