حددت ورقة بحثية بعنوان "زيارة السيسي إلي قطر .. الدوافع والتداعيات" 4 نتائج مهمة لزيارة المنقلب عبدالفتاح السيسي للدوحة أبرزها "تحييد ملف الإخوان المسلمين من التأثير سلبيا على العلاقة بين الدولتين".
وأشارت الورقة التي نشرها موقع الشارع السياسي إلى أن "ملف دعم قطر للإخوان أحد الاتهامات التي وجههتها كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة، إبان الأزمة الخليجية التي اندلعت في يونيو 2017، بعدما أعلنت تلك الدول مقاطعة قطر وحصارها".
وأبانت أن ذلك يأتي في وقت تصنف مصر الجماعة على قوائم الإرهاب، ولطالما طالبت قطر وتركيا بتسليم قياداتها، لكن الأخيرتين تعتبران الجماعة حليفة لهما على مدار السنين الماضية، ما شكل نقطة خلاف رئيسية في العلاقات لمصر مع هاتين الدولتين.
رغبة قطرية
وأظهرت الورقة أن قطر هي من أصبحت تعمل على تحييد ملف جماعة الإخوان في علاقتها مع القاهرة، وهو ما يمكن تلمسه مع مغادرة قيادات وأفراد من جماعة الإخوان الأراضي القطرية، بعد أحداث 2013 في مصر بسنوات قليلة، رغم عدم إقامتهم فيها بشكل دائم، في تحرك قرئ على أنه محاولة من الدوحة لعدم تحويل هذا الملف إلى نقطة انطلاق لخصومها آنذاك، ضدها".
ولفتت إلى تأكيد "أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، أنه لا علاقة لبلاده مع جماعة الإخوان المسلمين، مشددا على أن قطر لا تتعامل مع أحزاب سياسية أو تنظيمات ولكن مع دول وحكومات، وأكد الأمير تميم ، خلال حوار مطول مع مجلة “لو بوان” الفرنسية ، في 14 سبتمبر الحالي، أنه ليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أية جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية.
ونشرت إضافته في تصريحاته قائلا “قطر دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة”، مشددا على أن بلاده “دولة وليست حزباً”، وتتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية".
وقالت الورقة إن "العلاقات متوترة بشكل خاص بين قطر ومصر، على خلفية هذا الملف، بعد إزاحة الجيش المصري للجماعة من السلطة في 2013 وإسقاط الرئيس المنتخب الراحل “د.محمد مرسي” حيث اتهمت القاهرة الدوحة باحتضان قيادات وأفراد جماعة الإخوان، والتآمر على الأمن القومي المصري.
استثمارات قطرية
وعن تحقق الهدف الرئيسي من الزيارة قالت الورقة إن "الزيارة أسفرت عن ضخ مزيد من الاستثمارات القطرية في مصر، ما يساعد الأخيرة في حل أزمتها الاقتصادية الراهنة، فخلال الزيارة، تم توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وصندوق مصر السيادي للاستثمارات والتنمية، ومذكرة تفاهم في مجال الشئون الاجتماعية بين وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة التنمية الاجتماعية القطرية، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الموانئ بين مصر وقطر".
صحفيو الجزيرة
وقالت الورقة "من النتائج أيضا حدوث انفراجة في ملف صحفي الجزيرة المحبوسين في السجون المصرية"، حيث قررت نيابة أمن الدولة، في 13 سبتمبر، إخلاء سبيل الصحفي بقناة الجزيرة، أحمد النجدي أبو العلا إبراهيم، المحبوس احتياطيا على ذمة القضية رقم 864 لسنة 2020 وسبق أن قررت النيابة نفسها إخلاء سبيل الصحفي بقناة الجزيرة محمود حسين، في فبراير 2021 بعد أيام من توقيع مصر إلى جانب السعودية والإمارات بيان العُلا للمصلحة مع قطر، وبذلك يتبقى ثلاثة صحفيين بقناة الجزيرة محبوسين احتياطيا في مصر وهم: ربيع الشيخ، وهشام عبد العزيز، وبهاء الدين إبراهيم.
الملفات الإقليمية
ورأت الورقة أنه حدث تعزيز لحالة التقارب في الرؤي والتعاون الثنائي فيما يتعلق بالملفات الإقليمية، ومنها ملف ليبيا وملف غزة وإعادة الإعمار، وملف السودان.
فقالت إن "تقاربا بين القاهرة والدوحة بشكل واضح فيما يتعلق بجهودهما لتقليل معاناة سكان قطاع غزة، وأنه في مايو 2021، شهد الملف الفلسطيني خلال تلك الأزمة، عملا مصريا قطريا مشتركا، وهو ما أسهم في إنجاح جهود الوساطة التي تولتها مصر بين الفصائل الفلسطينية والصهاينة".
وفي نوفمبر الماضي بالعاصمة النرويجية أوسلو، وقعت قطر اتفاقيات مع القاهرة لتوريد الوقود ومواد البناء الأساسية لصالح قطاع غزة.
وعن ملف ليبيا، قالت "استضافت الدوحة منذ بداية الشهر الجاري كلا من رئيس حكومة طرابلس عبد الحميد الدبيبة، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وتتسم زيارة المستشار صالح إلى الدوحة بأهمية خاصة؛ نظرا إلى أنها الأولى من نوعها لمسؤول ليبي من المنطقة الشرقية إلى قطر منذ عام 2012 ما يؤشر إلى تغير أساسي في موقف قطر من مكونات شرق ليبيا".
وتوقعت أن يطلب السيسي من أمير قطر دعم حكومة فتحي باشاغا، أو الدفع نحو حل وسط يضمن الإسراع في التوجه إلي حكومة تصريف أعمال بديلة عن حكومتي باشاغا والدبيبة، إضافة لطلبه استثمار علاقته مع تركيا من أجل العمل على إنهاء الدعم العسكري والمالي المقدم إلى حكومة الدبيبة.
وفي الرؤى المتعلقة بالأزمة السودانية، فلا تبتعد الرؤى المصرية القطرية كثيرا، حيث يتفق البلدان على دعم المؤسسة العسكرية بقيادة عبدالفتاح البرهان، فيما فضلت أبوظبي على سبيل المثال دعم قائد قوات الدعم السريع حمدان دقلو الشهيربحميدتي.
وقالت الورقة إن "قطر تدعم موقفا إيجابيا وداعما لمصر والسودان في قضية سد النهضة".