نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا سلطت خلاله الضوء على حادث حريق كنيسة "أبوسيفين" والذي تسبب في مقتل ما لا يقل عن 41 شخصا معظمهم من الأطفال جراء استنشاق الدخان.
واستمعت الصحيفة إلى روايات من أهالي ضحايا الحريق ، تؤكد تأخر استجابة أجهزة أمن الانقلاب في الوصول لمكان الحريق ، مما ساعد في ارتفاع أعداد الضحايا.
وبحسب التقرير، تحولت الطرق الخلفية في أحد أحياء الطبقة العاملة في القاهرة الكبرى إلى سرادقات عزاء مؤقتة يوم الإثنين، حيث واجه المجتمع الآثار المدمرة لحريق الكنيسة الذي أودى بحياة 41 شخصا، بينهم العديد من الأطفال.
ففي إحدى العائلات، خسر الزوج زوجته وأولاده الثلاثة جميعا، وفي حالة أخرى فقد الأبوان – وهما يتوقعان مولودهما الثالث في وقت لاحق من هذا العام – كلا ابنيهما.
واندلع الحريق في وقت مبكر من يوم الأحد في كنيسة قبطية صغيرة ، كانت تستضيف أيضا حضانة نهارية في حي إمبابة المزدحم، مما أدى إلى احتجاز أبناء الرعية والأطفال في الداخل.
وقد ألقى المسؤولون في حكومة الانقلاب باللائمة في هذه المأساة التي تعرضت لها كنيسة أبو سيفين على مشكلة الكهرباء التي أضرمت النار في مكيف هواء، فحاصر الدخان الكثيف المصلين المجتمعين في الدور العلوي من المبنى المكون من أربعة طوابق.
وفي غضون ساعات، بدأ العمال ينظفون الركام ويرسمون على جدران المبنى المتفحم، ولكن الأدلة على وقوع الكارثة ظلت قائمة يوم الإثنين، صندل صغير أسود تم التخلي عنه على خطوات الكنيسة الداخلية، لوحات دينية مغطاة بالسخام، وقشور خشبية، مكدسة في الشارع.
وانسجاما مع التقليد، كانت الخيام تقام على عجل خارج البيت بعد البيت لكي تتمكن العائلات الحزينة من استقبال الأصدقاء والجيران الآتين لتقديم التعازي.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية أن وزارة الداخلية في حكومة السيسي قالت إن "سيارة الإسعاف الأولى وصلت إلى مكان الحادث بعد دقيقتين فقط من إبلاغها بالحريق، ومع ذلك فإن أقارب الضحايا والمصابين انتقدوا تأخر وصول فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث، وذلك أعاق عملية الإنقاذ وتسبب في المزيد من الوفيات".
ووصف بعض الشهود كيف احتشد الأهالي خارج الكنيسة المحترقة بعد اندلاع النيران، وحاول المدنيون إنقاذ من بداخلها في انتظار وصول عمال الإنقاذ الرسميين.
وقال إسحاق حنين (61 سنة) شماس في الكنيسة لم يكن موجودا عندما بدأ الحريق، ولكنه هرع إلى هناك بعد ذلك بوقت قصير وما نقوله هو "الله يسامح قسم إطفاء الحرائق ، لو كانوا أتوا في وقت مبكر، كانوا أنقذوا المزيد من الناس".
وتزيد الروايات المتنافسة حول الاستجابة الرسمية من الشعور باليأس في إمبابة وتعد هذه المأساة هي الأخيرة التي حلت بالأقلية القبطية في مصر.
وفي عام 2011، وفي خضم الاضطرابات الاجتماعية، أحرق الغوغاء عدة كنائس في نفس الحي، كما استهدف المتطرفون الكنائس القبطية في هجمات إرهابية، بما فيها في 2016 و 2017 ولطالما أعربت الطائفة المسيحية عن أسفها للوائح المصرية التي جعلت من الصعب عليهم الحصول على التصاريح اللازمة لبناء كنائس جديدة، مما أجبرهم على استخدام أماكن مؤقتة للعبادة.
بعد حريق يوم الأحد، وعدت حكومة السيسي بدفع تعويضات لعائلات الضحايا وتعهدت بإصلاح الكنيسة بسرعة، وبالإضافة إلى القتلى، أصيب أكثر من عشرة أشخاص بحروق وإصابات أخرى.
لكن خير عبده، الذي كان حزينا على وفاة شقيقة زوجته وابنة أخيه واثنين من أبناء أخيه، قال إن "تركيزه ينصب على منع وقوع كارثة أخرى، ولأن عبد الفتاح السيسي أصدر المزيد من التصاريح للكنائس، نطلب منه حقا أن تبني الحكومة كنيسة أكثر ملاءمة لنا". وأضاف عبده "إذا قمنا بتجديد الكنيسة نفسها، فلن نفعل شيئا".
ولم يتضح بعد ما هي أساليب الوقاية من الحريق التي وضعتها كنيسة أبو سيفين، وقال حنين، شماس الكنيسة، "لم يكن هناك سوى مطفأة ولا توجد أجهزة إنذار الحريق، وأن المخرج الرئيسي كان خارج الباب الأمامي، الذي أصبح الوصول إليه متعذرا بسبب الدخان واللهب".
وأضاف "ليس لدينا الكثير من الأماكن لنبنيها ككنائس، ولهذا السبب كان علينا أن نبني مبنى مرتفعا للكنيسة ، إذا لم نتعلم من هذه التجربة، فقد يحدث ذلك مرة أخرى".
وقد تم نقل بعض الضحايا في سيارة إسعاف في وقت متأخر من يوم الأحد إلى كنيسة أكبر مجاورة وقد تجمع مئات الأشخاص هناك ومهدوا الطريق أمام حاملي النعوش، بعضها لا يكاد يبلغ بضعة أقدام في الداخل واستمرت عمليات الدفن لعدة ساعات.
https://www.washingtonpost.com/world/2022/08/15/egypt-church-fire-copt/
