لا يشعر المشاهد بوجوده ولا يهمه أن يختفي من المشهد الفني، فهو الغائب إن حضر والمنسي تماما إن اختفى، هكذا يمكن تعريف المشخصاتي تامر عبدالمنعم، الذي فشل في التمثيل وتقديم البرامج، ويحاول النجاح والمنافسة في مجال التطبيل للسفاح السيسي.
ولا يوجد في السيرة الذاتية لـ"عبد المنعم" إلا أنه ابن محمد عبد المنعم السكرتير الصحفي لمبارك وزوج ابنة المحامي الشهير فريد الديب، فخرج بفتوى زايد فيها على من حوله من الإعلاميين الطبالين، وقال إن "إنجازات السفاح السيسي كثيرة جدا وأن من ينكرها كافر" حسب وصفه.
مطبلاتي على ما تفرج
وفي حوار متلفز له على قناة “ETC” ، أخرج تامر عبدالمنعم طبلة التصريحات ، واجتهد في اللعب عليها لعل صداها يصل إلى مسامع السفاح السيسي، وزعم أن هناك جهودا جبارة تبذل من قبل عصابة الانقلاب في جميع المجالات تحت قيادة السفاح السيسي.
وأضاف الفنان المقرب من نظام السيسي والذي كان من المدافعين عن نظام مبارك ”هقولها بشكل صريح اللي مش شايف البناء والتعمير والتطوير الموجود داخل مصر في عهد الرئيس السيسي كافر”.
واستطرد عبدالمنعم: "أنا لا أستطيع النفاق والرياء والمجاملة إزاء القيام بالتصريحات، ولن أعود لعالم الفن إلا بعمل مناسب يليق باسمي وتاريخي" ولا أحد يعلم ما هو هذا التاريخ في الواقع.
وسخر منه محمد عبدالرحمن بقوله "هو تامر عبدالمنعم فنان؟ دا الفيلمين اللي عملهم أنتجهم على حسابه، والفيلمين مجبوش 250 جنيه علي بعض".
وتتميز إنجازات السفاح السيسي بالحياء والخجل وعدم انكشافها على الشعب، على عكس ما يحدث حول العالم، ودائما ما يحتقر إعلام الانقلاب المصريين الذين لا يرون هذه الإنجازات الشفافة غير المرئية، متهمين الشعب بالذكاء الضئيل وعدم القدرة على اكتشاف هذا النوع العظيم غير المألوف من الإنجازات.
وتنبري كتيبة إعلام كاملة، منذ انقلاب 30 يونيو 2013، لرصد ما لا يمكن رصده من إنجازات السفاح السيسي، ورؤية ما تتعذر رؤيته تحت وهج الشمس الساطعة وفي وضح النهار، وعلى رأس تلك الكتيبة الإعلامي المؤيد للانقلاب عمرو أديب، ورفيقه في التطبيل أحمد موسى، وانضم اليهم مؤخرا المغمور تامر عبد المنعم.
غير مرئية!
واعتاد أديب وموسى في برنامجيهما جلب قائمة طويلة فيها كُل إنجازات السفيه السيسي غير المرئية، والتي بالطبع لا يعرفها الشعب مسبقا، متهمين الشعب بعدم الوطنية، والانسياق وراء المتآمرين على أمن وأمان جنرالات العسكر.
وفوق ذلك، وضرورة الامتناع عن مشاهدة قناة الجزيرة والبي بي سي وقنوات المعارضة في الخارج، وفي مقدمتها وطن ومكملين والشرق والعربي، والاقتصار على متابعة إعلام التطبيل الوطني الشريف في الداخل وقنوات المخابرات العامة.
ومن ضمن إنجازات السفاح السيسي انهيار القطاع الصحي في مصر، يقول الكاتب الصحفي أحمد المعتز “قابلت دكتور علاج أورام في مستشفى 57357 وقال لي "المصريين كلهم بلا استثناء معرضين للمرض ده بس هي مسألة وقت ، اللي بيفرق من شخص لشخص مناعة الجسم وقدرته على المقاومة وحتى اللي بيتعالج من السرطان هنا نجاته بتبقى معجزة إلهية؛ لأنه بيتعالج من السرطان وفي نفس الوقت بيأكل وبيشرب سرطان”.
مضيفا “بتستفزني أوي إعلانات التبرع لمرضى ومستشفيات السرطان واللي بيتقال فيها اتبرع ولو بجنيه ،علشان نزود الطاقة الاستيعابية للمستشفيات لاستقبال مزيد من المرضى، بدل ما يفكروا في الوقاية من المرض أو حتى يقللوا أسبابه أو يمنعوا مسببات الأمراض للحفاظ على صحة الإنسان المصري”.
كُناسة الأسواق!
وتابع المعتز بالقول “لوعاوزين تحلوا المشكلة من جذورها، امنعوا المبيدات الكيماوية المسببة للسرطان كما تفعل الدول الأوروبية لحماية شعوبها، وامنعوا استيراد خامات الأعلاف الفاسدة التي تحتوي على السموم الفطرية بحدود عالية جدا، ومنها على سبيل المثال سموم الأفلاتوكسين Aflatoxins والذي يدخل أحشاء المصريين من خلال لحوم الدواجن واللحوم الحمراء والأكل غير الآدمي وغير مطابق للمواصفات”.
وأشار إلى عبث حكومة الانقلاب بصحة المصريين بالقول “لو عاوزين تحلوا المشكلة امنعوا الري بمياه الصرف الصحي ورش الكيماوي والمبيدات الزراعية المسرطنة والدواجن المُهرمنة ومزارع تربية الأسماك الملوثة بالمواد الصلبة”.
مضيفا “لو عاوزين تحلو المشكلة بطلوا تسترخصوا وتستوردوا كُناسة الأسواق العالمية لتغذية المصريين اللي عددهم كبير واللي بيعتبروا سوق رائجة لجشع التجار في الداخل والخارج”.
وشدد المعتز بالقول “لوعاوزين تحلوا مشكلة السرطان شغلوا أجهزة حماية المستهلك صح وأجهزة الرقابة على المصانع والشركات اللي بتصدر الموت لينا ولولادنا في شكل عصائر ومعلبات ولحوم مصنعة وأجبان ووو ، وبلاش من المشرفين اللي بيشربوا شاي بالياسمين، عاوزين ناس أيديها نظيفة مابيشربوش شاي خالص”.
وجع القلب
وحول تلاعب الفاسدين في وزارة الصحة يقول المعتز “لو عاوزين تحلوا المشكلة اصرفوا على برامج التوعية الصحية للوقاية من المرض اللعين أو لاكتشافه المبكر واستوردوا العلاج الأمريكي الأصلي مش الهندي الرخيص وعذابه وآثاره الجانبية على المساكين، اصرفوا على العلاج زي ما بتصرفوا على برامج الرقص والغناء والمقالب وأخبار الفنانين والمسلسلات، وأي كلام فاضي مالوش أي تلاتين لازمة”.
وتابع سرد وقائع انهيار منظومة علاج السرطان “لو عاوزين تحلوا المشكلة ، اهتموا بالتعليم ورفع الوعي الصحي للوقاية من المرض بدل من إعلانات الابتزاز العاطفي ووجع القلب على الأطفال اللي بتموت والأمهات المقهورة على ولادها، وتشحتوا بالجنيه عشان تعالجوا الطاعون اللي بينتشر بشكل جنوني والناس اللي مش مصدقة”.
وقال “انظروا لعيالكم وجيرانكم كده فيهم كم واحد مصاب بالمرض أو كم واحد مات بيه! ، أو روحوا شوفوا الزحام في المستشفيات الاستثماري العظيمة واللي بتكسب من المرضى عشرات ومئات الآلاف في الجراحة والكيماوي والإشعاعي، وقوائم انتظار لعدم وجود أماكن أو أجهزة كافية فما بالكم بمستشفيات الحكومة، فضلا عن المساكين والغلابة اللي في القرى والنجوع اللي بيموتوا من غير حتى تشخيص للمرض أصلا”.
وختم بالقول “دا لو عاوزين فعلا تحلوا المشكلة، ولا أقولكم خلينا زي ماحنا شعوب مهاودة وعايشة مخدرة ودايخة في متاهات الفقر والمرض والغلاء والجهل ، عشان الأمن يفضل مستتب والجو يفضل مُريح لناس على حساب ناس”.