إثيوبيا تجهز للبدء في توليد الكهرباء وخبراء: تؤثر على حصة مياه مصر

- ‎فيأخبار

أظهرت صور أقمار صناعية تجهيزات إثيوبيا للبدء في توليد الكهرباء من التوربينات المنخفضة لسد النهضة.

وتظهر الصور استكمال تمديد أسلاك خطوط الكهرباء بين أبراج محطة توليد الكهرباء بالسد والأبراج المجاورة، تمهيدا لبدء تشغيل التوربينات وبدء عملية التوليد .

وفي وقت سابق صرح وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيلشي باكلي، بأن توليد الكهرباء باستخدام توربينات سد النهضة سيكون في الأشهر الأولى من العام الإثيوبي الجديد الذي بدأ في 13 سبتمبر الماضي.

وفي السياق قال وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية عاصم الجزار إن "العمل في سد جوليوس ميريري، الذي تنفذه الشركات المصرية في تنزانيا يشهد تطورا كبيرا".

وأضاف أن المشروع له تأثير اقتصادي كبير على المنطقة المحيطة، بجانب تدريب العمال التنزانيين على استخدام المعدات الحديثة التي يرونها للمرة الأولى، ويهدف مشروع السد إلى توليد الطاقة الكهرومائية، حيث تبلغ سعته التخزينية حوالي 34 مليار متر مكعب، وتنفذ المشروع شركتا المقاولون العرب والسويدي المصرية، وتبلغ تكلفته حوالي 2.9 مليار دولار.

وقال الدكتور عبدالتواب بركات، الخبير في شؤون الزراعة والري، إن "إعلان إثيوبيا أي تقدم في بناء سد النهضة وتوليد الكهرباء منه، يشعر المصريين بالإحباط، لأنه يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري".

وأضاف بركات في مداخلة هاتفية لتليفزيون وطن أن انفراد إثيوبيا بالسيطرة على مياه النيل يقلق كل المصريين ويشعرهم بالخطر، في ظل تفريط النظام في حقوق الشعب ومقدراته، مضيفا أن تأخر سلطات الانقلاب في الإعلان عن تلك التطورات يعد تفريطا وتقصيرا في حماية حقوق مصر المائية والتزامات النظام الدستورية أمام الشعب، في الحفاظ على مياه النيل ضد كل التحديات الداخلية والخارجية.

وأوضح بركات أن الانقلاب يعطي غطاء شرعيا وقانونيا بتوقيع اتفاقية المبادئ في 2015 حتى تتمكن من فرض الأمر الواقع، ويصبح سد النهضة ورقة تهديد لكل مناحي الحياة في مصر.

بدوره قال الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود بماليزيا، إن "الصور التي نشرتها قناة الجزيرة تظهر أن إثيوبيا أصبحت قادرة على توليد الكهرباء بدرجة كبيرة من التوربينات المنخفضة، مضيفا أن إثيوبيا تأخرت كثيرا في توليد الكهرباء، وكان ينبغي إتمام هذه العملية منذ الملأ الأول عام 2020م.

وأضاف حافظ في مداخلة هاتفية لتليفزيون وطن أن الصور أظهرت بعض ملامح الشبكة التي يمكنها خدمة المنطقة القريبة من سد النهضة وربما توصيل الكهرباء للسودان، مضيفا أن المياه خلف سد النهضة عند منسوب 575 م، وحتى يتم تشغيل التوربينات بكفاءة عالية يجب أن تكون المياه عند منسوب 572 متر أي أن إثيوبيا لديها 3 أمتار زائدة، وحتى لو بدأت التجفيف ستخفض المنسوب إلى 572 وستستمر في توليد الكهرباء بشكل عادي.

وأوضح حافظ أن إثيوبيا يمكنها توليد 750 ميجاوات بحد أقصى من التوربينات المنخفضة وهذا أمر جيد، مضيفا أن إثيوبيا تعاقدت مع سد النهضة على ألف ميجاوات ويجري الآن بناء شبكة كهرباء بين إثيوبيا والسودان من المتوقع اكتمالها منتصف العام المقبل مع اكتمال الملء الثالث وتكون إثيوبيا قادرة على توليد ألف ميجاوات.

وأشار حافظ إلى أن توليد إثيوبيا للكهرباء من التوربينات المنخفضة لن يزيد حصة المياه القادمة لمصر، ما لم يتم فتح المخارج السفلية، لأن التوربينات المنخفضة غير كافية لتوريد التدفقات اللازمة لمصر والسودان، مضيفا أن إثيوبيا قد تضطر لفتح المخارج السفلية إذا زادت التدفقات القادمة من النيل الأزرق أثناء بناء الممر الأوسط ، المقرر البدء فيه في شهر فبراير المقبل.