برعاية المنقلب.. الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تواصل تمددها في مصر وأفريقيا

- ‎فيتقارير
A picture taken on July 13, 2022 shows blessed Virgin Mary Church and St. Anba Reweiss at Ahram Gardens district with the Great Pyramids at the Giza Pyramids necropolis in the background, on the southwestern outskirts of the Egyptian capital Cairo. (Photo by Khaled DESOUKI / AFP) (Photo by KHALED DESOUKI/AFP via Getty Images)

تبرعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر مؤخرا بكنيسة القديس ميناس في محافظة الجيزة إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أفريقيا لتكون مقرا جديدا لها.

في اجتماع عقد في 24 يونيو بين الإكسرخس البطريركي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية لشمال أفريقيا ليونيد غورباتشوف ومسؤولين دينيين في القاهرة، طلبت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من عبد الفتاح السيسي تخصيص موقع في القاهرة الجديدة للكنيسة لبناء مركزها الإداري والروحي الخاص بها في أفريقيا.

وقبلت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، التي يشار إليها أيضا باسم بطريركية موسكو، المقر الجديد في احتفال أقيم في 25 يونيو. احتفل غورباتشوف بالقداس الأول هناك.

وشدد غورباتشوف، في بيان نشره الموقع الإلكتروني للإكسرخسية البطريركية الروسية في أفريقيا، على أهمية الكنيسة القبطية ودورها في تاريخ مصر، وسلط الضوء على العلاقات الوثيقة بين الكنيستين الروسية والمصرية على مر التاريخ.

وأضاف: "كنا سعداء للغاية بإقامة أول قداس إلهي في المقر الرئيسي الذي تبرعت به الكنيسة المصرية، ونحن نبذل كل الجهود للتأكد من أن الكنيسة القبطية في روسيا تشعر بنفس الطريقة التي نشعر بها في مصر".

وتابع غورباتشوف قائلا إنه زار 11 دولة أفريقية من بينها مصر وأوغندا وكينيا وجنوب أفريقيا ومدغشقر، والتي أعربت جميعها عن استعدادها للتعاون مع الكنيسة الروسية. ووصف قداس 25 يونيو بأنه "حدث تاريخي ومهم" من شأنه أن "يساعد الكنيسة على الانتشار في القارة الأفريقية للعب دور أكثر بروزا بين المجتمعات الأفريقية".

وفي اجتماع مع البابا تواضروس في 27 يونيو، أشاد غورباتشوف بالعلاقات الطويلة والدافئة بين الكنيستين الروسية والمصرية. وقال: "إن دخول الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى أفريقيا يتم هنا في مصر، بالتعاون الكامل والأخوة مع الكنيسة القبطية، التي تعد اليوم شريكا رئيسيا للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ليس فقط في مصر، ولكن أيضا في الدول الأفريقية الأخرى".

ورحب البابا بإنشاء الإكسرخسية البطريركية الروسية في أفريقيا، قائلا: "نتمنى لهم كل النجاح في مهمتهم في مصر ودول أفريقية أخرى".

وفي حديث ل"المونيتور" عبر الهاتف، قالت الباحثة في معهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة هبة البشبشي، إن الطلب الروسي يظهر اهتمامها بوجود قوي في القارة الأفريقية، وهو تحول كبير في الاستراتيجية الروسية تجاه أفريقيا.

وأضافت أن التواصل الإنساني والروحي لروسيا في أفريقيا سيجعلها مؤثرة جدا في أفريقيا وسيعزز علاقاتها مع الدول الأفريقية إلى جانب علاقاتها الاقتصادية والعسكرية.

وقالت إن روسيا اختارت مصر لتكون المقر الإداري والروحي للكنيسة الروسية في أفريقيا لأن القاهرة تعتبر مركزا دينيا رئيسيا.

وقال رمسيس النجار، مستشار الحرية الدينية في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ل"المونيتور" عبر الهاتف إن الطلب الروسي يمثل المرة الأولى التي تنضم فيها الكنيسة المصرية ونظيرتها الروسية إلى قواها.

وقال إن الكنيسة المصرية هي أقدم وأكبر كنيسة أرثوذكسية في الشرق الأوسط وأفريقيا وهي مؤسسة حاسمة لروسيا لتطوير العلاقات.

وأضاف أن البابا تواضروس رحب بالطلب الروسي بأن تعمل الكنيسة المصرية على توحيد المجتمع الأرثوذكسي من خلال التبادلات الفكرية والثقافية والدينية.

 

وقال المفكر القبطي كمال زاخر الذي يروج لإصلاح الكنيسة والفصل بين الكنيسة والدولة في مصر ل"المونيتور" عبر الهاتف إن جهود الكنيسة الروسية تعكس التقدير والاحترام الروسي لمصر وقوة العلاقات بين البلدين فضلا عن أهمية مصر في القارة الأفريقية.

لا يرى زاخر أي بعد سياسي لطلب الكنيسة الروسية. وأضاف أن الطلب الروسي هو محاولة لدعم الحوار والتبادلات بين الكنيستين وتجنب أي التباس وسوء فهم.

 

https://www.al-monitor.com/originals/2022/07/russian-orthodox-church-builds-links-egyptian-copts