اتحاد الطلاب بالجامعات.. انتخابات شكلية وقوائم الأمن بدون منافس

- ‎فيتقارير

بدأت الأحد 28 نوفمبر 2021م الانتخابات الشكلية لاتحادات طلاب الجامعات، وسط سيطرة قوائم الأمن ممثلة في أسرة «طلاب من أجل مصر» على المشهد في ظل غياب أي قوائم منافسة، حتى الطلاب المستقلون عزفوا عن المشاركة في عملية مسرحية معلومة النتائج مسبقا. وكانت أسرة «طلاب من أجل مصر» هيمنت على الانتخابات الطلابية الشكلية السنة الماضية، بحصولها على نسبة 96.2% من مقاعد اللجان المختلفة المتاحة.

وخاض الانتخابات (الشكلية) هذا العام (2021 ــ 2022) 25 ألفًا و503 مرشحًا، من مختلف الجامعات بعد استبعاد 1290 من القائمة الأولية للمرشحين، لمخالفة أحد أو بعض شروط الترشح الثمانية ومنها: «أن يكون (الطالب) محمود السيرة، وحسن السمعة، وله نشاط طلابي موثق بالجامعة، وألا يكون منتميًا لأي كيان أو تنظيم أو جماعة إرهابية»، وإن كانت مصادر طلابية تؤكد أن استبعاد الطلاب المرشحين يحدث في بعض الأحيان دون إبداء أسباب. وفقا لموقع “مدى مصر”.

وأعلنت جامعة القاهرة، صباح الأحد، حسم انتخابات اتحادات عشر كليات من إجمالي 18 كلية بالتزكية، كما أعلنت جامعة حلوان حسم انتخابات 14 من أصل 21 كلية بالتزكية، وتذهب تقديرات قبل إعلان النتائج رسميا إلى هيمنة القوائم الأمنية في قائمة “طلاب من أجل مصر” على اتحادات هذه الكليات.

وبحسب الجدول الزمني، انطلقت جولة صباح الإثنين 29 نوفمبر، ثم انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم في 30 نوفمبر، وانتخابات رئيس الاتحاد ونائبه على مستوى الكليات في 1 ديسمبر، وفي 2 ديسمبر انتخابات أمناء اللجان، ومساعديهم، ورئيس الاتحاد، ونائبه على مستوى الجامعات.

وظهرت «الأسرة» للنور مع احتفالات جامعة القاهرة بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، في 2017 بدعوى أنها مبادرة طلابية تعمل من أجل خدمة الجامعات، ولأجل خدمة أهداف التنمية المستدامة، حسبما ورد في تصريحات سابقة لمؤسسها عميد كلية زراعة بجامعة القاهرة عمرو مصطفى في حوار مع صحيفة «الشروق».

وترتبط «من أجل مصر» ارتباطًا وثيقًا بأجهزة الدكتاتور عبدالفتاح السيسي الأمنية وبإدارات الجامعات، كما أن المنتمين لها مؤيدون لسياسات نظام الانقلاب العسكري وأجهزته الأمنية، وهو ما يقابله رعاية من مؤسسات الدولة.

وكانت هناك اتهامات من طلاب ينتمون إلى تيارات سياسية معارضة للنظام قد اتهموا وزارة التعليم العالي بتعزيز هيمنة أسرة “طلاب من أجل مصر” في ظل أنباء عن تعليمات من وزير التعليم العالي سنة 2019، بأنه لن يُتاح أي دعم أو تسهيلات مالية أو إدارية، سوى لطلاب من أجل مصر. وهو ما يتماشى مع ما سبق وقالته المنسقة السابقة لـ«طلاب من أجل مصر» في جامعة دمنهور: إن «الدولة أسست الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب، وإحنا كان هدفنا نكون الصورة المصغرة للأكاديمية جوه الجامعة، وعلى قد ما قدرنا كانت برامجنا بتراعي ده، ومعظمنا نحلم نكون بعد كده أحد أبناء البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، أو نتدّرب في الأكاديمية».

ومع تحريم ممارسة السياسية على الأحزاب والقوى السياسية، ينفرد النظام العسكري الذي اغتصب الحكم بانقلاب في يوليو 2013م، باحتكار المشهد السياسي والنشاطي داخل جميع الجامعات المصرية. ولا يتوقف الأمر عند الاحتكار بل يمتد إلى توظيف الأسر الطلابية التابعة للنظام والتي يشرف على إدارتها ضباط الأمن الوطني في الدعاية للنظام.

 

دعاية للنظام العسكري

ويدلل على ذلك تصريحات رئيس اتحاد “طب بيطري” بجامعة المنصورة عبدالرحمن شوقي الذي ينتمي إلى “طلاب من أجل مصر” الأمنية، حيث أوضح أن التعاون بين اتحاد الطلاب و«طلاب من أجل مصر» سيشمل مبادرات كتوعية الطلاب بدورهم تجاه المشاريع القومية الكبرى في البلاد، وكونهم قادرون على خدمتها في مجالاتهم المختلفة. وحول مدى هيمنة الأسر الأمنية على النشاط والاتحادات بالتزكية وبدون انتخابات يكشف أن عدد مقاعد اتحاد طلاب الجامعة حوالي 820 أو 850 مقعد وترشح خلال انتخابات هذا العام نحو 900 طالبا وطالبة فقط مع سيطرة طلاب الأمن على الغالبية الساحقة من المقاعد؛ وذلك لم تلجأ الأسرة للدعاية الانتخابات لأنهم ضمنوا الفوز بالتزكية من الأساس في ظل غياب أن منافسة انتخابية.

ويعترف كريم أبو كريمة، رئيس اتحاد طلاب كلية الزراعة بجامعة طنطا، والذي ينتمي إلى قائمة “طلاب من أجل مصر” الأمنية بعدم وجود أي منافسة في انتخابات اتحادات الطلاب. ويقول محمد عبد الظاهر، نائب رئيس اتحاد طلاب كلية الحقوق، جامعة سوهاج، ومقرر «طلاب من أجل مصر» بكليته، إن الهدف من الترشح هو مساعدة الطلاب من خلال تنظيم أنشطة مختلفة، فضلًا عن زيادة الوعي لهم بدورهم «كعمود فقري للبلد.. فسيادة الرئيس يعتمد على الشباب عامًة والطلاب خاصًة، وبيظهر ده في منتدى الشباب مثلًا (منتدى شباب العالم)». ويضيف عبد الظاهر: «بالطبع في طلاب مستقلين شاركوا، عشان نخلق روح منافسة، بس 90% من طلاب من أجل مصر همّا المرشحين، مفيش أسر تانية شاركت».

ووفقا لتقرير “مدى مصر” نقلا عن طالبين مسيسين ينتميان إلى حركة معارضة ــ تحفظا على ذكر اسميهميا والحركة التي يتمنون إليها ـ فإن الحال مثل العامين الماضيين، حيث خلت انتخابات العام الجاري من مشاركة الحركات الطلابية السياسية.

وبحسب الطالبين فإنه لم يعد هناك أي طالب في الجامعة  تابع لتلك الحركات يترشح لانتخابات اتحاد الطلاب. فيما اعتبر أحدهما أن سيطرة «من أجل مصر» طبيعية للغاية، لعدم السماح بوجود أي منافس لهم، و«كونهم يخدمون فكرة خلو النشاط الطلابي من أي عمل سياسي، أو أن يُصبح له توجهات سياسية متنوعة».