أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة خلال لقاء لهما الأربعاء 2 مارس ، التوافق على مجموعة من الأولويات المتعلقة بالقاعدة الدستورية، وإجراء الانتخابات والمراحل الانتقالية. فيما هاجم مفتي ليبيا الشيــخ الصادق الغرياني المنحازين إلى مشروع خليفة حفتر من خلال دعمهم حكومة فتحي باشاغا التي منحها برلمان طبرق الثقة الثلاثاء 1مارس.
وقال الغرياني في تصريحات له مساء الأربعاء 2 مارس على قناة التناصح إن "حفتر يحلم بحكم ليبيا لعشرات السنين هو وأولاده، وما هذه الحكومة إلا وسيلة لذلك، ولابد لجميع الناس أن يقفوا صفا واحدا ضد مشروع حفتر".
وحذر الشيخ من أسماهم "المنحازين لحفتر" من أنهم يسعون لخراب بيوتهم بأيديهم، وسيندمون ولات ساعة مندم، مشددا على أن الخلاف اليوم بين مشروعين لا شخصين، مشروع الانتخابات، ومشروع تمديد الفترات الانتقالية إلى أن يحكم حفتر.
ووجه حديثه إلى برلمان طبرق ، مؤكدا أنه يثبت يوما بعد يوم أنه يمعن في الاستهزاء والسخرية من الناس الذين انتخبوه ، موضحا أنه من مهازل البرلمان ، المقرر أن يستعرض أسماء الأعضاء وهو من يقول موافق أو لا أوافق ، وقد فضحهم أحد الأعضاء بأنه لم يكن موجودا، وهو ما ينسف مصداقية البرلمان.
واعتبر أن ما يسمى برلمان طبرق ، يستهزئ بكل المبادئ والأخلاق والقيم التي تعارف عليها الناس.
الخروج للشوارع
وحث الشيخ الصادق الغرياني جماهير الشعب الليبي على الخروج للشوارع ، لوقف عبث المجتمع الدولي ، مشيرا إلى أن وقف هذا العبث مرتبط بخروج الناس بالآلاف والدفاع عن حقوقهم، وقال "ينبغي على الناس أن يخرجوا للشوارع بالآلاف ليخرجوا المجتمع الدولي، فالخروج اليوم واجب عليهم".
وأضاف أنه "ليس من شأن المؤمن السكوت على الظالم ، ومن يقف على الحياد مدعيا الحكمة والخروج من الفتنة فإنما في الفتنة سقط".
وتابع "أوجه كلامي للحكماء، وأقول لهم إن "على المؤمن الانحياز إلى الحق، ومن يقف موقف المتفرج والحياد فما هو إلا وسيلة لتمكين الظالم" موضحا أن "خروج الناس إلى الشوارع واجب الآن لقطع الطريق على حفتر ، وأن خروج الناس بقوة عليهم أن ينصروا الحق ويطالبوا بالانتخابات".
ووجه مفتي ليبيا عدة رسائل للمكونات في طرابلس فوجه أولا التحية إلى كتائب الثوار العسكرية التي خرجت ليلة الثلاثاء لتحفظ البلاد من الانزلاق، وقال "أطلب من كل من خرج بأن يترجم البيانات إلى أعمال على الأرض".
كما وجه رسالة إلى الحكومة التي يقودها عبدالحميد الدبيبة إلى أن تحافظ على وعودها بشأن الانتخابات والاستعداد لها ، قائلا "أطالب حكومة الوحدة الوطنية بأن تفي بوعودها حتى لا تفقد ثقة الناس، وأدعوها أن تنفتح على النخب السياسية المخلصة وتتواصل معهم لتخرج بالبلاد إلى بر الأمان".
رسالة إلى القضاة
كما وجه رسالة إلى قضاة المحكمة العليا بالمطالبة بالضغط عليهم من خلال الوقفات الاحتجاجية ليفتحوا الدائرة الدستورية المختصة بالطعون.
وقال "أمر مشين أن يكون القضاة هم الذين يقفون أمام فتح الدائرة الدستورية ، ويحولون دون أخذ الناس حقوقهم ، إن كل الدماء والفساد والظلم والتعدي في أعناق من أقفل الدائرة الدستورية".
وحثهم على مخافة الله وتقواه بالقول "أطالب القضاة أن يتقوا الله ويخافوه قبل أن يخسروا الآخرة برضا حفتر".
الدبيبة يلتقي المشري
وأشار مراقبون أن لقاء الدبيبة المشري اليوم في طرابلس يبعث برسالة مفادها أن ما حدث في طبرق بالأمس الثلاثاء باعتراف مجلس نواب عقيلة صالح بحكومة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا ، لا يمثل المنطقة الغربية في شيء.
والتقى رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري اليوم رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة في مقر المجلس بالعاصمة طرابلس.
وخلال اللقاء أكدا على أن الأولوية في هذه المرحلة هو الإعداد للقاعدة الدستورية، وإجراء الانتخابات في أقرب الآجال وإنهاء المراحل الانتقالية.
وقالت منصات إعلامية محلية إن "الدبيبـة ورئيس مجلس الأعلى للدولة خالد المشري ، اتفقا علي المضي نحو الانتخابات في يونيو المقبل وفق القاعدة الدستورية".
ومن جانبه أكد الدبيبة على أهمية إجراء الانتخابات في موعدها في شهر يونيو القادم، وعلى ضرورة متابعة الجهود وتنسيقها بين الطرفين للوصول إلى الانتخابات.
تفاعل مواقف
وأثار منح برلمان طبرق الثقة لحكومة فتحي باشاغا تحفظات حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة المهندس عبدالحميد الدبيبة التي اتهمت مجلس النواب بطبرق برئاسة عقيلة صالح بالتزوير في عملية منح الثقة لحكومة باشاغا.
وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية استمرار عملها وعدم تسليم السلطة، وقالت الحكومة إن "كل الإجراءات التي يقوم بها مجلس النواب تمت بالمخالفة للاتفاق السياسي".
وقال عبدالحميد الدبيبة إنه "سيستمر في الحكم وأن أي محاولة لاقتحام مقراته ستعتبر هجوما ضد مقرات الحكومة وسيتم التعامل معها، وسيتعامل مع هذا النهج ضد كل من يرضى لنفسه أن يكون جزءا من مسرحية عنوانها التزوير والخيانة، حسب وصفه".
وقال رئيس مجلس الأعلى للدولة السابق عبدالرحمن السويحلي واصفا ما حدث اليوم بمنح الثقة لحكومة باشاغا "بـالمسرحية الهزلية، واعتبر أن الصفقة باطلة ومخالفة للاتفاق السياسي".
وتتجه حكومة الوحدة الوطنية ، إلى منع طائرة نواب المنطقة الغربية من الذين شاركوا في جلسة منح الثقة من العودة ، وإجبارهم على البقاء في طبرق بالقوة".