عندما تعاير عصابة الانقلاب المصريين برغيف العيش.. بماذا يرد المواطن؟

- ‎فيتقارير

وكأن روسيا تشن الحرب على مصر وليس على أوكرانيا، فبرغم الحرب المستعرة هناك تستقر أسعار الأسواق والسلع في أوكرانيا وروسيا وتشتعل في مصر، وهو ما يزال يثير حيرة المراقبين ، ويؤكد أن عصابة العسكر مجموعة من اللصوص، ويؤكد المراقبون أن النخبة العسكرية المسنودة بعنف الدولة القمعية لم تعد تشعر بأنها ملزمة برعاية مواطنيها.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي ماجد مندور إن "رفع الدعم عن الخبز الذي أعلن عنه السفاح السيسي سيضرب 63 مليون مصري، مشددا على أن ارتفاع سعر الخبز مدفوع باعتبارات سياسية لها علاقة بطبيعة الاقتصاد السياسي المصري الذي يهمين عليه العسكر، والذي يعتمد على الدين بدلا من استغلال العمل كمحرك للنمو الاقتصادي".

ويتوقع أن تؤدي زيادة سعر الخبز إلى رفع معدلات الفقر ما بين أربعة إلى خمسة بالمائة، وهي الزيادة الثانية في أسعار الخبز التي يفرضها السفاح السيسي، بعدما جاءت الزيادة الأولى في شهر أغسطس الماضي  "متنكرة" من خلال تخفيض حجم الرغيف عشرين غراما.

 

استغلال العسكر

"اللي مش عاجبه عيش العسكر التحرير موجود" سخرية لا شماتة أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إفقار المصريين وإذلالهم خلال شهر واحد بالعديد من القرارات الانتقامية التي تمس حياة المواطن المصري، مما أثار موجة عارمة من الغضب والاستياء.

وكشف عدد من المصريين المقيمين في روسيا، عن عدم ارتفاع الأسعار رغم الحرب الدائرة مع أوكرانيا، أكد إبراهيم صالح، طالب بكلية الهندسة بإحدى الجامعات الروسية، عدم غلاء أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية في روسيا منذ إعلانها الحرب على أوكرانيا، وقال إنه "رغم انهيار الروبل بعد الحرب، فإن الأسعار مستقرة داخل الأسواق ولم تتأثر رغم العقوبات والحصار المفروض".

وأشار إلى أن الصعوبات التي تواجه المصريين الآن في روسيا، تتمثل في وقف التحويلات من الخارج وصرف الأموال عبر الفيزا، وهو الأمر الذي دفع العديد لاقتراض الأموال لحين فتح باب التحويلات مرة أخرى، موضحا أن الأمور تسير على وتيرتها الطبيعية منذ بدء الحرب، ولم تتغير أسعار البنزين أو قيمة الانتقالات الداخلية عبر المواصلات.

وذكر رجب محمود، طالب مصري مقيم في روسيا، أنه تلقى اتصالات عدة من أصدقائه لشراء بعض المنتجات الروسية بأسعار رخيصة، خاصة أن هناك عروضا تساعدك على التوفير، مشيرا إلى سيطرة الحكومة الروسية على الأسعار بشكل كبير، الأمر الذي أغلق الباب لاستغلال أزمة الحرب ورفع الأسعار.

ويقول حساب اتحاد أصحاب المعاشات في منشور على موقع الفيس بوك  "زي ما تكلفة رغيف العيش 60 قرشا وبيتباع ب 5 قروش إحنا برضة بنشتري مستخرج شهادة الميلاد ب 50 جنيها وهي عبارة عن ورقة تكلفتها 2 جنيه إستمارة البطاقة الشخصية ب 45 جنيها وهي عبارة عن ورقة تكلفتها 2 جنيه جواز السفر 750 جنيها وميتكلفش 20 جنيها، تعالى بقى للمرور حدث ولا حرج شنطة إسعافات ومثلث بلاستيك تمنهم في السوق 25 جنيها بتديهم لي بـ 600 جنيه ليه؟ ورقة الفحص ب 115 جنيها وميتكلفش جنيه قس على ده حاجات كتير جدا".

 

الانتفاضة

كان هم الرئيس الشهيد محمد مرسي الأول الاكتفاء الذاتي من القمح، وعلى الرغم من العقبات التي تراكمت خلال أعوام حكم حسني مبارك وعلى رأسها تبعية القرار المصري للخارج، الذي أدى إلى إهمال إنتاج القمح محليا والاعتماد على استيراده من الخارج بأسعار تخضع لسياسة السوق العالمية.

اتبع الرئيس الشهيد محمد مرسي استراتيجية أدت إلى أن تقفز إنتاجية القمح في السنة المالية 2012/2013 من 7 ملايين طن إلى 9.5 مليون طن بزيادة 30% عن السنة المالية 2011/2012 على الرغم من أن مساحة الأرض المزروعة بالقمح لم تزد على 10% من مجمل المساحة المخصصة للزراعة.

وفي الثالث من أغسطس، أعلن السفاح السيسي عن نيته رفع سعر الخبز المدعوم، ناكثا بذلك وعدا كان قد قطعه للمصريين قبل خمس سنين تعهد فيه بأن مثل هذا الارتفاع لن يحصل.

ورأى مندور أن رفع سعر الخبز المدعوم ينتهك واحدا من المحرمات في السياسة المصرية، والتي ما زالت قائمة منذ انتفاضة الخبز الدموية في 1977، حيث اندلعت تلك الانتفاضة بعد أن أقدم أنور السادات، رئيس مصر آنذاك، على زيادة سعر الأطعمة المدعومة، بما في ذلك الخبز، وأجبرت الاحتجاجات السادات على التراجع عن قراره خلال أيام قليلة.

وأشار معهد الشرق الأوسط في تقرير له إلى أن الحفاظ على أسعار المواد الغذائية الأساسية في مصر ، وجعلها في متناول اليد هو حجر الأساس لاستقرار النظام.

ولعل هذا ما دفع وزير التموين في حكومة الانقلاب علي المصيلحي إلى التعهد بعدم المساس بسعر رغيف الخبز المدعوم، أو كما يطلق عليه "العيش البلدي" الذي يبلغ خمسة قروش، ويوزع وفقا لحصص تموينية على أكثر من 70 مليون شخص، في بلد يصل تعداد سكانه إلى 103 ملايين.

ويقول إسلام محمد، الذي يبلغ 34 عاما ويقيم بمدينة السادس من أكتوبر، إحدى ضواحي العاصمة الراقية  "بعض السكان في المنطقة اقترحوا حملة لمقاطعة المخابز التي رفعت سعر الرغيف، لكن كان رد الآخرين أن الغلاء ضرب كل شيء ولن تفيد المقاطعة".