المناهج والتابلت وعجز المعلمين.. عام دراسي مليء بالمشاكل بسبب تقليص ميزانية التعليم

- ‎فيتقارير

مع قرب بدء العام الدراسي الجديد تتكشف الكثير من الأزمات داخل وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب وداخل قطاع المعاهد الأزهرية، بسبب تقليص ميزانيات التعليم من جانب نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي والعجز الكبير في أعداد المعلمين بسبب وقف التعيينات وحالة المدارس والمعاهد التي يرثى لها ، حيث يحتاج الكثير منها إلى صيانة وترميمات وبعضها مهدد بالانهيار على رؤوس التلاميذ بسبب تصدعات بالحوائط والأسقف ، بالإضافة إلى أزمة المناهج خاصة منهج الصف الرابع الابتدائي والنظام التراكمي في المرحلة الثانوية العامة والذي اضطر وزير تعليم الانقلاب إلى إلغائه والسير على النظام القديم أي الاعتماد على مجموع درجات الطالب في الصف الثالث الثانوي فقط وليس مجموع الثلاث سنوات الذي كان وزير تعليم الانقلاب السابق طارق شوقي يريد فرضه لأسباب غير مفهومة .

أيضا تعمل تعليم الانقلاب على تحميل طلاب الصف الأول الثانوي ثمن التابلت ، وتهدد بعدم تسليمه للطلاب إلا بعد دفع ما تسميه التأمين، وهو ما سيدفع الطلاب إلى مقاطعة التابلت ، وبالتالي تضطر تعليم الانقلاب إلى العودة للامتحانات الورقية ، خاصة مع ضعف شبكات الإنترنت وعدم وجودها في الكثير من المدارس .

في التقرير التالي نستعرض عددا من الأزمات داخل تعليم الانقلاب وقطاع المعاهد الأزهرية :

 

 التابلت

من أهم الأزمات تأخر توزيع التابلت على الطلاب الجدد بالصف الأول الثانوي العام ، وأبلغ مديرو المدارس أولياء أمور الطلاب بأن التوزيع سيكون في شهر نوفمبر المقبل، مؤكدين أن تعليم الانقلاب لم تقم بعد بصرف حصص الأجهزة الخاصة بكل مديرية تربية وتعليم.

وكشفت مصادر داخل وزارة تعليم الانقلاب أن هناك أزمة في توزيع التابلت مشابهة لما حدث في العام الماضي، مشيرة إلى أن التعليمات الصادرة للمدارس هي الشرح للطلاب وفقا للنظام القديم عن طريق الكتاب المدرسي.

من ناحية أخرى برزت على السطح أزمة شبكة الإنترنت داخل المدارس التي يواجه بعضها توقفا في الشبكة أو وجود أعطال بها، بجانب قطع بالشبكات لأوقات طويلة ، كما أن الكثير من المدارس لا توجد بها شبكات ويضطر طلابها إلى الانتقال إلى مدارس آخرى وأداء الامتحانات في فترات مسائية .

 

البنية التحتية

وتواجه تعليم الانقلاب أزمة فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية لاستراتيجية تطوير التعليم، حيث كشفت مصادر بوزارة تعليم الانقلاب أن المشروع يهدف ضمن مراحله إلى إنشاء شبكة معلومات لجميع المدارس التي تحتوى على مراحل التعليم الثانوي العام التابعة للوزارة وتجهيز غرفة معلومات وربطها بمركز المعلومات الرئيسي، على أن يتم تنشيط فصول الصف الأول فقط.

وأكدت المصادر أنه لا توجد ميزانيات لتنفيذ هذا كله ، مما يجعل عملية التطوير مجرد حبر على ورق .

 وقالت إن "هذه التحديات سوف تجبر تعليم الانقلاب على جعل الصف الأول الثانوي  نقل عادي وفقا للنظام القديم، كما لن يكون الصف الأول لهذا العام على سبيل التجربة كما حدث في العام الماضي .

وأشارت المصادر إلى أن تعليم الانقلاب لم تعتمد بعد النظام التراكمي انتظارا لصدور قانون رسمي من مجلس نواب السيسي، والذي لن يرى النور قبل بدء الفصل الدراسي الثاني ، وبالتالي فإن نظام الثانوية العامة سيتوقف على تطبيق التابلت فقط.

وأضافت أن تعليم الانقلاب سوف تضطر إلى إجراء امتحانات الصف الأول الثانوي مع نهاية التيرم الأول والثاني، على نظام التابلت وورقيا، لتجنب قطع السيستم ولتفادي أخطاء العام الماضي وفق المصادر .

 

الامتحانات

في سياق متصل لا يزال الموقف غامضا بشأن شكل الامتحانات بالنسبة للصف الثالث الثانوي ، وكذلك الصف الأول الثانوي، وتعاني مديريات التربية والتعليم بالمحافظات من زحام الطلاب وأولياء الأمور للاستفسار بخصوص الامتحانات والمناهج ، لكن لا توجد أي ردود من جانب المدارس أو المديريات لأن وزير تعليم الانقلاب رضا حجازي لم يحسم أموره ، كما أنه يواجه صعوبات كبيرة بسبب التركة الثقيلة التي تركها له طارق شوقي ، بالإضافة إلى تقليص الميزانيات من جانب حكومة الانقلاب ، وهو ما يعني عمليا عدم وجود أي تطوير أو تجديد بل إن الوضع القائم سوف يزداد سوءا.

كان رضا حجازي قد زعم أن المجلس الأعلى لتطوير المناهج سوف يدرس شكل امتحان الثانوية العامة، وعودة الأسئلة المقالية مرة أخرى بالامتحانات بجانب أسئلة الاختيار من متعدد .

لكن وزير تعليم الانقلاب لا يلتفت إلى المشكلة التي ستواجه وزارته في تلك النقطة والتي تتعلق بكيفية تصحيح الأسئلة المقالية بامتحانات الثانوية في ظل عملية التصحيح التي تتم بالمسح الضوئي، والتي تتم فقط في أسئلة الاختيار من متعدد، وتلك أزمة كبرى سوف تواجه تعليم الانقلاب في العام المقبل.

 

المعاهد الأزهرية

في المقابل اضطر قطاع المعاهد الأزهرية إلى حسم أزمة النظام التعليمي للثانوية الأزهرية، مؤكدا أن نظام تعليم الانقلاب لن يطبق على الثانوية الأزهرية ولن يتم توزيع التابلت على طلاب الصف الأول الثانوي بالأزهر.

وكشفت مصادر بقطاع المعاهد أن الأزهر يتشكك في نجاح التجربة في وزارة تعليم الانقلاب ، مؤكدا أنه لا تتوفر سيولة مالية بقطاع المعاهد لشراء أجهزة التابلت .

وقالت المصادر إن "تعليم الانقلاب لم تفِ بتعهداتها لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتوفير أجهزة التابلت لطلاب الثانوية الأزهرية، وفقا للبروتوكول الموقع بين المشيخة والتربية والتعليم العام الماضي، فضلا عن أن نظام الامتحانات والنجاح والرسوب لن يتغير في الثانوية الأزهرية".

وأشارت إلى أنه وفقا لتقرير لجنة تطوير المناهج بالأزهر سيتم تطبيق نظام التعليم الجديد المطبق على طلاب الصف الثاني الابتدائي بوزارة تعليم الانقلاب ، مؤكدة أنه سيقرر على طلاب رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي كتاب «كونكت» المطبق بتعليم الانقلاب، أما فيما يخص الصف الأول الثانوي فسيتم نشر مواد تفاعلية لهم عبر بوابة الأزهر الشريف تتضمن أنشطة بطريقة تفاعلية بالمواد الشرعية والعربية، بالإضافة لتدريس كتاب «طاقة نور» للصف الأول الإعدادي ضمن مقرر اللغة العربية وكتاب «أسود الوطن» للصف الثاني الإعدادي ضمن مقرر اللغة العربية للعام الدراسي الجديد .