أحيا "المجلس الثوري المصري" الذكرى التاسعة لما عُرف إعلاميا بمذبحة الحي الراقي بالإسكندرية (سموحة) ونقل شهادة من المذبحة لأحد شهود العيان وعبر (@ERC_egy) قال "أحد مشاهد #مذبحة_سموحة 16/8/2013 الذي سيظل عالقا في ذهني ، كيف أن أحد الشباب لم يكن قادرا على الوصول لشقيقه المقتول أمامه في منتصف الطريق خوفا من القناصة ، ومشهد مصور صحفي سقط وبجواره أكثر من عشرة شهداء ، وأنه نجا من الموت برصاصة اخترقت ذراعه وقتلت شخصا كان خلفه".
#شهادة_من_المذبحة
احدى مشاهد #مذبحة_سموحة 16/8/2013 التى ستظل عالقة فى ذهني كيف أن أحد الشباب لم يكن قادرًا على الوصول لشقيقه المقتول أمامه في منتصف الطريق خوفًا من القناصة ومشهد مصور صحفي سقط وبجواره أكثر من عشرة شهداء، وأنه نجا من الموت برصاصة اخترقت ذراعه، وقتلت شخصًا كان خلفه pic.twitter.com/5gAlZdV6eu— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) August 16, 2022
وكان موقع منصة (KilledinEgypt) أشارت إلى الشهيد "عمرو محمد قاسم" 26 عاما ، كان يعمل طبيبا صيدليا، متزوج ولديه طفلة، أُصيب عمرو برصاص قناص تابع لقوات الأمن المصري في مؤخرة الرأس بـ #مذبحة_سموحة بالإسكندرية وتوفي في لحظتها" وهو شهيد بين 100 شهيد في الإسكندرية بالتزامن مع 210 شهيد في جريمة فض مظاهرة بميدان رمسيس ومسجد الفتح والذي كان في الجمعة التالية ليوم فض رابعة العدوية ونهضة مصر والتي قتل فيها وما حولها نحو 4 آلاف شهيد.
عشرات الشهداء قتلهم الجيش بمضادات الدروع و الجرينوف، في مذبحة لن ينساها الإسكندريون ، لاسيما وأن من نجا من القتل لم ينج من الاعتقال المستمر لبعضهم حتى اليوم.
وبحسب مراقبين أبطلت المجازر التي انتشرت في بر مصر شماله وجنوبه في ذلك اليوم 16 أغسطس اتهامات حيازة السلاح الذي زعمته داخلية الانقلاب في رابعة العدوية، وأكدت أن ذلك ليس إلا محض افتراء.
دم في كل حتة
وكتب (Muhammad Fouda) عبر فيسبوك قبل ساعات عن ذكرياته مع المجزرة فقال إن "مجزرة سموحة بالنسبة للإسكندرية هي كانت الفض الحقيقي ، ناس خرجت تشيّع شهداء الفض المقتولين و المحروقين و اللي فيهم من ٣ ل٥ رصاصات لكل واحد ، وجايين بتصريح كذب عشان الورق ورق الحكومة ، وبعد الجنازات روحنا نصلي العصر أمام مسجد علي بن أبي طالب ، ليبدأ بعد صلاة العصر مجزرة الحي الراقي (سموحة ) مدرعات ماشية بترش رصاص متعرفش الضرب من أي اتجاه ، المصابون دخلوا الجامع عشان يكون مستشفى ميدانيا لهم ، المدراعات اقتحمت الجامع ، وبدأ الضرب بطول شارع الجامع مع ميدان فيكتور عمانويل ، عيني شايفة ناس الطلقة بتخش وتطلع الناحية التانية ، معدة واحد خرجت من جسمه ، أسرة قاعدة في البرج بتاع راديو شاك فرحانين بالناس اللي بتموت ومشغلة تسلم الأيادي ، والتأمين التانية المركز الطبي للبنات بتصور و بتعيط ، و الدموع نازلة وقدام عند جامع حاتم واحد واخد رصاصة في رجله و مسنود على اتنين ، عيال أخته شافوه خالي خالي وبكاء و عياط ، فاكر نفسي اليوم ده كنت فاكر أني عايش في فيلم ، دم في كل حتة ومش عارف السبب ، طلعت من عند أول سموحة و ركبت و روحت بعد كل ده عشان أعرف أن الضرب شغال لغاية أبوقير ".
وأضاف أن "مأساه مجازر شهر ٨ ل٢٠١٣ .. لن تسقط مهما تقدم العمر ولا الزمن ولا الوقت ، حرائق الانقلاب و كي القلوب لا تسقط بالتقادم".
ماذا حدث؟
وكانت مدينة الإسكندرية على موعد مع مذبحة جديدة، ولم يتم بعد تشييع جثامين شهداء المدينة الذين ارتقوا في مذبحة الفض قبل ساعات، وخرج الآلاف من رافضي الانقلاب لتشييع جثماني اثنين من شهداء مجزرة فض رابعة يوم 14 أغسطس 2013 منطلقين من مكان التجمع من ميدان مسجد القائد إبراهيم، لدفن الجثمانين ثم خرجت مسيرة مرت بمنطقة الإبراهيمية في شارع أبي قير وصولا إلى مسجد علي بن أبي طالب في حي سموحة، وهنا كانت الحدث المرتقب.
وترصدت قوات الأمن والبلطجية بإطلاق الرصاص الحي والخرطوش على المشيعين للجنازة ، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من المشاركين وتباينت التصريحات وقتها حول أعدادهم ، حيث أكد البعض أنهم قد يصلون إلى 40 شهيدا ، بينما أعلنت مديرية الأمن عن وفاة 24 شخصا وإصابة 95 آخرين.
وبحسب شهود عيان فإن البلطجية بدأوا الضرب على كوبري كليوباترا بالخرطوش، وبدأ الأمن المركزي بإطلاق قنابل الغاز داخل حي سموحة وبالتحديد على سلالم مسجد علي بن أبي طالب، وكان يتم قنص الشباب الذين بيحاولون إسعاف المصابين، ووصل الأمر إلى حد احتماء أحد المتظاهرين بأحد الجثامين من رصاص القناصة.
ومن الفيديوهات التي انتشرت أن الثوار والشاب لم يكن قادرا على الوصول لشقيقه المقتول أمامه في منتصف الطريق خوفا من القناصة.
منظمات حقوقية
وأصدر ائتلاف المنظمات الحقوقية للدفاع عن الحرية ومركز ضحايا لحقوق الإنسان والمركز العربي الأفريقي للحقوق والحريات، ومركز الشهاب لحقوق الإنسان، آنذاك بيانا يوم السبت 16/8 أعلنوا فيه الانتهاء من توثيق الانتهاكات التي وقعت في محيط مسجد الفتح بميدان رمسيس بالقاهرة ، وفي محيط مسجد علي بن أبي طالب بميدان سموحة بالإسكندرية يوم 16 أغسطس 2013.
وأكد البيان أنه تم إعداد مذكرة قانونية تشمل أدلة اتهام لكل من عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقت الأحداث، ومحمد إبراهيم وزير الداخلية وقت الأحداث، ووثق الائتلاف أسباب وفاة 10 من شهداء أحداث يوم 16 أغسطس في الإسكندرية، فيما أطلق عليه مجزرة سموحة، وحصل فريق عمل المركز على فيديوهات تظهر ضباطا بالجيش وضباطا بجهاز الشرطة، يستخدمون الأسلحة النارية، وطلقات الرصاص الحي في قنص المتظاهرين، ما أسفر عن قتل 32 متظاهرا وإصابة قرابة 200 واعتقال 357 آخرين.
ووثق الائتلاف شهادات أكثر من 35 شاهد عيان من سكان العقارات المحيطة بالمجزرة، وأصحاب المحال التجارية الذين كشفت شهاداتهم كواليس قنص المتظاهرين بالرصاص الحي من قبل قوات الجيش والشرطة.
وأعلن الائتلاف أنه بصدد تقديم أدلة الاتهام لدى سلطات التحقيق في مصر، فضلا عن الانتهاء من إعداد ملف كامل تمهيدا لتقديمه لدى المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان، فضلا عن المحكمة الجنائية الدولية.
وأعلنت مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية عن أسماء القتلى في أحداث سموحة والتي بلغت 30 شهيدا، بحسب المديرية بخلاف الآخرين من أنحاء المحافظة.