«مات ياسر رزق».. حان الآن موعد ذكر محاسن الطغاة وخُدامهم!

- ‎فيتقارير

يقول مارتن لوثر كينج إن "أسوا مكان في الجحيم، مخصص لأولئك الذين يقفون على الحياد في المعارك الأخلاقية الكبرى" ويستشهد الطبالون عند وفاة أحدهم بالحديث النبوي الضعيف "اذكروا محاسن موتاكم" ولكن ماذا إن كان الميت اتخذ صف الطغاة في أكبر مذبحة إنسانية عرفها تاريخ مصر الحديث؟

خبر صادم لمن يخدمون في بلاط العسكر وللمطبلين في الصحافة والإعلام، بعد الإعلان عن وفاة ياسر رزق الكاتب الصحفي رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق، صباح الأربعاء بعد تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة.

تفاصيل وفاة ياسر رزق جاءت سريعة، ولم يمهله القدر والعلاج لفترة طويلة، فكان يعاني من مشكلة بالقلب سابقا ويخضع لعلاج وأجرى عملية قلب مفتوح في فرنسا، لكنه تعرض لأزمة قلبية مفاجئة وتم نقله إلى مستشفى دار الشفاء لإسعافه، ثم عاد إلى منزله بمدينة الصحفيين في التجمع الخامس، وبعدها توفي في منزله بساعات قليلة صباح اليوم، يقول أحدهم " إذا أردت أن تكون لك محاسن بعد موتك، فلا تطبل للظالمين".

 

وهل للفاشية محاسن؟

ويرد مراقبون على الذين يقولون بحرمة انتقاد الميت لمجرد أنه ميت، بأن ذلك ليس له أساس من منطق أو دين، والحديث (اذكروا محاسن موتاكم ) حديث حكمه أنه ضعيف وغريب، وحتى لو كان صحيحا فهو لم ينهَ عن ذكر سيئات موتانا، هذا على افتراض أن جلادينا وقاتلينا وسارقينا هم موتانا وهذا ليس بصحيح، لأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ولو كان ذكر مساوئ الطغاة حرام لأنهم ميتون لكانت دراسة التاريخ من الكبائر؛ فكل من صنعوا التاريخ في ذمة الله.

ويشيرون إلى أن التاريخ لا يتستر على ظالم ولا يسيء إلى عادل بل يقرأ الحقيقة كما هي، والأمم المتحضرة تأخذ العبرة من سيرة من أحسنوا أو أساءوا، وقبل موته بقليل طرح "رزق"، المقرب من السفاح السيسي، والمطرود من جريدة الأخبار في إطار صراع الأجنحة بين قيادات الجيش، الدعوة إلى تطهير مؤسسات الدولة من الإخوان، قبل أيام من تبني وزير النقل في حكومة الانقلاب كامل الوزير، الفكرة وفصل مسؤول الصيانة في الوزارة بدعوى انتمائه للإخوان بعد أسبوعين فقط من تعيينه.

وذلك بالتزامن مع عضو ببرلمان الانقلاب يدعى عبد الفتاح محمد لتمرير تشريع لفصل الإخوان من وظائفهم بالاشتباه، وإشكالية مقالات ياسر رزق أنها تعبر عن قرارات قيد التنفيذ، مثل دعوته السابقة لتعديل الدستور وفتح مدد الرئاسة، لضمان بقاء السفاح السيسي في الحكم حتى 2030.

 

اسجنوهم أو اقتلوهم!

وزعم الكاتب الصحفي في مقاله المنشور في الأخبار تحت عنوان ” على طريق التطهير” أنه (شعر بالاستفزاز وهو يتابع مداولات مجلس النواب عن حادث قطاري سوهاج، وكلام النائب المخضرم مصطفى بكري عن أن جهاز الأمن الوطني حذر هيئة السكك الحديدية من وجود ١٦٢ من العاملين بها ينتمون لجماعة الإخوان، وأن العدد زاد الآن ليصل إلى ٢٥٢ يعملون في مواقع حساسة).

وواصل: "من قال إننا نحتاج تعديلات تشريعية لتطهير صفوف وزارات وجهات الدولة من المحرضين والمخربين الإخوان؟" وأوضح أن قانون الطوارئ يعطي صلاحيات قانونية واسعة للسلطات المختصة للقبض والتحفظ والتفتيش، تكفي للتصدي لتغلغل عناصر الإخوان في جهات الدولة وغيرها"!

وادعى أن "المسألة تحتاج إلى رؤية شاملة للدولة بكل مؤسساتها تتبلور في خطة متكاملة تحدد التعامل الواجب لاجتثاث جماعة الإخوان من مفاصل الدولة وأطرافها اجتثاثا كاملا..".

واقترح ياسر رزق عدة خطوات لتطبيق فكرته الاستئصالية على النحو التالي، تشكيل لجنة قومية للتطهير، تستبعد العناصر المنتمية لجماعة الإخوان من كل جهات ووزارات الدولة وشركاتها، اتخاذ الاجراءات القانونية الفعالة لشطب أي مرشح ينتمي للجماعة من قوائم المرشحين للنقابات أو الأندية أو مراكز الشباب أو الجمعيات أو مجالس إدارات مؤسسات وشركات الدولة ومن المجالس التشريعية والمحلية، تنفيذ قانون الطوارئ بكل صرامة في شأن منصات التواصل الاجتماعي واقتياد المسئولين عنها للعدالة وفقا للقانون، حجب المواقع الإخبارية والحسابات النشطة المعادية على وسائل التواصل الاجتماعي التي تبث من الخارج، نهوض برلمان المخابرات بمسئوليته من خلال لجنته التشريعية، في الإعداد السريع لحزمة من التعديلات التشريعية، لمعاونة السلطة التنفيذية في مجابهة بقاء العناصر الإخوانية في مواقعها، سرعة الفصل في القضايا المتهم فيها قيادات جماعة الإخوان، والطعون المحالة إلى محكمة النقض، إجراء مراجعة صارمة لأوجه الإنفاق ومصارفه في الجمعيات الأهلية التي تعتمد على التبرعات، لضمان عدم توجيه أي مليم لتمويل أي نشاط يتبع جماعة الإخوان أو أعضاءها تحت أي مسمى"!

وختم مقاله المسموم بالقول "هذا واجبي، أحاول أن أعطي إشارة تنبيه، قبل أن تتحول إلى نذر خطر في مستقبل قريب، لكن يساورني شعور بالاطمئنان على الغد في السنوات والعقود المقبلة، منذ أسندت التعديلات الدستورية الأخيرة إلى الجيش مهمة إضافية، هي حماية مدنية الدولة".