المعلم المثالي نصر إبراهيم الغزلاني ضحية جديدة يلحق بقافلة شهداء السجون، ليكون رقم ٤٤ بين شهداء الإهمال الطبي خلال 2021، والذين قدرهم إحصاء حقوقي بأكثر من 1100 حالة منذ انقلاب السيسي على شرعية الرئيس والدستور والانتخابات في 2013.
الغزلاني ابن كرداسة محافظة الجيزة، توفي ظهر الخميس 9 ديسمبر الجاري، داخل مستشفى قصر العيني، حيث كان يُجري عملية دقيقة نتيجة تدهور حالته الصحية داخل محبسه.
ونصر الغزلاني، مدرس خبير درجة أولى ، يدرس اللغة العربية، وكان يعمل ناظر مدرسة كرداسة الثانوية بنين، وهو قامة تعليمية على مستوى على الإدارة التعليمية، معروف عند أجيال تخرجت على يديه، وتعرف فضله وعلمه وأدبه وإخلاصه.
والشهيد الغزلاني من مصابي ثورة يناير، حيث أُصيب في كتفه برصاصة إصابة قوية في 29 يناير 2011، وبحسب نجله إبراهيم "ما زالت موجودة إلى الآن عشان تفضل شاهده على الظلم ده، وبسببها مبيقدرش يحرك ذراعه اليمين، وبها تقرير طبي بأنه من مصابي الثورة، وكرّمته حكومة كمال الجنزوري الثانية في فترة حكم المجلس العسكري باعتباره من مصابي الثورة.
وفي 2012، كرّمه الدكتور الشهيد الرئيس محمد مرسي باعتباره المعلم المثالي على مستوى الجمهورية.
وشارك نصر إبراهيم الغزلاني جموع المصريين الذين نزلوا إلى ميدان مصطفى محمود في 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع مجزرة رابعة ونهضة مصر، فهاله مشهد الدماء، وعاد منها إلى كرداسة ليُصدم بمشهد دموي آخر، ورفع شعار (لا للدم) بحسب ابنه الذي قال"أبي يوم فض رابعة نزل الصبح ميدان مصطفى محمود زي أي إنسان، شاف الناس بتموت فنزل يقول لا للدم ، وهو نفس اليوم الذي حصلت فيها مذبحة كرداسة، وأبي بعد ما رجع قال حرام الأرواح دي في كل مكان، كان يوم شؤم في كل شيء".
مذبحة كرداسة
اعتقلت سلطات الانقلاب المعلم المثالي على مستوى مصر في 29 سبتمبر 2013، وإلى أن استشهد وهو على ذمة الحبس بسجن العقرب، ولم يسمحوا له بالخروج إلا بالخروج نهاية نوفمبر 2021، إلى مستشفى قصر العيني وهو في حالة تدهور صحي، سبق أن تعرض له عشرات آخرين من المعتقلين ولقوا ربهم، بسبب الإهمال الطبي بالعقرب وظروف الاعتقال المهينة والقاسية نفسيا وجسديا.
اعتقال الغزلاني جاء على ذمة أحداث كرداسة، التي هو بالأساس لم يكن موجودا فيها، وشهد شهود العيان ذلك ورفض قاضي الإعدامات شعبان الشامي الاستماع إلى شهود النفي، كما رفض ذلك مجددا محمد شيرين فهمي، وحُكم عليه هو و80 من أبناء كرداسة الشرفاء -بينهم أبناء عمومته من آل الغزلاني- وبينهم الحاجة سامية شنن بالسجن المؤبد، إضافة إلى إعدام نحو 20 من أبناء كرداسة بينهم الحاج عبدالرحيم جبريل.
وتساءل أهالي كرداسة عن إثبات الإدانة التي قررت بموجبه محكمة الانقلاب الحكم على العشرات بالإعدام والمؤبد، ليعيشوا 8 سنوات من التعذيب.
يقول إبراهيم الغزلاني "أبي أخذ مؤبدا، بس ربنا عارف أنه برئ، ومهما الظلم زاد أكيد في يوم هيزول".
تفاعلات أخيرة
في ١ ديسمبر، كشف إبراهيم الذي لم يسمع صوت والده قبل سنوات عن الضيق وحاجته لعفو ربه بعد نقل والده في حالة يُرثى لها إلى قصر العيني "عبدك في ضيق ، وعفوك واسع ياالله، اللهم اشفه شفاء عاجلا".
وأضاف في ٦ ديسمبر: "أبي في حالة حرجة جدا ، الدعاء ، اللهم اشفه شفاء لا يغادر سقما ، اللهم اجعل مرضه كأن لم يكن يارب بحكمتك يا أرحم الراحمين، أرجو منكم الدعاء يارب".
وظهر الخميس أعلن إبراهيم وفاة والده وارتقائه إلى رب العباد يشكو ظلم الظالمين، وكان آخر مراحله الحبس في #سجن_العقرب 1 بعد اعتقال دام 8 سنوات، وتعرض للإهمال الطبي وتدهورت حالته قبل نقله للمستشفى لإجراء جراحة بالمخ، دون إعلام أسرته، حتى وفاته اليوم".