بعد تهميش الإجراءات الاحترازية.. أطباء: قرارات حكومة الانقلاب تقود لموجة كورونا السادسة

- ‎فيتقارير

حذر أطباء من تفاقم تأثير كورونا على مصر خاصة بعد قرارات حكومة الانقلاب بتخفيف الإجراءات الاحترازية .

وتوقع الأطباء أن تتسبب تلك القرارات في زيادة معدلات الإصابة والدخول في موجة سادسة للفيروس ، مشيرين إلى أن هناك متحورات جديدة لازالت تظهر للفيروس حتى الآن وقد يكون بعضها خطيرا.

وطالبوا المواطننين بعدم التخلي عن الاجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي والابتعاد عن الأماكن المزدحمة وارتداء الكمامة .

كانت حكومة الانقلاب قررت إلغاء الكثير من الإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، من ذلك إعادة فتح دور المناسبات الملحقة بالمساجد، وكذلك أداء درس العصر، وخاطرة التراويح بالمساجد الكبرى خلال شهر رمضان، ومد مواعيد غلق المحال والمطاعم والمقاهي وغيرها حتى الساعة الثانية صباحا، كما قررت إقامة الأفراح والاحتفالات في القاعات المغلقة بالفنادق .

 

تحذيرات الأطباء مستمرة

وحذر الدكتور عبد العظيم الجمال، أستاذ المناعة والميكروبيولوجي بجامعة قناة السويس من أن خطورة فيروس كورونا ما زالت قائمة ، مشددا على ضرورة  الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية.

وقال "الجمال" في تصريحات صحفية إن "قرار تخفيف إجراءات الحظر أثناء شهر رمضان المبارك الذي اتخذته حكومة الانقلاب مؤخرا لا يعني أن وباء Covid-19 قد انتهى ، مشيرا إلى أن  للصيام تأثيرا إيجابيا على المناعة، وهناك دراسة علمية حديثة بجامعة "ساوث كارولينا الأمريكية"، أثبتت أن تناول وجبات تبعا لنظام وجدول زمني معين شبيه بالصوم أو تقليل السعرات الحرارية يساعد على تجديد الخلايا، ويحسن من وظائف جهاز المناعة ويساعد في التخلص من الدهون ويقلل أيضا من ظهور آثار الشيخوخة والعديد من الأمراض، بل ويساعد في تقليل أعراض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء، والتصلب العصبي المتعدد".

وأشار إلى أن ذلك يعتمد على نوعية وطبيعة الطعام والمشروبات التي يتم تناولها في الفترة ما بين الإفطار والسحور، مشددا على ضرورة تناول وجبات صحية متوازنة تحتوي على الفواكه والخضروات والبروتينات الصحية، ومشتقات الألبان، والأجبان قليلة الدسم، وكمية كافية من الماء لا تقل عن لترين يوميا، وفي المقابل يجب تقليل تناول السكريات والنشويات والدهون والمياه الغازية، وكل ذلك يساعد على تحسين قدرة الجهاز المناعي.

وحول إمكانية التعايش مع كورونا أوضح "الجمال"  أن التعايش مع الفيروس يكون عن طريق إلغاء القيود الوقائية، وفتح الدول أبوابها للجميع واعتباره مثل أي مرض مستوطن وليس وباء، وهذا ما تقوم به الدول الآن، لافتا إلى أن التعايش لابد أن يتم بحذر بحيث يكون مع الانفتاح هناك التزام بالكمامة والحصول على اللقاحات لتصبح أساليب الوقاية أمرا معتادا عليه للمواطنين حتى لا تتزايد أعداد الإصابات أو الوفيات.

 

المرحلة الأخيرة

ولفت إلى أن التعايش هو المرحلة الأخيرة لمواجهة الأوبئة، ويحدث في حالتين إما في حالة حدوث توائم لمعدلات الإصابات والوفيات ودخول المستشفى، أو في حالة تقليل حدة المرض.

وقال عنان إننا "وصلنا للحالة الثانية وهي تقليل حدة الفيروس وعدد الحالات التي تحتاج للمستشفى بعد ظهور متحور أوميكرون موضحا أن خطورة الفترة القادمة تتمثل في أن الفيروس باقٍ لكن الوباء هو الذي سينتهي، لأنه يأتي على شكل موجات تسجل عدد إصابات مرتفع ثم يعاود الانخفاض" .

وأضاف أن معظم الدول التي تتبنى إستراتيجية "ستوب أند جو"، يرتفع فيها الوباء ثم يتراجع بفعل التلقيح وبفعل الإصابة بالفيروس اللذين يكونان بمثابة مناعة للأشخاص، فيما تتبع دول أخرى سياسة صفر إصابة مثل الصين .

 

 سلوكيات خاطئة

وأكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية  للحساسية والمناعة، أن فيروس كورونا لن يغادر الكوكب موضحا أنه يتلون ويتحور ويجدد نفسه، وأحيانا يعود لأجساد المتعافين أكثر من مرة.

وقال بدران في تصريحات صحفية إن "معظم المصابين بكورونا يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، لكن تمت ملاحظة أن بعض الحالات المتعافية والتي أصبحت نتائج الاختبارات لها سلبية تعاني من بعض الشكاوى وبعضها طويلة الأمد نسبيا، وهو أمر يحدث للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الإصابة المحتملة أو المؤكدة بفيروس كورونا، وعادة ما تكون 3 أشهر من ظهور كوفيد مع الأعراض التي تستمر لمدة شهرين على الأقل، ولا يمكن تفسيرها من خلال تشخيص بديل".

وأرحع شدة أعراض كوفيد طويل الأمد إلى أنها قد تكون ناتجة عن خلل في نظام المناعة، وقد يؤدي الالتهاب الحاد إلى خلل في نظام المناعة، ما يؤدي إلى حالة التهابية مزمنة، ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة المزمنة في الالتهاب إلى الأعراض المستمرة في مرضى كوفيد-19 فترة طويلة، علاوة على ذلك، قد يُظهر بعض المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى سابقا أعراضا شديدة أشد من غيرهم.

وأشار بدران الى أن جود مرض مزمن، خاصة في المسنين يزيد من خطر التعرض لمشاكل صحية طويلة الأمد بعد كورونا ، مؤكدا أن البعض يعاني من بعض الأعراض لأسباب غير معروفة بدقة بعد التعافي المبدئي،وتلعب المناعة والأمراض المصاحبة والعمر وشدة مرض كوفيد-19 أدوارا في ذلك.

وأوضح أن تكرار العدوى بفيروس كورونا ربما يكون بسبب تكرار السلوكيات الضارة التي سمحت للفيروس بإحداث العدوى، وذلك السماح للفيروس  بالعودة من جديد، لذا فتغيير السلوكيات الضارة يجب أن يطبق تجنبا للعودة إلى أحضان كورونا مرة أخرى.

 

الخلل المناعي

وشدد بدران على ضرورة اكتشاف الخلل المناعي وترميمه، لأن تداعيات التطورات المناعية خلال العدوى أصبحت متعددة، وما كان مباحا قبل كورونا ربما يصبح محرما بعدها، والعكس صحيح، وأيضا الأمراض المزمنة المهملة العلاج هي الساحة المفضلة لفيروس كورونا، حيث إن الإصابات والوفيات أكثر لأصحاب الأمراض المزمنة في كافة الفئات العمرية وليس المسنين فقط. كذلك علاج ضغط الدم المرتفع والسكري والربو وأمراض الأوعية الدموية ضروري  جدا قبل وخلال وبعد كورونا.

وأكد أن الشفاء من كورونا لا يعني التخلي عن التدابير الوقائية  للحماية من الإصابة بالفيروس ، مشددا على ضرورة التخلي عن السلوكيات الخاطئة التي جذبت الفيروس في المرة الأولى مثل غياب الكمامة، وغياب غسل الأيدي، وغياب التباعد الاجتماعي.