الانقلاب مستمر بانتهاك حقوقهم.. معاناة مستمرة لمعتقلي العقرب وجمصة ووداي النطرون

- ‎فيحريات

 واصلت وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب وإدارة السجون الضغط على معتقلي السجون العُزّل مرة تلو الأخرى، في محاولة متكررة لزحزحتهم عن موقفهم الرافض للسيسي وعصابته.

وخلال الأيام الماضية تصاعدت حدة الانتهاكات في سجون وادي النطرون والوادي الجديد وجمصة بعدما توارت بعض السجون الأخرى عن زاوية المتابعة الخبرية، وليس لتخفيف الانقلاب الضغط الانتقامي عليهم.

وتأتي هذه الهجمة المسعورة رغم إعلان داخلية الانقلاب في 6 ديسمبر الجاري، من خلال تصريح "الوزير" قرارا بإنشاء 6 سجون جديدة في وادي النطرون ليصل بذلك عدد السجون إلى حوالي 84 سجنا، نصفها تقريبا تم بناؤه في عهد السيسي بمعدل 5 سجون في العام.

 

سجن وادي النطرون

وقال ناشطون ومنصات حقوقية على مواقع التواصل الاجتماعي إن "الانتهاكات استمرت بحق المعتقلين، وذلك من خلال منعهم من التريض، وتقليص مدة الزيارة لـ 10 دقائق، وعدم إدخال الزيارات وتقليص التعيين اليومي، ومنع المرضي من المستشفيات، والتفتيش اليومي وتدمير المتعلقات الشخصية، والتغريب الداخلي والخارجي لعدد منهم".
وقالت مواقع المراكز الحقوقية إن "التعليمات والواقع الآن في السجن بظل أجواء الشتاء القاسية، إلى إغلاق الكانتين، ومضايقة الأهالي والمعتقلين في الزيارات".
وتستمر الانتهاكات في سجن وادي النطرون 440 ، بإشراف رئيس المباحث محمد عبدالمطلب، وتتعمد إدارة السجن معاملة الأهالي بإهانة وسب ومنع دخول الدواء وإفساد الطعام قبل إدخاله مع وضعهم في زحام شديد وانتظار ساعات طويلة.

وقبل أسابيع توفي في سجن وادي النطرون المعتقل حسن السمان، 56 عاما، داخل السجن نتيجة الإهمال الطبي، حيث كان يعاني من مشاكل في القلب وتم رفض طلبه بعرضه على طبيب متخصص وإدخال بعض الأدوية، السمان كان مدرسا من محافظة السويس، وهو معتقل منذ 2013، وكان الضحية 42 في السجون منذ بداية العام2021، وبين أكثر من 1100 شهيد بالإهمال الطبي منذ يوليو 2013.
كما شهد سجن وادي النطرون، وفاة  المعتقل محمد فتحي شعيب، بمستشفى شبين الكوم بعد نقله إليها من سجن وادي النطرون 440 بعد تدهور حالته الصحية،  وذلك خلال أكتوبر 2021.
 


 

الوادي الجديد
وتتوسع إدارة سجن الوادي الجديد في إيداع المعتقلين السياسيين زنازين التأديب كعقاب من أشد أنواع التعذيب البدني والنفسي الذي يمارس بحق المعتقلين، فيستخدمون التلويح بإيداع السجناء زنازين التأديب كأداة ضغط وتهديد للمعتقلين السياسيين.
وفي 14 مارس 2021، تتصاعد الانتهاكات بحق المعتقلين بسجن الوادي الجديد إذ تتعمد إدارة السجن قطع مياه الشرب عنهم لأوقات طويلة، وحملات التجريد المستمرة والانتهاكات المختلفة، ما دفع معتقلي عنبر 8 إلى الإضراب عن الطعام احتجاجا.
وكشف المعتقلون في أكتوبر الماضي أن عنبر 8 الخاص بالسياسيين يعلنون الدخول في إضراب مفتوح نتيجة المعاملة السيئة من ضابط السجن الجديد الذي يمنع عنهم مياه الشرب لأوقات طويلة، و يجردهم من متعلقاتهم الشخصية، ويتعامل معهم معاملة قاسية مخالفة لقانون مصلحة السجون ومواثيق حقوق الإنسان.
وفي 19 أبريل الماضي، شهد السجن وفاة الضحية 15 خلال العام 2021، وهو المعتقل موسى محمود، نتيجة للإهمال الطبي وحرمانه من العلاج.
وأيدت مؤسسة "DAWN Egypt" أن الإهمال الطبي المتعمد هومن قتل "موسى محمود" 33 عاما داخل محبسه في سجن الوادي الجديد.


سجن جمصة
وقبل أيام، رصد أهالي المعتقلين، ترحيل إدارة سجن جمصة نحو 100 معتقل إلى عدة سجون منها سجن برج العرب وسجن الوادي الجديد وسجون أخرى.
واستبقت ادارة السجن التغريب؛ بحملة تجريد واسعة واعتداءات على المعتقلين السياسيين قام بها ضباط مباحث السجن، ما اعتبرته منظمات ومنصات حقوقية؛ انتهاكات صارخة، ومنها حملة ممنهجة لتجويع المعتقلين والقتل البطيء، منذ بداية الأسبوع الجاري وحتى الآن.
ومنعت إدارة السجن من أكتوبر الماضي، دخول أنواع كثيرة من الأطعمة ولا تسمح بدخول العلاج، كما قلصت الزيارة إلى دقائق معدودة، ومن خلال السلك -لا يسمح بالرؤية ولا نقل الصوت جيدا- فضلا عن المعاناة مع اقتحام الزنازين للتفتيش والتجريد من المستلزمات الشخصية.
وفي 16 نوفمبر الماضي، تواصلت الانتهاكات داخل سجن جمصة شديد الحراسة؛ حيث وضعت إدارة السجن نحو 50 معتقلا في زنزانة واحدة في الجزء المخصص للعزل في السجن، مع تعمد إدارة السجن إهانة المعتقلين وإيذائهم نفسيا بشكل مستمر.
وفي 10 نوفمبر الماضي، شهد السجن وفاة المحامي المعتقل محمد سالم سلمي، من قرية المحسمة القديمة بمحافظة الإسماعيلية، نتيجة الإهمال الطبي في محبسه، إثر مرضه بالتليف الكبدي.

سجن العقرب
وخلال الأسبوع الأول من ديسمبر أُصيب د.أسامة ياسين ود.محمد البلتاجي بكورونا إلى جوار أعداد تصل بحسب المنصات الحقوقية إلى 40 معتقلا داخل العقرب، ومن أقرب الانتهاكات ما تناولته الصحف الخميس 16 ديسمبر 2021، من انتهاكات بحق الصحفي أحمد سبيع –الذي يعاني  صحيا من عدة أمراض- الممنوع من الزيارة والتريض ومن رؤية المحامي الخاص به وحتي ممنوع من حضور جلسات تجديد حبسه منذ اعتقاله بتاريخ 28 فبراير 2020، بحسب رسالة من زوجته السيدة إيمان محروس.
وقالت رابطة أسر معتقلي سجن العقرب إن "معتقلي سجن العقرب "992 شديد الحراسة، ينتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 12 مادة على الأقل، والمعتقلون بالعقرب لا يُمنحون أية حقوق مما نصت عليه وثيقة المبادئ".
وأضافت "الرابطة" أنه في العقرب لا يتمتع المعتقلون بحماية القانون ويمارس بحقهم التمييز، ويتم احتجازهم بشكل تعسفي، بدون رعاية أو حق في الزيارة، ويُدان المعتقلون على أفعال لم تكن جرما وقت قيامهم بها، ويتم انقطاع التواصل التام بين المعتقل وأسرته، ولا توجد محاكمات مستقلة أو محايدة أو علنية، ولا يمكنهم إبداء آرائهم، ولا يمكنهم التماس الأنباء والأخبار.
وقالت الرابطة "في العقرب، يوجد تعذيب، في العقرب، لا أمان على الحياة، في العقرب، لا شخصية قانونية للمعتقلين، في العقرب، حبس انفرادي، لا شمس  ولا تهوية، في العقرب، لا توجد ضمانات للدفاع عن المعتقلين، في العقرب، لا يمكنهم اللجوء لأي محكمة لإنصافهم".

وخلال الأيام الماضية لحق المدرس المعتقل نصر الغزلاني، من أبناء كرداسة-الجيزة، والمعتقل في سجن العقرب منذ 8 سنين على التوالي، بركب شهداء الإهمال الطبي مع النائب البرلماني السابق د.حمدي حسن بعد اعتقال دام 8 سنوات في سجن العقرب، بعد إهمال طبي شديد أدى لتدهور حالتهما الصحية.
 

الزقازيق العمومي
وقبل أسابيع، تصاعدت الانتهاكات بسجن الزقازيق العمومي وتمثلت في؛ تعمد إهانة كبار السن وإذلالهم بما لديهم من أمراض، وإجبار كافة المعتقلين على الوقوف والنظر إلى الحائط خلال مرور المخبرين.
واشتكى أهالي سجناء "الزقازيق العمومي" مما يتعرض له ذووهم داخل السجن من تعذيب ممنهج وانتهاكات تحت إشراف مباحث السجن والضابط أسامة العطار وشريف نخنوخ وقوة السجن.
وتشمل الانتهاكات جميع المعتقلين السياسيين داخل السجن وتعددت أشكالها من الضرب المبرح، مرورا بالتجريدات التي تصادر الملابس والمتعلقات الشخصية، ومنع دخول الدواء مما يعرض حياة الكثير للخطر، والتكدس الشديد، ووصولا للبيئة غير الآدمية التي تسهل نشر الأمراض.
كما تسلم الأقسام من الاضطهاد، فقد شملت شكاوى أسر المعتقلين  خلال الربع الأخير من 2021، من انتهاكات عدة داخل مركز شرطة ههيا بالشرقية، حيث تكدس المعتقلين السياسيين داخل عنابر الاحتجاز مع قيام ضباط قسم الشرطة، إسلام نجيدة، ومحمد عاطف، وأحمد فتح؛ بالاعتداء الجسدي على من يتذمر من تكدس الزنازين.
 

ليمان المنيا
وتوفي الخميس 16 ديسمبر المعتقل الشيخ طلعت الخولي المعتقل منذ أغسطس 2013، نتيجة الإهمال الطبي ومرضه داخل سجن ليمان المنيا شديد الحراسة، ليكون الضحية 47 في قافلة شهداء الإهمال الطبي، وشهد الليمان شكاوى من الاعتداء البدني الوحشي على قرابة 20 سياسيا مسجونين في ليمان المنيا وذلك بعد نقلهم إلى التشريفة.
وكان من نتيجة الاعتداء تدهور حالة المعتقل؛ نادر مصطفى الجمل، من محافظة الشرقية، وذلك بسبب ما تعرض له من ضرب في السجن.
واستمرارا للاعتداءات على السجناء من قبل إدارة سجن المنيا، اعتدت إدارة السجن على المعتقلين المنقولين من سجن استقبال طرة بعد أن أعلنوا إضرابهم عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة في السجن.