بعد حادث برج القاهرة..هل يسأل السيسي نفسه : لماذا ينتحر المصريون في عهده الميمون؟

- ‎فيتقارير

 

تواصلت ظاهرة الانتحار بين المصريين ولم يكد المواطنون يلتقطون أنفاسهم بعد الحادث المشين الذي وقع أمام جامعة المنصورة صباح أمس ، وذبح طالبة بكلية الآداب تدعى نيرة أشرف على يد زميلها بنفس الكلية حتى عاودهم في نفس اليوم شبح الانتحار من أعلى برج القاهرة ، حيث ألقى شاب بنفسه من أعلى البرج لينهي حياته في حادث بشع تكرر كثيرا في سنوات الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي ، بسبب الفقر والعجز المادي والانهيار الاقتصادي من ناحية ، بجانب انتهاك حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية وإهانة المصريين وإذلالهم حتى في الحصول على لقمة العيش من ناحية أخرى ، وهي سياسة يتبناها نظام الانقلاب الدموي لقمع المصريين وكبتهم حتى لا يقومون بثورة ضد هذا النظام الإجرامي الفاشل.

حوادث الانتحار تطرح سؤالا هل يسأل السيسي نفسه ، لماذا ينتحر المصريون في عهده الميمون؟

 

برج القاهرة

 

كان شاب قد قفز من أعلى برج القاهرة، بمنطقة الجزيرة، ليسقط جثة هامدة في الحال.

وقال العاملون في البرج إن “الشاب صعد إلى الطابق الأخير، ثم فاجأ الجميع بالقفز من أعلى البرج، ليسقط جثة هامدة وبعد معاينة جثة المتوفى، اتضح وجود كسور في أنحاء متفرقة من جسده ونزيف داخلي أودى بحياته”.

وكشفت التحقيقات أن الشاب، صعد إلى الطابق الأخير برفقة صديقه، ثم غافل الجميع وألقى بنفسه ليسقط غارقا في دمائه، ويلقى مصرعه على الفور، دون معرفة سبب إقدامه على الانتحار.

وتصدر اسم “برج القاهرة” مؤشرات البحث على موقع “جوجل” خلال الساعات الأخيرة بعد حالة الانتحار ، حيث فوجىء المارة بشاب يسقط جثة هامدة أمامهم بعد أن قام بإلقاء نفسه من أعلى برج القاهرة في منطقة قصر النيل ، والذي يبلغ ارتفاعه 187مترا.

بإجراء التحريات، تبين أن الشاب صعد للطابق الأخير ببرج القاهرة برفقة صديقه، ثم غافله وألقى بنفسه ليسقط على الأرض جثة هامدة.

وقالت تقارير إن “الشاب يُدعى “مؤمن.ح”، ويعمل محاسبا ويقيم في منطقة بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، كما أن فريق البحث الجنائي لا يزال يفحص أسباب ودوافع الشاب للإقدام على الانتحار من أعلى البرج، ونُقلت جثته إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف جهات التحقيق، التي تحفظت على كاميرات المراقبة وأمرت باستدعاء العاملين وأفراد الأمن الإداري بالبرج.

وتابعت التقارير أن الشاب من مواليد عام 1996 ويبلغ من العمر 26 عاما، وأن فرد الأمن المُعين بالدور الأخير ظل يراقبه، إلى أن طلب منه الشاب أن يتركه يتجول في الطابق، وعقب ذلك نبه فرد الأمن بانتهاء الوقت وحينها تظاهر الشاب بأنه امتثل لطلب فرد الأمن وسار معه ثم غافله وقفز بسرعة من أعلى البرج.

 

سيناريو 2019

 

الحادث ذكر المصريين بما ما حدث عام 2019 من طالب الهندسة ويدعى “نادر.م” الذي تخلص من حياته بنفس الطريقة، حيث إن الشاب صعد إلى الطابق الأخير برفقه صديقه، ثم فاجأ الجميع وألقى بنفسه ليسقط جثة هامدة.

و أكد صديقه، عن سبب الانتحار، أن الشاب المنتحر يعاني من أزمة نفسية حادة، وأنه خرج معه للتنزه لمحاولة إخراجه من حالته، إلا أنه غافله وألقى بنفسه من أعلى البرج.

 

البلطجة والمخدرات

 

حول أسباب انتشار هذه الجرائم في زمن الانقلاب الدموي قال الدكتور سعيد صادق أستاذ  الاجتماع بالجامعة الأمريكية، بالقاهرة إن “السبب الرئيسي في انتشار تلك الجرائم وارتفاع معدلاتها بنسب كبيرة مقارنة بالماضي يرجع إلى انتشار المخدرات بجميع أنواعها في زمن الانقلاب الدموي دون رقابة كافية من رب الأسرة، خاصة أن رب الأسرة يكون مشغولا بمشاغل الحياة وتوفير قوت يومه واحتياجات أسرته”.

وأضاف صادق في تصريحات صحفية أن انتشار أفلام ومسلسلات البلطجة والمخدرات سبب رئيسي في زيادة تلك الجرائم .

وشدد على  أن مواجهة هذه الجرائم وتقليص أعدادها يتطلب وجود أعمال هادفة من الدراما المصرية ووجود رقابة من الأسرة ومراقبة أطفالهم ومتابعة أعمالهم وتصرفاتهم لأن التربية السليمة تمنع تلك الجرائم.

 

مشاكل مادية

 

وقال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس “لو نظرنا إلى أسباب تلك الجرائم لوجدنا أن السبب الرئيسي فيها إما مشاكل عاطفية أو مشاكل مادية أو مشاكل نفسية”.

وأوضح فرويز في تصريحات صحفية أن تلك المشاكل كانت موجودة في الماضي ولكن لم نكن نسمع عن تلك الجرائم بسبب اختلاف التربية واختلاف الأجيال مقارنة بالوضع الموجود في  الوقت الحاضر”.

وأضاف أن  المجتمع والأسرة يتحمل مسؤولية كاملة عن تلك الجرائم بسبب السلبية التي يعيشها المجتمع المصري ، لأن كل شخص يقول نفسي نفسي ولا يفكر في حل مشكلة جاره أو صديقه أو ما شابه ذلك،  لذلك يجب أن يكون هناك أسلوب وطريقة جديدة في التربية والتعامل مع الأطفال والكبار لمنع تكرار تلك الجرائم.

 

انهيار اقتصادي

 

وطالب أحمد حجاج ، إخصائي نفسي، بضرورة مواجهة الأوضاع الاقتصادية السيئة والعمل على التخفيف من التداعيات السلبية التي يعاني منها الشعب المصري.

وقال حجاج في تصريحات صحفية إن “الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كشف عن جانب من هذه الكوارث حينما أعلن عن تراجع معدلات الزواج بين المصريين، مطلع العام ٢٠٢١،حيث بلغ عدد عقود الزواج ٦٦.٧ ألف عقد زواج، خلال فبراير 2021، مقابل ٦٩.٤ ألف عقد زواج، خلال الشهر المناظر من العام السابق عليه، بنسبة انخفاض ٣.٩٪ خلال عام، كما شهدت مصر ٢١٨ألف حالة طلاق عام ٢٠٢٠،مقابل ٢٢٥ألف حالة عام ٢٠١٩،و٢٠١ ألف في ٢٠١٨ .

وأشار إلى أن تراجع معدلات الزواج وتزايد حالات الطلاق ، يؤكد حالة الانهيار الاقتصادي التي يعاني منها الجميع والتي تسببت أيضا في حدوث الانتحار ووقوع الكثير من الجرئم الغريبة والشاذة .