يتابعه الملايين ويصدقه الكثيرون».. سيساويون أوجعتهم مطارق عبد الله الشريف

- ‎فيتقارير

"لا تجادل سيساويا إلا إذا كنت دارس طب بيطري" مقولة شاعت في مصر بعد انقلاب 30 يونيو 2013، وتطوع شريحة من المصريين قبل الانهيار الكبير بالتطبيل للسفاح السيسي، تأثرا منهم بإعلام العسكر المروج لكافة أنواع الأكاذيب، وحتى بعد الانهيار الاقتصادي والسياسي والأخلاقي والسيادي على يد العسكر، لا تزال طائفة منهم تمارس الرقص والتطبيل.

ومؤخرا بدأ السيساويون في الشكوى من وجع ضربات حلقات اليوتيوبر عبدالله الشريف، فقد بات معلوما أن "الشريف" ليس مجرد زعيم في دولة السوشيال ميديا، بل إنه بحلقاته الكثيفة المحتوى القليلة التكلفة، قد يكون أخطر على منظومة العسكر وعصابة السفاح السيسي من قنوات إعلامية ميزانياتها بالملايين.

 

نقدر وجعكم..!

أحد هؤلاء السيساوية من مشاهير أقباط المهجر ويدعى "مجدي خليل"، ويصف نفسه بالمفكر المصري، صاحب مرصد حريات الشرق الأوسط، يقول "هذا الإسلامي المتطرف والخطير اسمه عبد الله الشريف، حرفيا يتفاخر بأن مثله الأعلى  حازم صلاح أبو إسماعيل وعمر عبد الرحمن وسيد قطب، أسبوعيا له حلقة في تزوير التاريخ الذي عشناه ونعرفه جيدا، يحرض أسبوعيا على عودة مصر لحكم الإسلاميين، والعجيب أنه يتابعه الملايين ويصدقه الكثيرون.

ويرد الدكتور أحمد عبدالعزيز المستشار الإعلامي للرئيس الشهيد محمد مرسي ووالد الشهيدة "حبيبة" بالقول "عودة مصر لحكم الإسلاميين، أو عودة الإسلاميين لحكم مصر، ليس تحريضا يا مجدي، بل إنه الوضع الطبيعي لبلد 95% من أهله يدينون بلإسلام، والإسلام ليس طقوسا وحسب، وإنما هو شريعة وحياة، مسجد ومصنع، صلاة وحكم، فإذا كان هذا لا يعجبك (وطبيعي ألا يعجبك) فأنت حر، ونحن أحرار أيضا، والعاقبة للمتقين".

ويرد الناشط هشام مشلاف بالقول "إذا كان عبد الله الشريف يزور التاريخ، فالتاريخ مكتوب ومتاح للجميع، فهاتوا أنتم الرواية الصحيحة وفندوا روايته، هكذا يكون النقد العلمي، إلا إذا كان هذا ليس نقدا بل شيئا آخر، أنا لا مع الإسلاميين ولا مع العلمانيين، لكنني عندما أشاهد له حلقة أرجع إلى التاريخ لأتأكد".

ويرد الناشط شريف محمود "من حقه حرية الرأي والتعبير، أم إن مهاجمة النبي محمد في الغرب  فقط حرية تعبير ؟ قلتم الانتخابات والصندوق ، لقد فاز الإسلاميون بالصندوق، والصندوق إذا جاء على هواكم تعتبرونه ديمقراطية، وإذا لم يأتِ على هواكم تعتبرونه غيرا ذلك ، والله هذا عيب عليكم".

ويرد الناشط أبو الخطاب حمزة "هذا الرجل نُعزّه ونقدره وله محبون بسبب مصداقيته سواء في التحليل التاريخي أو في التحليل السياسي ، وهو مدافع عن الإسلام من شركم ومن تزويركم ومن ترويجكم الكذب عن الإسلام ومحاولة تشويهه، نقدر وجعكم ونتمنى من هذا الرمز المزيد من زيادة المواجع لكم".

 

مراحل الانحطاط

ومنذ أسابيع قليلة أذاع "الشريف" تسريبا لسيدة تدعى "مرفت محمد علي" وتشغل منصب مستشار في مكتب السفاح السيسي، وهي تحادث لواء يدعى فاروق القاضي يعمل في الهيئة الهندسية، ويتفقان على رشاوى وعمولات لنهب وسرقة مليارات الجنيهات من أقوات المصريين.

ويكشف التسريب الذي تم تداوله بشكل واسع على كافة منصات التواصل الاجتماعي الفساد الكبير في عصابة السفاح السيسي، والصفقات التي يتم من خلالها الحصول على عشرات الملايين للكثير من الشخصيات الكبيرة في المؤسسة العسكرية المتمثلة في الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

وهذا ما تكلم عنه اللواء فاروق القاضي في هذا التسريب، حيث أخبر ميرفت محمد علي أنها ستحصل على مبالغ طائلة تصل لعدة ملايين من الجنيهات المصرية مقابل عملها مع القوات المسلحة في بناء المشاريع التي يدعمها الجيش بإعفائها من الضرائب، وتوفير الكثير من الأيدي العاملة من جنود الجيش المصري.

وتكلم اللواء فاروق القاضي عن صندوق تحيا مصر، أنه يساعد في بناء العديد من القصور والفيلات الفارهة للمستشارين وكبار الجيش
مجانا في العاصمة الإدارية الجديدة.

التسريب كان المادة الأخطر بعد تسريبات الفنان والمقاول "محمد علي" والذي كان يدور حول إساءة إدارة أموال الدولة، في حين أن تسريب عبد الله الشريف، يكشف فسادا خطيرا في أعلى رأس العصابة، وإن ملتحقين بالمؤسسة الأعلى في البلد يمارسون لونا من الفساد غير مسبوق في مصر، ولم تعرفه في تاريخها الحديث ولو في مراحل الانحطاط، عندما تدار الدولة بالعمولات الضخمة، وسرقة قضبان السكك الحديدية مقابل رشاوى، وأن صندوقا قائما على التبرعات يقوم بتمويل إقامة مستشارين بالرئاسة في القصور.

جدير بالذكر أن عبد الله الشريف هو شاعر و يوتوبر مشهور ببرنامجه على اليوتوب و الذي يذاع أسبوعيا، ويحمل طابعا سياسيا ساخرا وجادا في نفس الوقت، وبتوجه معارض لعصابة الانقلاب، كما يتناول برنامجه حلقات عن شخصيات وأحداث تاريخية و أحيانا معاصرة، كتناول أحداث مهمة حول العالم، إلا أن تركيزه يدور حول مصر بشكل خاص، وتقارب أعداد متابعي قناته على اليوتوب الـ 4 مليون متابع، كما تم مشاهدة فيديوهات أكثر من 380 مليون مشاهدة مما يضعه على لائحة الشخصيات الأكثر مشاهدة في مصر من خلال موقع يوتوب.

بدأ عبدالله الشريف عبر نشر قصائد له على اليوتوب في بدايات عام الانقلاب العسكري 2013، والتي ساعدت في ظهوره و شهرته على الأقل على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ليعمل فيما بعد  في عدة برامج مثل "برنامج الشاب أشرف" و "برنامج حودة وعبودة على قناة الجزيرة مباشر"، إلى أن أصبح يدير قناته الخاصة على اليوتوب، والتي لازال يعمل عليها بشكل نشط حتى اليوم.