ارتباك بسوق الذهب وتوقعات بارتفاع جديد في الأسعار

- ‎فيتقارير

تسود حالة من الارتباك في أسواق الذهب المصرية، وسط توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مع عودة العمل بالبنوك بأن تشهد أسعار الذهب ارتفاعات جديدة بناء على توقعات  بارتفاع كبير في سعر الدولار مقابل الجنيه بمجرد عودة التعاملات في البنوك بما ينعكس سلبا على أسعار الذهب.

وقفزت أسعار الذهب في مصر إلى مستويات غير مسبوقة، الخميس 05 مايو 2022م، في أعقاب قرار البنك الفيدرالي الأميركي رفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في أكبر قفزة منذ 22 عاماً، وما صاحب ذلك من رفع البنوك المركزية الخليجية لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، باستثناء الكويت التي رفعت الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.

وسجل سعر الذهب ارتفاعاً بلغ 90 جنيهاً فأكثر للجرام في منتصف تعاملات الخميس، مقارنة بسعره المعلن قبل قرار الفيدرالي الأميركي الأربعاء، ليصل سعر الجرام من الذهب (عيار 18) إلى 1046 جنيهاً، ومن (عيار 21) إلى 1220 جنيهاً، ومن (عيار 24) إلى 1394 جنيهاً. في حين ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى 9720 جنيهاً (يزن 8 جرامات من عيار 21). وبذلك يكون سعر الجرام من الذهب (عيار 18) قد ارتفع بنسبة 46.2% خلال 70 يوماً فقط، وذلك بحساب آخر سعر له قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو 715 جنيهاً للغرام. وبالنسبة نفسها لعيار 21 الذي كان يبلغ 834 جنيهاً للغرام، ولعيار 24 الذي كان يبلغ 952 جنيهاً للغرام.

 وينقل موقع مدى مصر عن عدد من التجار  أن هناك حالة من التشاؤم أدت إلى توقف إحدى حلقات بيع وإنتاج الذهب فيما استمر البيع للمستهلكين، موضحين أن هذه الحلقة هي حلقة «المسوقجية»، وهم كبار تجار الذهب الذين تجمعهم بتجار التجزئة قنوات على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تليجرام. ويعمل «المسوقجية» على جمع الذهب المستعمل من التجار وإعادة بيعه. ولهذا السبب تمثل هذه الحلقة أهمية خاصة بالنسبة لسعر الذهب للمستهلكين لأن تاجر التجزئة يحدد سعر البيع للجمهور بناء على السعر اليومي المعلن من كبار التجار عبر تلك القنوات.

وكانت الشعبة العامة لتجارة المجوهرات باتحاد الغرف التجارية وشعبة تصنيع المعادن الثمينة في اتحاد الغرف التجارية قد أصدرت بيانًا السبت 07 مايو 2022م، نددت فيه بمنشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي ينسب إلى شركة «وهمية وغير معروفة وغير مسجلة لدى الشعبتين»، فيما وصفت المنشور بأنه يهدف لإحداث حالة من الاحتقان والاضطراب للسوق،  مؤكدة أن «ما جاء بهذا المنشور حول عدم الشفافية في التسعير لا أساس له من الصحة، والتسعير فعلًا خضع لآليات العرض والطلب ووفقًا لأسعار الأوقية في البورصات العالمية». وجاء البيان  السابق متزامنًا مع بيان من منصة «أي صاغة» المتخصصة في تداول المنتجات الذهبية للجمهور، أفاد بوقف التعامل حاليًا.

الرئيس السابق  لشعبة الذهب، وصفي أمين، -الذي غادر منصبه قبل شهرين- قال لـ«مدى مصر» إن العلاقة بين أسعار الذهب في السوقين المحلي والعالمي قائمة على «علاقة استرشادية غير مباشرة» على حد تعبيره، موضحًا أن «بيع الذهب في مصر قائم منذ سنة تقريبًا على تداول الذهب الموجود بالفعل، دون استيراد أو تصدير، خاصة أن حصة مصر من منجم السكري لا يضاف إلى المتاح للتصنيع، وإنما يتوجه لتعزيز الاحتياطي النقدي الأجنبي، لكن السوق العالمي يشير إلى مجريات الأمور في سوق الذهب على نحو من الطبيعي أن يستند إليه كبار التجار، بالإضافة طبعًا إلى العرض والطلب في مصر».

وأضاف أمين أن «الطلب ارتفع للغاية في الأيام القليلة بين عيد القيامة وإجازة عيد الفطر بسبب إقبال الناس على شراء مكثف لسبائك الذهب والعملات، كمخزن للقيمة، بعد شائعات اتجاه البنك المركزي قريبًا إلى تحرير [جديد] في سعر الجنيه، وارتفع بناء على ذلك السعر تقريبًا بما يزيد عن 150 جنيهًا خلال تلك الفترة في المتوسط».

 وقال أحد تجار الذهب، لـ«مدى مصر» إن  «الجمهور توقف تمامًا تقريبًا عن شراء المشغولات الذهبية واتجه بالكامل في المقابل في موسم عيد الأم [الذي تزامن مع قرار البنك المركزي بتعديل سعر الجنيه أمام الدولار]، إلى شراء السبائك والعملات الذهبية كمخزن للقيمة بعكس المشغولات الذهبية التي يفقد مالكها جانب من قيمتها عند إعادة بيعها وهو الجانب القائم على المصنعية»، موضحًا أن «هذا التوجه يمثل ضغطًا كبيرًا على أرباحي، لأن الربح الأساسي بالنسبة لي قائم على بيع المشغولات الذهبية التي يمثل سعر  المصنعية بها جانبًا لا يستهان به من السعر النهائي بعكس السبائك والعملات الذهبية».

وأضاف أنه من الملفت للنظر، «مرور موسم شهر رمضان ثم عيد الفطر الذي يرتبط بارتفاع مبيعات المشغولات الذهبية كونه موسم مرتبط بالخطبة والزواج، دون أي رواج يذكر، حتى إن مبيعاتي في هذه الفترة لم تشهد على ما أتذكر بيع شبكة واحدة، واقتصر الأمر على مبيعات دبل الزواج والمحبس».

وفي مقابل ميل الجمهور لشراء العملات والسبائك، عبرت إحدى الشابات في أحد محال الذهب عن ميل آخر  لدى الجمهور، وهو بيع العملات الذهبية للاستفادة من السعر المرتفع تمهيدا لشرائها لاحقًا حال تراجعت الأسعار، حسبما أوضحت.