استشهاد الشيخ طلعت الخولي نتيجة الإهمال الطبي بمحبسه في سجن المنيا

- ‎فيحريات

استُشهد المعتقل طلعت عبدالحكيم الخولي داخل محبسه بسجن المنيا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، الذي تعرض له في ظل ظروف الاحتجاز التي تفتقر لأدنى معايير سلامة وصحة الإنسان.

والشيخ الشهيد من أبناء قرية دلجا مركزدير مواس محافظة المنيا ، من حُفاظ القرآن الكريم ومعتقل منذ أغسطس 2013 ، تعرض لسلسلة من الانتهاكات التي تتنافى ومعايير حقوق الإنسان، حتى تُوفي بالإهمال الطبي المتعمد .

وبوفاة “الخولي” الضحية الثالثة في شهر ديسمبر الجاري، يبلغ عدد الشهداء في السجون منذ بدء العام الحالي 46 شهيدا، أكثرهم قضوا جراء تعرضهم للإهمال الطبي المتزامن مع ظروف اعتقال سيئة، ما رفع العدد الإجمالي للضحايا منذ يوليو 2013 إلى 1106  ضحية بحسب منظمات حقوقية.

وسبقه بتاريخ 10 ديسمبر الجاري المعتقل "ناجي صبح السيد شراب" من قرية عرب أبو ذكري التابعة لمركز قويسنا بالمنوفية بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز المأساوية داخل محبسه بسجن شبين الكوم، الذي يفتقر لأدنى معايير السلامة وصحة الإنسان، حيث نقل إلى مستشفى السجن بعدما تدهورت حالته الصحية بشكل بالغ، لترتقي روحه وهي تشكو إلى الله ظلم القائمين على السجن .

أيضا بتاريخ 9 ديسمبر الجاري وثقت عدد من المنظمات الحقوقية استشهاد المعتقل نصر إبراهيم الغزلاني ، بعد تدهور حالته الصحية، نتيجة الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز المأساوية داخل محبسه بسجن العقرب شديد الحراسة.

وذكرت أنه من أبناء كرداسة في الجيزة، ومعتقل منذ 8 سنوات، وكان قد حصل على لقب المعلم المثالي على مستوى الجمهورية عام 2012.

وبتاريخ 26 نوفمبر الماضي استُشهد  المعتقل الدكتور حمدي حسن النائب البرلماني السابق عن محافظة الإسكندرية داخل محبسه بسجن العقرب شديد الحراسة، نتيجة أوضاع الحبس السيئة.

وأكدت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" أن السجون تُدار بعيدا عن سلطة القانون و أبسط الأعراف الإنسانية، وأن وفاة الدكتور حمدي حسن تمت كنتيجة طبيعية وتراكمية للظروف السيئة والأوضاع القاسية التي يعيشها معتقلو سجن العقرب شديد الحراسة، وبأوامر سيادية.

كما أكدت أن ما جرى مع الدكتور حمدي حسن حدث مع عشرات المعتقلين السياسيين المعتقلين في سجن العقرب، والممنوع عنهم الزيارة منذ سنوات طويلة دون أسباب قانونية.

وأشارت إلى أن ما يحدث بالسجون عموما وسجن العقرب على وجه الخصوص جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد بأوامر سيادية، وأن وفاة الدكتور حمدي حسن هي نموذج فاضح لما يعانيه مئات المعتقلين، والذي يحتمل أن يواجهوا نفس المصير، والمتمثل في "القتل بالأوامر السيادية".

ودقت الشبكة ناقوس الخطر للالتفات إلى الحالة المأساوية للمعتقلين، أملا في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ودعت الجميع إلى الالتزام بمواد الدستور والقانون.

ويعاني معتقلو الرأي من الإهمال الطبي في مقار الاحتجاز التي تفتقر إلى المعايير الفنية الدولية لمقار الاحتجاز الصالحة للبشر، وفق بيان للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، والتي لفتت إلى تكدس كبير داخل الزنازين التي يعاني المحتجزون فيها من سوء التغذية، وقلة النظافة وانتشار الحشرات والتلوث، مع انعدام التهوية والإضاءة.

وأكدت  "المنظمة العربية لحقوق الإنسان" مؤخرا تواصل سقوط الضحايا بين معتقلي الرأي في السجون؛ بسبب ظروف الاحتجاز السيئة التي يكتنفها إهمال طبي متعمد، ووضع كثير من المعتقلين في زنازين انفرادية، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان التي يقف المجتمع الدولي صامتا أمامها.

 وطالبت المنظمة الأمين العام للأمم المتحدة والجهات الأممية ذات الصلة، بممارسة ضغط حقيقي على نظام الانقلاب، لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من المعتقلين من الموت البطيء، في ظل عمليات التعذيب النفسي والبدني الممنهجة التي يتعرضون لها دون توقف، والعمل بشكل فعال للإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين في مصر.

كما أكد "مرصد أماكن الاحتجاز" الصادر عن الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، تردي حالة المحتجزين داخل 35 سجنا بأنحاء الجمهورية في ظل ظروف شديدة القسوة، والتعنت المتعمد من قِبَل إدارات السجون وإصرار داخلية الانقلاب على إظهار صورة مُغايرة للواقع تُصدّرها للرأي العام من خلال الزيارات المُعدّ لها مسبقا.

وطالبت الجبهة وزارة داخلية الانقلاب "بضرورة إجراء عملية إصلاح شاملة لقطاع السجون، بهدف تحسين ظروف الاحتجاز بها وضمان حصول المحتجزين فيها على حقوقهم المكفولة في القانون والدستور، وأكدت أن الاستمرار في تنظيم زيارات، مُعد لها مسبقا، إلى السجون لا يحل أي مشكلة؛ بل يعكس حالة من التزييف السطحي يعلم الجميع حقيقتها، ودعت الجبهة وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب إلى الاهتمام بحقوق المواطنين، بدلا من الاهتمام بتحسين صورتها أو الرد الدفاعي على الانتقادات الدولية".

وأرجع المرصد، التردي الشديد في أوضاع 35 سجنا غطاها المرصد، على مدار عام كامل منذ مايو 2020 إلى مايو 2021، إلى عدة أسباب؛ أبرزها سياسة التعنت المتبعة بحق المحتجزين من قبل إدارات تلك السجون والتي تضيف الكثير من المعاناة على حياة المحتجزين اليومية ، لضمان خضوعهم بشكل كامل".