في مشهد وطني كاشف، خرج السياسي ورئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية أيمن نور، في حوار مع قناة الشرق الفضائية، مفندا حملات الوقيعة التي حاولت أبواق السيسي إثارتها بين القوى الوطنية المصرية وجماعة الإخوان المسلمين ، عبر إذاعة تسريبات غير قانونية للرئيس الشهيد محمد مرسي، قبل رئاسته لمصر، بدا من سياقها المقتطع والمذاع خلال حلقات مسلسل الاختيار 3، أنها تحمل إساءات للسياسي أيمن نور.
إلا أن خروج نور للحديث عن عدم غضبه من التسريبات وتفهمه أهداف نظام السيسي العسكري، لضرب القوى الوطنية في بعضها كان لافتا.
واتهم نور، مسلسل "الاختيار 3" الذي أنتجته المخابرات المصرية، بالوقيعة بين القوى السياسية المعارضة للنظام، لافتا إلى أن هذه المحاولة لن تفلح.
ورد "نور" في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر على ما ورد من مقاطع في المسلسل، بشأنه حول علاقته مع الرئيس الراحل "محمد مرسي"، قبل الانقلاب عليه في يوليو 2013.
وجاء في الحلقة 16، بأحد التسجيلات التي تجسست فيها الاستخبارات على "مرسي" في لقاء له مع المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، يتحدثون فيه عن عدد من الشخصيات التي ظهرت في المشهد السياسي ذلك الوقت من بينهم أيمن نور.
ويظهر في المقطع الدكتورمرسي يقول "شوف أيمن نور ده بيتحايل عليّ أن أقول لإخوانا يعفوا عنه، يجمعهم في بيته ثلاث أربع خمس مرات، يجيب 60 أو 70 واحد، ويقعد يرتب معاهم ليوم 25، بني آدم عجيب الشكل، مابيتعظش أبدا".
وفي تعليقه، قال أيمن نور، عبر حسابه الرسمي في تويتر، إن "ماورد من مقاطع مجتزأة منسوبا للدكتور مرسي في الحلقة 16 مجمله حقيقي، فقد اجتمع في منزلي مرات عدة 70 من رموز الثورة منهم محمد البلتاجي وعمرو زكي من الإخوان، لترتيب إحياء الذكرى الأولى لثورة يناير ، وكان الهدف هو تفادي الصدام".
وأضاف أن "ما ورد في حلقة 16 كلام مبتور، يتصل بقرار العفو عني ، وأرفق صورة منه وتاريخه مارس 2012 صادر من المجلس العسكري، وما أشار له مرسي هو قانون لاحق، تقدم به نواب غد الثورة في البرلمان لإصدار عفو لكل القضايا السياسية، ولأني غير مستفيد منه، طلبت أن توافق الأغلبية عليه".
واعتبر "نور" أن ما يتم بثه في المسلسل هو محاولة للوقيعة، وغرد سلسلة من التغريدات تحت وسم "الوقيعة لن تفلح".
وأضاف فيها "ليس سرا أن تجمع الـ 15 للأحزاب المدنية الليبرالية، قد اتفقنا واختلفنا مع مرسي، وطالبناه بحكومة وحدة وطنية، واستجاب وطلب مني التواصل مع كل الأطراف لتشكيل حكومة ائتلافية، وحينها وافق بعضهم ورفضت الأغلبية، ما أجهض تلك الخطوة".
وتابع متسائلا "ماذا يريد ياسر جلال (مؤدي دور السيسي) بنشر تسجيلات غير قانونية مجتزأة من هنا وهناك، غير الوقيعة بين القوي السياسية بمنطق فرق تسد".
متوقعا أن يكون كلام الرئيس مرسي قد جاء ردا على كلام من مسئول عسكري تحدث عن أن أيمن نور كان جالسا على هذا المقعد قبلكم وانتقد المجلس العسكري لانحيازه لجماعة الإخوان، ونحن رفضنا، وفق رؤية نور التي تحدث عنها بحواره مع قناة الشرق ، مساء الاثنين الماضي.
وهو ما ينطبق مع إستراتيجية " لاتقربوا الصلاة" التي يستعملها السيسي في إثارته للفتن والخلافات بين القوى السياسية المناوئة له.
وزاد "مصر بحاجة لمن يلملم شملها، ويداوي جراحها، ويواجه أوجاع شعب يعاني الفقر، وحكومته مسرفة بسفه تبدد الأموال على الترف والقصور والمسلسلات".
ليس وقت الخلاف
وعلق "أيمن نور" على محتوى المقاطع التي تظهر خلافات بينه وبين "مرسي"، بالقول، إن "مراحل الانتقال الديمقراطي تتحمل أشكال التدافع السياسي والاختلاف".
وتابع "أما اليوم، فالكل تحت المقصلة، وأمد يدي مجددا لكل الأطراف السياسية الحريصة على مصر، التي هي أكبر من الجميع، وأكرر لكل من يرى أن مصر تستحق الأفضل".
وأكد أنه "ليس هذا وقت الخلاف، والغضب".
وتابع "نور" "علمني القانون والسياسة ألا أحكم على الإجابات قبل سماع المقدمات".
وختم حديثه بتوجيه رسالة إلى صناع مسلسل "الاختيار 3" قائلا "صناعة الفتن والوقيعة لا تتم باجتزاء ثوان دون أن نسمع ما قبلها وما بعدها".
وأثار المسلسل المصري "الاختيار 3"، الذي يعرض حاليا على الشاشات المصرية، جدلا صاخبا، بعد تضمينه مشاهد لـلسيسي، وسلفه مرسي.
ويظهر المسلسل السيسي باعتباره منقذ البلاد، رغم الاستياء الشعبي من سياساته في ظل موجة غلاء فاحشة ضربت الأسواق المصرية، وانهيار للعملة المحلية.
وخلال السنوات الأخيرة، دأبت المخابرات المصرية على إنتاج أعمال درامية تمجد في بطولات نظام السيسي وتشوه معارضيه وتتهمهم بالخيانة والتآمر على الوطن.
"جزمة مرسي" وأكثر منها
وخلال تعليقه التلفزيوني، أشار نور إلى أن هناك الكثير من المواقف التي بدا السيسي فيها صغيرا ومنصاعا للرئيس مرسي، على عكس ما يصوره مسلسل الاختيار، مؤكدا صحة الواقعة التي تحدث عنها وزير الاستثمار الأسبق يحي حامد، من حمل السيسي جزمة مرسي بعد أدائهم صلاة الظهر بقصر الاتحادية، وهو ما حاول مرسي منعه إلا أن السيسي تزلف وأصر على حملها له.
وتابع نور أن هناك الكثير من المواقف التي ظهر السيسي صغيرا أمام مرسي.
ومن تلك المواقف، والتي شهدها أيضا الدكتور سيف عبد الفتاح والمهندس أبو العلا ماضي، خلال إحدى جلسات الحوار الوطني التي كانت تنظمها الرئاسة خلال عهد الرئيس مرسي، وقوف السيسي متحدثا موجها وجهه للرئيس مرسي، وواقفا بظهره أمام المشاركين في الحوار الوطني من السياسيين، فطلب منه الرئيس مرسي، أن يتوجه بوجهه للمشاركين من السياسيين، فرد السيسي، لا أستيطع أن أتوجه بوجهي بعيدا عن سيادتك.
وهو مشهد متكرر في الواقع، حيث كان السيسي حريصا على الجلوس على طرف الأريكة أمام الرئيس مرسي، متأدبا ومحاولا التزلف له وإرضائه، على عكس مسلسل الاختيار، الذي حرص على معالجة المرض النفسي المسيطر على السيسي.
ويبقى المسلسل المزيف للواقع أكثر إثارة للسخرية والاستياء في ظل تغطيته فترة ما زال شهود عيان أحياء ويستطيعون تفنيد أحداثها ومراميها وأهداف ما كان يحدث وتفسيره، وهو ما يمثل أحد عوامل فشل المسلسل، الذي يحاول في جزئه الثالث إسباغ القداسة على السيسي، الذي يعد أكثر من أُسيء إليه ووجهت له الانتقادات والاتهامات، بأكاذيب هو وسياساته الفاشلة التي يعايشها الشعب، ولا يمكن مداراتها بمساحيق تجميل كاذبة ، يقوم بها ياسر جلال في المسلسل.