هذا العنوان أراه قد أثار حيرتك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وأنت تتساءل يعني إيه ؟
الجزء الاول من عنواني قصة والدي رحمه الله تحولت إلى مسلسل شهير ، فما علاقة الجدة بهذا الموضوع ؟
والبداية قارئة قالت لي: أحب قصص والدك عدا قصة واحدة فقط!
تعجبت من كلامها وسألتها ماذا تقصد ؟
فقالت :"استقالة عالمة ذرة" ، إنها دعوة رجعية تدعو المرأة إلى العودة لبيتها والعناية بأطفالها على حساب عملها!
كظمت غيظي بصعوبة جدا قائلا: حضرتك عايشة في برج عاج لا تدرين شيئاً عن الواقع وللأسف الشديد جدا نجد العديد من الحركات النسائية مثلك .. عايزين حواء نسخة طبق الأصل من آدم!
وهذه نقطة ضعف خطيرة عندهم!
قالت ماذا تقصد ؟ هل تريد أن تكون المرأة مكانها منزلها والرجل يعمل خارجه .. أصح يا استاذ الدنيا تطورت ولم تعد مثل زمان!
قلت لها في غيظ: عليك أن تعلمي أنه مهماً تطورت أحوال الحياة فستظل الأمومة رقم واحد عند المرأة وقبل عملها أو أي شيء آخر ، وإذا سألت أي واحدة عاقلة فستقول على الفور: أبني بالدنيا.
حاولت أن تجادلني من جديد فقاطعتها قائلاً: لا أريد الدخول في جدل بيزنطي ولكن يكفي أن تعلمي أن قصة استقالة عالمة ذرة مستوحاة من حياة أبي وبطلتها أمه جدتي "روزاليوسف".!
أصابتها الدهشة الشديدة من كلامي هذا وسألتني ماذا تقصد ؟
ابتسمت وأنا اتذكر حبيبي وأمه:
كان أبي طفلاً صغيراً بينما أمه ملء السمع والبصر بطلة مسرح رمسيس مع "يوسف وهبى"!
وفي عز نجوميتها أصيب أبنها بمرض خطير وتركته في عناية مربية دون جدوى ، وتفاقمت حالته وأصبحت حياته مهددة ، وجاء الطبيب من جديد وأوصى بمزيد من العناية به قائلاً: "يا ست روز الكلام ده ماينفعش" !
إما أن تختاري أن تكوني نجمة على المسرح أو حياة ابنك لأن عليك الإنقطاع الكامل عن التمثيل حتى ينعم الله بالشفاء عليه!
ولم تتردد جدتي في الإختيار ولو لثانية واحدة!
وقالت في مذكراتها الصادرة عام ١٩٥٣ تحت عنوان ذكريات .. "تلاشى مجد المسرح ونسبته تماماً ، وأصبحت أمنيتي الوحيدة في الحياة أن يعيش أبني!
وكنت لا أتركه ، وبجانبه ليلا ونهارا حتى تجاوز مرحلة الخطر"!
ولم تندم جدتي أبدا على هذا الإختيار.
واستوحى حبيبي أبي هذه الواقعة ليكتب قصته الشهيرة: "استقالة عالمة ذرة".