لم تكن العملية التي قام بها الشيخ الدكتور فادي أبو شخيدم 42 عاما من سكان القدس المحتلة يوم الأحد 21 نوفمبر 2021، وقُتل فيها اثنان من الصهاينة وجرح 4 جنود عملية عادية، لكنها رسالة للاحتلال بعد تزايد جرائمه في المدينة المقدسة ورسالة اختراق للاحتلال كما وصفها الناطق باسم حماس، محمد حمـــادة.
فقد قام الشيخ الشهيد بتسفير أسرتة خارج القدس كي لا تعتقلهم سلطة الاحتلال، قبل تنفيذه العملية بثلاثة أيام، لأنها عملية استشهادية، ثم تنكر في زي المستوطنين، وارتدي سترة واقية، وحمل رشاشا من نوع كارلو، المعروف أيضا باسم كارل جوستاف.
وهو سلاح رشاش أوروبي المنشأ، قُلد في مصر عام 1956، وأطلق عليه اسم "بور سعيد" قبل أن يطور الفلسطينيون منه نسختهم الخاصة التي استخدموها في مواجهة الاحتلال منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى حيث يجري تصنيعه محليا في ورش الحدادة أو الخراطة وبأدوات بسيطة، ثم اشتبك مع شرطة الاحتلال الإسرائيلي اشتباكا مسلحا وأطلق عليهم النار في منطقة باب السلسلة بالقدس القديمة التي يخرج منها المستوطنون بعد اقتحامهم المسجد الأقصى يوميا، فقتل في الحال جنديا إسرائيليا وجرح خمسة جنود أحدهم جراحه "ميئوس منها"، ما يعني قتله اثنين وجرح 4 قبل أن تنفذ رصاصاته الـ 25 ويُستشهد برصاصة في الرأس، ردا على انتهاك الأقصى.
لذا وصف خبراء عملية القدس المسلحة التي أثارت صراخ وهلع المستوطنين والاحتلال بأنها "تغيير جذري للقواعد الأمنية"، فالمنفذ قيادي في حماس تنكر بلباس الحريديم، أي المتدينين اليهود، ما وجه ضربة قاسية على وجه إسرائيل زلزلت أجهزتها الأمنية ونقلة نوعية للمقاومة.
لذلك وصف محمد حمادة المتحدث باسم حركة حماس عن مدينة القدس عملية القدس ومن قبلها عملية عمر أبو عصب بأنها "تؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بالمقاومة"، مؤكدا أن العمليات ستستمر ردا على انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه".
وقالت حركة حماس، في بيان يوم الأحد "لقد أمضى شهيدنا في القدس حياته بين دعوة وجهاد، وتشهد له أرجاء المدينة وجنبات المسجد الأقصى، وها هو يرتقي اليوم بعد معركة بطولية جندل فيها قوات الاحتلال، وأوقع فيهم قتلى وجرحى".
وأضافت الحركة إن "رسالة العملية البطولية، تحمل تحذيرا للاحتلال بوقف الاعتداءات على أرضنا ومقدساتنا، وأن حالة التغول التي تمارسها ضد المسجد الأقصى وسلوان والشيخ جراح وغيرها؛ ستدفع ثمنها".
واعتبرت الحركة أن خيار المقاومة الشاملة بأشكالها كافة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة؛ هو القادر على لجم الاحتلال ووقف عدوانه.
ودعت الحركة، الفلسطينيين، إلى استمرار الرباط في المسجد الأقصى، والتصدي لمحاولات الاحتلال المستمرة لاقتحام ساحاته.
وعلقت شرطة الاحتلال اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم من جهة باب المغاربة، علما أن الاشتباك المسلح حدث في الوقت الذي كان يقوم عشرات المستوطنين باقتحام الأقصى.
وعلى الفور، قامت شرطة الاحتلال بتوفير الحماية للمستوطنين المقتحمين وتخليصهم من ساحات الحرم بإخراجهم من باب المغاربة، علما أن مجموعات المستوطنين تقوم بمغادرة ساحات الحرم بعد الانتهاء من اقتحام الأقصى، من جهة باب السلسلة الذي شهد الاشتباك المسلح.
وأكدت تل أبيب مقتل إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين بجروح في هجوم مسلح، في البلدة القديمة بالقدس الشرقية، كما أعلنت السلطات الإسرائيلية أن الفلسطيني الذي نفذ الهجوم قد لقي حتفه.
وأوضحت أن منفذ العملية تنكر بزي لليهود الحريديم ولبس أيضا سترة واقية للرصاص، وكان يحمل سلاح "كارلو"، إلا أن عناصر شرطة الاحتلال تمكنوا من محاصرته وقتله بالرصاص في رأسه، وأجرت قوات الاحتلال عمليات تفتيش وبحث عن شخص يشتبه بأنه ساعد منفذ العملية.
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومر بار ليف إن "منفذ عملية إطلاق النار بالقدس من سكان مخيم شعفاط وينتمي إلى حركة حماس، وخطط لتنفيذ هذه العملية منذ فترة، إذ غادرت زوجته البلاد قبل 3 أيام".
وأفاد موقع "إنتلي تايمز" أن المنفذ أبو شخيدم سبق أن أدرجه جهاز الشاباك ضمن جماعة شباب المسجد التابعة لحماس في المسجد الأقصى.
وأظهرت مقاطع فيديو استنفار لعناصر شرطة الاحتلال عند باب السلسلة مع سماع دوي إطلاق نار، حيث لوحظ عناصر من شرطة الاحتلال يشهرون أسلحتهم ويخرجون من باب السلسلة، ويقومون بعملية مطاردة خلالها سمعت أصوات إطلاق نار.
وفي مقطع فيدو آخر، لوحظ أن عناصر شرطة الاحتلال والقوات الخاصة التي استُنفرت عند باب السلسلة قامت بعملية مطاردة لشاب فلسطيني، حيث تمت محاصرته من قبل عناصر الاحتلال وسمح دوي إطلاق نار.